** ظل التليفزيون المصري علي مدار تاريخه مصدر أمان للأسرة المصرية فلا نخشي منه علي أطفالنا بسبب احتفاظه بالثوابت الإعلامية وإيمان المسئولين عنه بأنه يدخل البيت بلا استئذان وبالتالي يجب احترام الأسرة فيما يقدمه من برامج حتي الافلام التي قد تحتوي علي مشاهد جريئة كان يتم حذفها وحتي المسلسلات الدرامية لابد أن تجيزها الرقابة بالتليفزيون قبل البدء في تصورها لتتوافق مع التقاليد المصرية وهو ما جعل مسلسلات زمان تعيش معنا إلي الآن وتتمتع بنسب مشاهدة عالية عند إعادة عرضها. ** ولكن مع تراجع التليفزيون المصري في الفترة الاخيرة وظهور فضائيات رجال الاعمال والقنوات الخاصة تبدلت الأوضاع وساد نوع من الانفلات الإعلامي بعد أن أصبحت الشاشة مرتعاً لكل من هب ودب بدون ضوابط أو قواعد تحكم أساليب العمل في تلك القنوات وتضبط إيقاعه ومساره وهو ما استلزم ظهور الهيئات الاعلامية التي تنظم الساحة الإعلامية طبقا للدستور ولتضع حدا للانهيار الإعلامي الذي عشناه مع إنشاء نقابة للاعلاميين تحاسب وتراقب وتضبط أداء من يدعون أنهم اعلاميون. ** وأمام هذا التنظيم الجديد للإعلام بإنشاء المجلس الاعلي للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة لم يدرك بعض من مقدمي البرامج الذين وجدوا أنفسهم فجأة علي الشاشة بدون مؤهلات تؤهلهم لذلك أن الوضع الإعلامي الآن قد تغير وأنه ما كان يسمح به قبل إنشاء تلك الهيئات لن يكون مقبولا الآن وأن الخروج عن النص ومحاولات الاثارة وجذب الانتباه ومخاطبة جمهور السوشيال ميديا سوف يقابل بقرارات حاسمة من تلك الهيئة المسئولة عن ضبط الإيقاع الإعلامي وهو ما حدث بالفعل بقرارات وقف لعدد ممن يسمون أنفسهم إعلاميين وعلي رأسهم ريهام سعيد التي كتبت عنها وعن ممارساتها مرارا وتكرارا ومع ذلك كانت إدارة تلك القنوات تخرج لنا ألسنتها وتعطيها الدفعة للاستمرار فيما كانت تقدمه إلي أن جاء المجلس الاعلي للإعلام ونقابة الإعلاميين لتعيد الامور إلي نصابها ولم تستغرق كثيرا لكشف المخالفات في البرامج بل اتخذ المجلس الأعلي للإعلام والنقابة قرارات حاسمة لعدد من المذيعين وإيقاف عدد من البرامج بالقنوات الخاصة لمدد محددة وتبحث بعض الشكاوي التي قدمت ضد عدد من المذيعين ومقدمي البرامج الاخرين والملاحظ أن معظم هذه المخالفات تصدر عن القنوات الخاصة التي تعودت علي الانفلات الإعلامي في الفترات الماضية ويبدو أنها ستستغرق فترة حتي تتعود علي الانضباط .