اتهم أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة نظام امتحانات "البوكليت" بأنه وراء الانخفاض الملحوظ في المجاميع هذا العام.. وصب الجميع غضبهم علي هذا النظام. مؤكدين أنه نجح في مواجهة ظاهرة التسريب والغش لكنه قضي علي أحلام الطلاب. خبراء التعليم والتربية اختلفوا في تأكيد أو نفي هذه الاتهامات وتباينت آرائهم حول مساهمة هذا "البوكليت" في خفض مجاميع الطلاب. يري البعض أن النظام في حد ذاته إذا تم تطبيقه بالصورة الصحيحة فإن إيجابياته كثيرة. إلا أن الوزارة هذا العام فاجأت الجميع بتطبيقه دون تدريب الطلاب أو المدرسين. واقتصر التنفيذ فقط علي ضم كراسة الإجابة إلي ورقة الأسئلة. ما أصاب الطلاب بالحيرة والارتباك رغم نشر نماذج الأسئلة في المواد المختلفة علي موقع الوزارة. بينما يراه البعض أنه كان مفيداً في إعادة المجاميع إلي وضعها الطبيعي. لكنه لم يؤثر سلباً علي الطلاب كما يعتقد البعض. اتهم ممثلو اتحاد الطلاب البوكليت بأنه كان سبباً في انخفاض المجاميع. خاصة بين طلاب العلمي رياضة وذلك من واقع ما تم تلقيه من تقارير في غرفة عمليات اتحاد الطلاب أثناء الامتحانات. أكد الدكتور رمضان محمد رئيس الأكاديمية المهنية للمعلمين الأسبق أن الصورة التي كانت عليها امتحانات هذا العام لا يطلق عليها "بوكليت" وهو السبب الرئيسي في التفاوت في الدرجات وزيادة أعداد الرسوب بين الطلاب. قال إنه كان يجب تدريب الطالب عليه منذ الصف الأول الثانوي دون أن يفاجأ به بعد أن خضع لنظام معين لمدة عامين. حيث لم يتم التدريب عليه من قبل. وهذا بالتأكيد أدي إلي انخفاض الدرجات وارتفاع نسبة الرسوب هذا العام. من المفترض أن يطبق هذا النظام منذ الصف الأول لأنه لابد أن يكون أسلوباً مألوفاً بالنسبة للطالب. أوضح أن البوكليت لم يقض علي الغش في الامتحانات كما أشيع وإنما السبب الأساسي لمنع الغش والقضاء علي ظاهرة التسريب في الامتحانات أولها أنه شكل الامتحانات تغير. والثاني أن الامتحانات طبعت في مكان سري تحت إشراف جهات سيادية. أشار إلي أن البوكليت يجب أن تتم إعادة صياغته وتطويره من خلال بنوك أسئلة يتم سحب أكثر من نموذج امتحان إنما الآن العملية تمت بطريقة عشوائية دون أي دراسة أو احتساب الخصائص السيوكومترية وهي معامل السهولة والصعوبة وقدرة السؤال علي التقييم. قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق إنه من الغريب أن الوزير الحالي والعديد من الخبراء فًي مجال التعليم يطلقون علي ما تم هذا العام بالبوكليت وهو بعيد كل البعد عن نظام البوكليت الذي يطبق في العديد من الدول العربية والأجنبية. أوضح أن ما حدث هذا العام ما هو إلا دمج ورقة الأسئلة بالإجابة البوكليت الحقيقي هو نظام معترف به في كثير من الدول المتقدمة وله قواعد وأصول لابد من اتباعها قبل أن نطلق عليه هذا الاسم مثل وضع استراتيجية عامة للتقييم وإنشاء بنوك أسئلة للمواد ولا تقل في كل مادة عن 800 سؤال أو 1000 سؤال بعد ذلك يجب أن نعترف أن وظيفة البوكليت ليس فقط محاربة الغش ولكنه يهدف إلي تحسين نظم التقويم والامتحانات. تحقيق الجودة المطلوبة والارتقاء بالعملية التعليمية. كما يجب أن تكون أسئلته عبارة عن مجموعة من الأسئلة المعيارية تكون مرتبطة بالمنهج ونواتج التعلم. بالإضافة إلي أننا من الممكن أن ننفذه بطريقة مميكنة تكون خاضعة للتصحيح الإلكتروني وهذا هو البوكليت الحقيقي المطبق في العديد من الدول. أشار إلي أن من أهم أهداف البوكليت الحقيقي أنه يمكن المعلمين من استثمار الوقت سواء في التصحيح أو التدريس يجب أن تحاكي كل مهارات التفكير لدي الطلب وهي مهارات التذكر والفهم والتطبيق والتعليل والتقييم وهذه الجزئية علي الأخص يفندها التطبيق الحالي هذا العام. أكد طارق نور أن البوكليت كان سبباً في التفاوت والانهيار في نسب النجاح والآن لا يوجد أمام وزارة التربية والتعليم سوي اختيارين فقط لإصلاح المنظومة.. الأول أن يطلق علي ما تم تطبيقه هذا العام كراسة الإجابة وليس البوكليت. والاختيار الثاني أن يتم تطوير البوكليت المراد تطبيقه بشكل علمي مثل كل الدول المتقدمة العربية والأجنبية. أكد علي هاني وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الثانوي ومدير مديرية التعليم بالقليوبية أن الطلاب لم يتعودوا علي الإجابة طبقاً لنظام البوكليت بشكل كاف. كما أن المدرسين لم يتدربوا علي وضع الأسئلة ولم توضع الأسئلة بحيث تكون الإجابة شاملة لجميع الحلول الصحيحة. كما حدث في مادة الكيمياء. أضاف أن الاستعدادات لم تكن كافية لهذا النمط الجديد من التقييم لعدم تدريب المعلمين والطلاب عليه. ولكن النتيجة مرضية هذا العام لأن هذا النظام يطبق لأول مرة والتجربة جديدة ولابد من استيعاب الوزارة والمسئولين لأي خطأ. خاصة في ناحية وضع الأسئلة. أكد د.محمد الدسوقي أستاذ التربية بجامعة حلوان أن أي تجربة جديدة تحتاج إلي وقت لتحقيق متطلباتها وأري أن الضبط والربط داخل اللجان والقضاء علي الغش هو السبب في انخفاض النتيجة وليس الغش كما كان يحدث في السنوات الماضية. أضاف أن الطلاب تقولبوا علي نظام معين للأسئلة لسنوات طويلة وعندما تغير القالب هذا العام تطلب ذلك تغييراً في سلوكيات الطالب ولم يستطع التعود علي هذا النمط. أوضح أنه إذا وجد المعلمون حل لهذا النمط الجديد وفك شفرته سوف يتحول إلي كبسولات يمكن أن تعطي للطلاب وتعود النتائج كما كانت. تساءل: هل النتائج التي خرجت تعبر عن مستوي الطالب الحقيقي أم لا؟!.. مشيرا إلي أن تأثير هذه النتائج سوف يعيد الطلاب للمدرسة مرة أخري. قال الدكتور سامح ريحان عميد كلية التربية بجامعة جنوب الوادي إن فكرة البوكليت في حد ذاتها فكرة متميزة للغاية.. وهي في الأساس فكرة تربوية قديمة. ومن المؤسف أن وزارة التربية والتعليم استخدمتها مؤخراً. مشيرا إلي أنه شخصياً كان يطبق تلك الفكرة علي طلابه في الجامعة منذ 4 سنوات وهو نظام يسهم في راحته كمسئول عن وضع الأسئلة وتقييم إجابات الطلاب. كما أن هذا الأسلوب حقق فائدة كبري في منع الغش. أضاف أنه يري أن البوكليت ليس من الأسباب الرئيسية سواء من قريب أو بعيد في مسألة انخفاض المجاميع هذا العام في الثانوية العامة. وأن هناك عاملين أساسيين وراء ذلك.. أولها تراخي أبناء الطبقات الميسورة في المجتمع أثناء تحصيلهم وإجاباتهم لأنهم يدركون أنهم سوف يلتحقون بإحدي الجامعات الخاصة في حالة عدم الحصول علي مجاميع مرتفعة. بجانب مستوي الامتحان الذي وضعه مستشارو المادة الذين يضعون أسئلة من مستوي جميع الفئات من الطلاب. أضافت الدكتورة منال محمود كابش الباحثة بالمركز القومي للبحوث التربوية أن نظام البوكليت نظام جيد في مجمله لأن السنوات الماضية حدث ظلم لكثير من الطلاب نتيجة للتسريبات. بينما تجد هذا العام أن تلك الظاهرة انخفضت لدرجة الاختفاء. تري أنه من الناحية التربوية في النتيجة العامة للثانوية التي بلغت 4.72% هي النتيجة الطبيعية وفقاً للبحوث التربوية كما كان يحدث بالماضي. وأن البوكليت برئ من انخفاض المجاميع. مطالبة باستمرار تطبيق منظومة "البوكليت" والبحث في تطويره. أشار محمد سعيد رئيس اتحاد طلاب المدارس بمحافظة الجيزة وعضو غرف العمليات بالثانوية العامة إلي أن البوكليت نجح هذا العام في مواجهة ظاهرة الغش الإلكتروني بشكل كبير جداً. إلا أنه يري من خلال التقارير التي أعدتها غرفة عمليات الثانوية العامة في اتحاد الطلاب أن نظام البوكليت كان وراء انخفاض المجاميع بنسبة 40% علي الأقل. خاصة في شعبة العلمي علوم بمواد الفيزياء والكيمياء. أضاف أن امتحان الفيزياء علي سبيل المثال كانت الأسئلة مرتبطة مع بعضها البعض بشكل كبير. ما أسهم في انخفاض المجاميع بشكل كبير. بالإضافة إلي مادة الكيمياء. بينما كانت الشكوي الرئيسية منه لطلاب شعبة العلمي رياضة الذين أجمعوا علي عدم كفاية الوقت. أشار إلي أن عدم التدريب الكافي للطلاب كان وراء وجود الرهبة من الامتحانات بالرغم من قيام الوزارة بنشر 5 نماذج امتحانية علي موقع الوزارة وعقد امتحانات تجريبية. أشارت سهيلة عبدالله طالبة في الثانوية العامة إلي أن منظومة امتحانات البوكليت كانت يجب أن تطبق علي الطلاب منذ بداية التحاقهم في المرحلة الثانوية حتي يستطيع الطلاب التدريب علي حل الأسئلة بشكل أفضل ودون توتر وقلق. مضيفة أن الأسئلة وفقاً لمنظومة البوكليت لعبت دوراً كبيراً في انخفاض المجاميع.