مستشفي الحوض المرصود الموجود بالسيدة زينب من المستشفيات التي تعالج الأمراض الجلدية الصعبة والمعدية والمزمنة واشتهرت منذ سنوات بعلاجها للأمراض المستعصية المنقولة جنسياً. وسمي بذلك نسبة إلي وجود حوض من الصوان الأسود طوله 270 سم وعرضه الأمامي 138سم والخلفي 178 سم وارتفاعه 192 سم وكان معدا للشراب.. وعندما دخل الفرنسيون مصر أخرجوه من موقعه وارسلوه إلي باريس واستولي عليه الانجليز وموجود في متحف لندن. قال الدكتور عادل بطرس زغلول استشاري الأمراض الجلدية بالحوض المرصود واستشاري العدوي المنقولة جنسيا بمنظمة الصحة العالمية وعضو الاكاديمية الامريكية للأمراض الجلدية. إن مستشفي الحوض المرصود كان سجناً سياسياً في أواسط القرن ال 19 وأقيم في هذا المكان المستشفي وسمي في البداية مستشفي الحريم أوائل القرن العشرين. ثم سمي بمستشفي الحوض المرصود. وذكر انه سبب إنشاء المستشفي كان الكشف الصحي علي العاهرات وإصدار رخص لممارسة البغاء وكانت بداية لوائح ممارسة البغاء في مصر منذ دخول الانجليز مصر في عام 1882 وتوالت هذه اللوائح حتي تحولت إلي قانون في دستور 1923. فاختص الشيخ محمود أبوالعيون بمحاربة هذا الفساد وهو من شيوخ الازهر. وانتهي هذا النظام وهذه التشريعات عام 1949 علي يد عبدالهادي باشا رئيس الوزراء. اضاف "بطرس": في بدايات إنشاء المستشفي كان يزخر بالمرضي نتيجة ممارسة البغاء وانتشار العدوي المنقولة جنسيا حيث لم يكن يعرف في هذه الأزمنة المضادات الحيوية الفعالة التي تقضي علي هذه الامراض لذا انتشرت هذه الامراض داخل مصر. وفي أواسط الاربعينيات تم اكتشاف "البنسلين" وبدأ استخدامه في حالات الزهري والسيلان لذا تمكن الاطباء مع وزارة الصحة في السيطرة علي هذه العدوي واصبحت قليلة الحدوث واكتسب المستشفي شهرته نتيجة خبراته في علاج الامراض المنقولة جنسيا والمستعصية والتي يصعب علاجها في أي مكان اخر. اوضح ان مستشفي الحوض المرصود له مجالات كثيرة في برامج ابحاث الامراض الجلدية المعدية والمزمنة وهو من احسن المستشفيات الجلدية المتخصصة في مصر. وأي طبيب يتم ترشيحه للعمل فيه او متابعة الحالات كمادة مساعدة في رسالة الماجستير او الدكتوراه يكون تحت اشراف اساتذة متخصصين. الأمر الذي يكفل له الوصول إلي مستوي علمي متميز في هذا التخصص. واختتم حديثه قائلا: هذا المكان يستقبل اعداداً كبيرة يحلمون بالشفاء علي قدر امكاناتهم حيث يستقبلهم المستشفي من الساعة 8 صباحا حتي الساعة 1 ظهرا بكشف رمزي. ويتم صرف الدواء بالمجان. ولذا يقفون علي باب المستشفي من الفجر كي يحجزوا دورا في الطابور. وعند الواحدة ظهرا. يصبح المستشفي شبه خال بسبب انتهاء فترة العلاج المجان وبداية العلاج الاقتصادي من الواحدة حتي الخامسة عصرا. وبسؤال إحدي السيدات عن سبب اقبالها علي المستشفي قالت إن ابنها مصاب بمرض جلدي أدي إلي الصلع وكذلك تساقط معظم شعر جسمه وذلك نتيجة رعايته لحيوانات مصابة بهذا المرض دون علمه قالت: "عرضته علي أشهر الاطباء لكن دون جدوي وبمجرد ان كشفت في الحوض المرصود تم تشخيص الحالة وصرف العلاج بالمجان ولكن بسبب الزحام الشديد علي عيادة العلاج المجاني اشتريت الدواء علي حسابي من الخارج وهو تشعر بالفرح بسبب تحسن حالة ابنها في الشفاء". بابتسامة رضا تروي ام الطفلة نرمين التي تعاني من الصدفية ان علاج هذا المرض له قسم خاص ويستغرق مدة طويلة تأتي كل اسبوعين لمتابعة الحالة ولا تدفع اكثر من ثمن الجلسات الذي لا يتجاوز خمسة جنيهات او حسب الحالة. وتؤكد أن أي طبيب آخر لن يكون بنفس الكفاءة والخبرة. في حين خالفت والدة احد الاطفال المرضي ما مع ذكره الاخرون قائلة إنها من أجل الكشف علي صغيرتها كانت متواجدة منذ السابعة والنصف صباحاً لكن وبعد معركة للحصول علي تذكرة ومشادات كثيرة بينها وبين المرضي الاخرين بسبب الزحام الشديد وسوء التنظيم لم يبدأ الكشف علي المرضي إلا في التاسعة.