عشرات من الأفدنة كانت عبارة عن مقلب قمامة وخلال عامين تحولت إلي مدينة سكنية متكاملة إنجاز لابد من الوقوف علي تفاصيله وكيفية حدوثه وهو ما يكشفه الدكتور ياسر السيد أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان استشاري المشروع الذي جند نفسه بمعاونة مجموعة من شباب المهندسين في تحويل الحلم إلي واقع فبات الأمر وكأنهم يمسكون بعصا سحرية جعلت من الخراب عمراناً. قال إنه واجه تحدياً كبيراً في بداية العمل بالمشروع من أجل تمهيد الأرض وتسليمها للشركات التي تم إسناد العمل لها في الموقع حيث كانت كميات القمامة الموجودة من أبرز المعوقات مشيراً إلي أنه تسلم الموقع في 15 سبتمبر 2015 لكن لم يتم البدء في بناء المباني إلا بعد 10 أشهر عقب الانتهاء من علاج مشاكل التربة والتي استلزمت أعمال حفر امتدت ما بين 5 و22 متراً حتي يمكن الوصول إلي تربة تتحمل أساسات العمارات التي يتم بناؤها. أوضح أن هذه المشكلة ظهرت في الجزء الأول من المشروع الذي يطلق عليه المحروسة 1 وأعمال الحفر لرفع أطنان القمامة كان لابد أن يقابلها أعمال ردم لنفس المسافة لكن في بعض المناطق التي امتد الحفر فيها لأكثر من 10 أمتار كان من الصعب الردم لنفس الارتفاع فتم الاكتفاء بردم جزء وتعديل التصميم الإنشائي لإنشاء بدروم يحوي عدداً من الوحدات التجارية والإدارية. أضاف أن هناك منطقة امتد فيها الحفر إلي 22 متراً. أضاف أن العرب الذين كانوا يسيطرون علي المنطقة حيث كان بعضهم يستخدمها في رعي الأغنام من المعوقات التي واجهته أيضا في المشروع إلي جانب التمويل وتم عقد عدد كبير من الاجتماعات حتي أمكن التوصل إلي حلول تقضي علي كافة هذه المعوقات. قال إن تكلفة المشروع 700 مليون جنيه بتمويل مشترك من صندوق التطوير الحضاري والعشوائيات ومحافظة القاهرة يقع بمدينة السلام علي طريق بلبيس وينقسم إلي جزءين المحروسة 1 والمحروسة 2 حيث يقع الجزء الأول علي مساحة 33 فداناً وتعمل به 5 شركات ويضم 128 عمارة تحوي 3168 وحدة سكنية والجزء الثاني علي مساحة 18 فداناً وتعمل به ثلاث شركات ويضم 65 عمارة تحوي 1600 وحدة سكنية باجمالي 4768 وحدة بالاضافة إلي 84 محلاً و28 مكتباً إدارياً. أضاف أن العمارة مكونة من 6 طوابق أرضي وخمسة متكررة ويوجد بكل طابق 4 شقق مساحة الشقة الواحدة 63م2 مشيراً إلي أن المشروع يضم دار ضيافة للمرأة المعيلة في كل جزء بارتفاع 6 طوابق أيضا في كل طابق 12 وحدة وهو سكن خاص بالسيدات الأرامل والمطلقات التي تعول طفلا واحدا حيث تم تصميم الوحدات بداخله بنظام "الاستديو" عبارة عن غرفة كبيرة تحوي مطبخاً وحماماً ويوجد بالدار عدد 3 أسانسيرات وذلك مراعاة أن المكان سيضم عدداً من كبار السن. أوضح أن مساحة الوحدة في دار المرأة المعيلة 40م2 ويوجد في كل دار ضيافة 72 استديو بواقع 144 استديو في المشروع بالكامل حيث يوجد دار في المحروسة 1 ودار في المحروسة 2 إلي جانب مركز خدمات ومركز طبي و6 منافذ بيع منتجات القوات المسلحة كل منفذ علي مساحة 100م2 وحضانة ومسجد ومنطقة ملاعب وحدائق للأطفال. أشار إلي أنه تمت مراعاة أن يكون المشروع متكامل الخدمات حيث تم استغلالاً انخفاض مستوي الأرض في بعض المواقع بالمحروسة 1 في إنشاء محلات تجارية ووحدات إدارية في بدروم العمارات وفتحها بنظام يسمح بالتهوية الجيدة هذا إلي جانب تخصيص مساحة لإنشاء نقطة شرطة ونقطة إطفاء ومدرسة حيث تم تسليم الموقع لهيئة الأبنية التعليمية بالفعل. وكشف عن إنشاء مسرح مكشوف في المشروع استغلال لانخفاض مستوي التربة في المناطق التي ارتفعت فيها تلال القمامة ل 22 متراً حيث تم تدبيش الأرض من خلفها وإنشاء مدرجات وتحويلها إلي مسرح مفتوح لتقديم عروض فنية وثقافية وهو أمر في غاية الأهمية لتغيير ثقافة الأهالي الذين سيقيموا في المشروع فلا فائدة من تطوير المكان دون أن يصاحبها تطوير للعقول. أشار إلي ان العمل بالمشروع امتد إلي رفع كفاءة الصرف الصحي بمشروع إسكان العبد المجاور لمشروع المحروسة وهو أحد المشروعات التي تم بناءها في الماضي من قبل المحافظة وقد تحول إلي خراب بعد تهالك مواسير الصرف الصحي حيث غطت المياه الشوارع مما أدي لنمو الغاب والهيش الذي ارتفع لعشرة أمتار حيث تم قطع جميع هذه النباتات وتغيير المواسير بالكامل. أوضح أن المشروع يضم موزع كهرباء يغطي المنطقة بالكامل مشيراً إلي جميع جميع الأعمدة الكهربائية ذات لمبات ليد موفرة للطاقة من إنتاج مصانع الإنتاج الحربي وقد تم الانتهاء من المرافق فيما يخص المياه والكهرباء والصرف وحالياً يجري العمل في الغاز والتليفونات وأعمال التشجير بين العمارات. وأنهي حديثه ل "الجمهورية" بتأكيده علي أن المشروع وفر فرص عمل لأكثر من ألفي شخص هم قوام 8 شركات تعمل في الإنشاءات و3 شركات تعمل في التدبيش.