حظيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمحافظتي قنا وسوهاج لافتتاح العديد من المشروعات الخدمية والتنموية والعمرانية بالصعيد باهتمام بالغ ليس داخل مصر وإنما خارجها أيضا.. لم يأت هذا الاهتمام من فراغ وإنما جاء باعتبار الزيارة تمثل نقطة تحول بالغة الأهمية في العلاقة بين الصعيد والدولة فلأول مرة يستحوذ الصعيد وأهله علي اهتمام القيادة السياسية بعد تجاهل أو اهمال دام عقودا طويلة لدرجة ان البعض كان يتندر علي الصعايدة ويعتبرهم في دولة غير الدولة نظرا لما يعانونه من ندرة الخدمات والمشروعات وانعدام في أبسط حقوق الحياة الكريمة رغم تمتع محافظات الصعيد بالعديد من الموارد الطبيعية والبشرية التي لو حسن استغلالها لكانت سببا رئيسيا في تحقيق التنمية الشاملة للبلاد والعباد. هناك العديد من النقاط واللقطات الايجابية التي زادت من الاهتمام بهذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لمحافظات الصعيد ولعل في مقدمتها التعليمات والتوجيهات التي قالها الرئيس وهو في حالة غاضبة لم يعهدها المصريون من قبل وتلك المتعلقة بسرعة رفع التعديات الواقعة علي أراضي الدولة في شتي المحافظات مانحا الحكومة ممثلة في الشرطة والقوات المسلحة والمحافظات أسبوعين فقط لانجاز المهمة وانهاء هذه الأزمة والقضاء علي مافيا التعديات مهما كان المتورطون فيها مؤكدا ان مصر "مش طابونة" ولن تكون كذلك بعد اليوم علي حد تعبير الرئيس. اللقطة الأخري التي لن ينساها المصريون بسهولة في هذه الزيارة التاريخية تتمثل في مشهد "عم حمام" ذلك الصعيدي الهمام الذي وقف صارخا أمام الرئيس كاشفا لأخطاء كثيرة التي وقع فيها بعض المسئولين خاصة فيما يتعلق بأهله من أبناء "المراشدة" وأنهم لم يحصلوا علي حقوقهم في الأراضي المستصلحة فما كان من الرئيس الا ان دعا الحاج حمام للخروج والصعود إلي المنصة وشرح المشكلة أمام الجميع وعلي الهواء مباشرة وبالخرائط وهذا لقطة كان يصعب حدوثها في عهد ما قبل الرئيس السيسي. ورغم شهامة وشجاعة "عم حمام وكشفه لمشاكل أهل بلدته أمام الرئيس واستجابة القائد له وتخصيص ألف فدان لأهل المراشدة من أراضي الاستصلاح. الا ان هناك العديد من النقاط والمشاكل التي تهم أبناء الصعيد لم يقلها عم حمام للرئيس وفي مقدمتها ضرورة الاسراع في توفير المياه النقية لأبناء القري ومد خطوط الصرف الصحي لهذه القري التي بات ابناؤها مهددين بالعديد من الأمراض بسبب تلوث المأكل والمشرب وضرورة قيام الدولة بالتوسع في إنشاء واقامة العديد من المصانع والمشروعات العمرانية والتنموية بمختلف محافظات الصعيد التي توفر فرص العمل لابنائه وتمنعهم من الهجرة الداخلية والخارجية مع مد شبكة طرق تربطهم بمختلف انحاء الجمهورية وتقضي علي عزلتهم التي دامت عشرات السنين. هذه بعض من أشياء كثيرة نسيها "عم حمام" ولم يقلها للرئيس السيسي وهناك الكثير من المشاكل والأمور التي يحتاجها أهالينا في صعيد مصر. أتمني أن تكون زيارة الرئيس البداية الحقيقية لوصول الصعيد وأهله إلي بؤرة اهتمام الدولة بعد عقود طويلة من الإهمال والنسيان.