مطالبة أمريكا وحلفائها بحل الأزمة السورية من خلال تنحي الرئيس بشار الأسد هي طريق الوصول إلي مأزق كما نجد جوهرالتفكيرالغربي لا يتعدي غير تكرار مقولةعلي الأسدأن يرحل فهذاهو المفهوم الذي يركز علية الغرب وهذا لايعد حلا إلا لطريق مسدود وعلي أمريكا وحلفائها معرفه أن مستقبل سوريا والرئيس السوري لايمكن إقراره في أنقرة أو واشنطن أو باريس أو برلين أو موسكو إنما يجب أن يتخذه الشعب السوري وحده كافة قراره كما يقر القانون الدولي من حق الشعوب تقرير مصيرها وعلي النقيض من هذا الكلام أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يصر علي رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل انهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من ست سنوات وقال في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية هل نحن نصر علي رحيل الاسد.. لا ولكني اعتقد بأن ذلك سيحدث يومًا ما وأضاف: اعتقد أنه ليس من المستحيل التوصل لسلام في سوريا مع بقاء الأسد" صحيح أن كلمة مستحيل قوية لكن اعتقد بأنه ستكون هناك بداية جيدة برحيله وحذر ترامب من أن القوات الأمريكية ستعاود ضرب سوريا في حال قيام الأسد بهجوم كيماوي آخر. ملوحًا أيضًا باحتمال القيام بضربة إذا ما استمر الأسد بهجماته بالبراميل المتفجرة ضد المدنيين السوريين إلا أنه استبعد تدخل أمريكي عسكري مباشر علي نطاق واسع في سوريا. بدعوي أن ذلك سيبدد جهوده في معالجة القضايا المحلية. وإعادة بناء الولاياتالمتحدة وأشار ترامب إلي أن واشنطن لا تعرف حتي الآن إذا ما كانت روسيا تعرف مسبقًا بالهجوم الكيماوي علي بلدة خان شيخون شمال سوريا والذي أدي إلي مصرع 85 مدنيًا وأكد ترامب علي أنه ينبغي علي دول الخليج العربية المساعدة ماليًا في إقامة مناطق آمنة في سوريا مشيرًا إلي أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع العمل وحدها في هذا المجال ونجد في تصريحات ترامب في حواره أنه اذا قام الاسد بهجوم كيماوي آخر لم يتم ضربة وهذا يؤكد الخديعة الامريكية ونفس سيناريو العراق تحاول تكراره في سوريا بان الاسد يستخدم اسلحة كيماوية كما نجد ترامب قام باتهام نظام الاسد يتهمة أخري وهي هجماته بالبراميل المتفجرة ضد المدنيين كما يعلم ترامب بعدم وجود أسلحة كيماوية في سوريا بل هي مجرد مقولة ترددها من أجل استمرار وجودها هي وحلفائها للحرب بسوريا كما تردد انها تحارب الارهاب علي الرغم انها هي من صنعت الارهاب نفسه من أجل تحقيق أهدافها في المنطقة ونري واشنطن تحاول اتهام موسكو بأنها كانت علي علم من هجوم الأسد علي بلده خان شيخون لاشك في أن حربا باردة بين أمريكاوروسيا قد نشبت من جديد من خلال حرب ساخنة محدودة في سوريا بطريق الانابة ولكن: هل كان الخيار الأمريكي في التدخل العسكري المباشر. من خلال الضربة الصاروخية لمطار الشعيرات العسكري في سوريا خطوة تكتيكية صائبة من أجل فتح الأبواب الموصدة في وجه الحل في سوريا مما لاشك فيه ان أهم اسباب تفاقم الأزمة في سوريا. وتطورها الي قتال دام كانت. في الأساس. آمالا كامنة اسرائيلية في اضعاف سوريا لغرض دفن فكرة الصراع العربي الاسرائيلي الي الأبد علي أساس التفوق وآمالا تركية كذلك واوردوغانية بالذات علي خلفية فكرة اسلامية سلطانيةپفي الهيمنة علي النفط السوري وايجاد سوق مضمونة لصادراتها. في سوريا ومحاربة طموحات الكرد في الأناضول. وامتداداتهم في سوريا وهي عين الأهداف التي حققتها تركيا الي حد بعيد في اقليم كردستان العراق. علي الجهة الأخري اندفعت روسيا الي الدفاع عن مصالحها الستراتيجية في شرق البحر المتوسط والمتمثلة بوجود قواعدها العسكرية في سوريا الي الدفاع عن سوريا وهو الدفاع الذي لقي صمتا أمريكيا باردا في بدايته بسبب تحديد روسيا لضرباتها الي القوات الارهابية المتطرفة. والمتمثلة بجبهة النصرة وتنظيم داعش. أما ايران فلا يروقها سقوط النظام في سوريا. لكونه الممر لها الي لبنان لمساعدة المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل والمتمثلة بقوات حزب الله اللبناني. وبالتالي ايجاد قدم ايراني يمثل خطا أول للمواجهة مع اسرائيل ولا ترغب ايران في خسرانه ولهذا فهي مرغمة علي انقاذ النظام وترامب هدفه الاستيلاء علي نفط الشرق الاوسط. وخيارات ترامب في اعادة التوازن هي ضرورة اسقاط النظام السوري وهذه الأولوية تستوجب التلويح بالقوة بعيدا عن الحلول الدبلوماسية . ويبقي السؤال كيف سيكون استرضاء روسيا؟ وكيف سيكون العمل علي الأرض؟ انها خيارات ترامب المتوقعة.