حملت زيارة البابا فرانسيس لمصر معاني كثيرة.. لكن أهمها في رأيي أنها أثبتت أن مصر بفضل الله ورعايته "قد المسئولية".. وأنها قادرة علي توفير أعلي درجات الأمن.. و"الحب" و"المودة" لضيوفها.. وأنها بحق "قد التحدي". .. لم يكن المبتهجون بزيارة البابا فقط من الأقباط الكاثوليك.. وإنما سرت روح البهجة والترحاب بالحبر الأعظم بين سائر أبناء الشعب المصري.. مسلمين ومسيحيين. .. كان البابا فرانسيس بحق "شجاعاً" عندما قرر زيارة مصر في موعدها السابق الاتفاق عليه. .. لم يرهبه الحزام الناسف في القديسين بطنطا أو زميله في ماري جرجس بالإسكندرية. .. لم توقفه تحذيرات من يقدمون أنفسهم بأن الأحرص علي حياة البابا وسلامته وبينهم أصدقاء ومريدون له. .. لم تمنعه الطبيعة البشرية التي تؤثر "السلامة".. و"عدم المجازفة".. وكان إصراره علي إتمام الزيارة في موعدها أقوي من تأثير المدافع وأشد فتكاً علي الإرهابيين من الطائرات المقاتلة وقنابلها لأن البابا بإصراره حرم الإرهابيين من أعظم حصاد كانوا يتمنونه.. وأعلي نتيجة كانوا يخططون لها.. وهي أن تطير الأخبار وترتفع المانشيتات وتتغني الفضائيات المعادية بأن رجل السلام رفض أن يحل علي مصر أرض السلام وبما يحمله هذا الذي أنقذنا الله منه من تأويلات وتفسيرات وشائعات وقصص وفبركات. .. وفي المقابل فقد أكدت مصر 30 يونيو أنها حصن السلام في المنطقة.. وأنها الأمن والأمان نفسه.. وأن شعبها يحرس ضيوفه ليس بالأجساد فقط وإنما بالأرواح والدماء.. وأمام جيش مصر ورجالات الشرطة تقوقع الإرهابيون ولاذوا بجحورهم. إن هؤلاء الإرهابيين مهما أعمتهم الأفكار الهدامة.. وتحجرت قلوبهم بما اغترفوه من مال حرام فلن يستطيعوا النيل من مصر وأمنها.. فإن الله أودعها خير أجناد الأرض جيشاً وشرطة.. وتعهدها بالأمن والرعاية فقال "ادخلوها بسلام آمنين".. وصدق الله.