قال محمد سعفان وزير القوي العاملة في كلمته في عيد العمال أمس إننا لسنا في حاجة أن نؤكد أن عمال مصر هم السواعد التي تبني الوطن. وأن المستقبل الواعد لمصر الجديدة الشابة العفية سيتحقق بعطائهم المتواصل. وأن تفانيهم كان دائماً بداية مشوار الانطلاق نحو التنمية. ووجه التحية لكل عامل ساهر في عمله بمصنعه. وكل يد تبني وتغرس وتحصد من الأرض لتخرج الثمار الطيبة. ولليد الخشنة الطاهرة التي يحبها الله ورسوله. مطالباً عمال مصر بالانطلاق للعمل والإنتاج نحو آفاق جديدة لبناء مصر المستقبل. وفتح أبواب الرزق للمصريين. لنرتقي بمستوي المعيشة للجميع. واستطرد قائلاً إننا نترقب معاً هذا اليوم بالقلب والعقل. ونجد أن واجبنا تجاه وطننا العزيز مصر يحتم علينا الاستفادة مما مررنا به من ظروف وصعاب ودروس وعبر. تفرض علينا تجاوز عثرات الماضي. واستعادة روح انتصارات أكتوبر. وتحرير سيناء التي احتفلنا بذكري تحريرها منذ أيام قليلة. والتي أثبت الشعب المصري خلالها أنه لا يهزم. ولا يمكن أن تنكس له راية. أو يصيبه يأس. أو يفقد مصريته. وأكد أننا أمام مرحلة جديدة من تاريخ مصر. تتطلب منا جميعاً بذل الغالي والنفيس لمواجهة قوي الإرهاب. مشيراً إلي أن قواتنا المسلحة تخوض معركة جديدة أمام عدو غادر قوامه حفنة من المأجورين. مشدداً علي أن المعركة معه مستمرة. ولن ينالوا من عزيمة المصريين. وإرادتهم الحقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة. ووجه تحية إعزاز وتقدير وعرفان لأرواح شهداء ومصابي الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر. كما وجه تحية لكل مواطن مصري فقد حياته. أو عزيزاً لديه في سبيل رخاء وطنه. داعياً لأرواح هؤلاء جميعاً. وإلي كل أبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وذويهم بالمغفرة والرحمة. وقال إن الوزارة انتهت من ثلاثة مشروعات لقوانين تهم الطبقة العاملة. وهي مشروع قانون العمل الجديد. ومشروع قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم. ومشروع قانون انتخابات مجالس إدارة الشركات. وقد حرصنا علي أن تخرج هذه القوانين بفلسفة جديدة ترتكز علي إحداث التوازن في الحقوق والالتزامات بين الطرفين. والشراكة في دفع عجلة الإنتاج. وبالتشاور مع طرفي العملية الإنتاجية. وبما يرسخ من قيمة العمل. ويحقق الأمان الوظيفي المنشود. وأشار إلي أن هذه المشروعات تعالج السلبيات التي أسفر عنها التطبيق العملي للقوانين الحالية. ويقضي علي الفوضي النقابية التي أحدثتها المتغيرات السياسية والاجتماعية عقب يناير 2011 وبما يتماشي مع مبادئ الدستور. ومعايير العمل والاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر. وقد أحالت الحكومة مشروعات القوانين للبرلمان لإصدارها. وأضاف أنه تم إعادة هيكلة الوزارة ودمج عدد من الإدارات واستحداث أخري. بما يزيد من مرونة عمل أجهزتها المختلفة. مشيراً إلي أننا انتهينا من إنشاء وتجهيز منظومة الشباك الواحد بالديوان العام وستفتتح خلال أيام تمهيداً لتعميمها علي مستوي المديريات. للقضاء علي أسباب الفساد من خلال فصل طالب الخدمة عن متخذ القرار. وأشار إلي أن الوزارة تعكف حالياً علي تطوير البنية التكنولوجية للوزارة لرفع كفاءتها بما يمكننا من تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين وذلك بتطوير مركز الحاسب الآلي ورفع كفاءة وقدرات العاملين به بالتعاون مع كبري شركات الاتصالات والبرمجيات العاملة في مصر إلي جانب ميكنة جميع الخدمات بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي وسيتم الانتهاء منها نهاية العام الحالي بإذن الله. وحدد الوزير بالأرقام ما حققته الوزارة من فرص عمل بالداخل والخارج خلال الفترة من مايو 2016 حتي نهاية مارس 2017 فقد عقدت ثمانية ملتقيات تشغيل وفرت 82 ألفاً و783 فرصة عمل مقدمة من 568 شركة بمختلف المحافظات فضلاً عن 163 ألفاً و423 فرصة عمل من خلال النشرة القومية للتوظيف بالوزارة وتعيين 59 ألفاً و676 راغباً بينهم 3 آلاف و326 من ذوي الاحتياجات الخاصة لإدماجهم في المجتمع والاستفادة من طاقاتهم. كما تم إنشاء صفحة علي الإنترنت لذوي الاحتياجات الخاصة لتسجيل بياناتهم عليها مراعاة لظروفهم الصحية. تمهيداً لتوفير فرص عمل لهم وفقاً لنوع الإعاقة حيث تم تسجيل 320 ألفاً حتي الآن. وقال: إن الوزارة فعلت دور صندوق تمويل التدريب والتأهيل لتطوير 15 مركزاً من 51 مركزاً تابعة لها. بإمدادها بأحدث وسائل التدريب علي مهن يتطلبها سوق العمل بالداخل والخارج. كما تم تدريب 3 آلاف و253 متدرباً علي مهن مطلوبة لسوق العمل. وإخضاع المدربين لاختبارات لتقييم الأداء بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي. فضلاً عن تقديم الدعم المالي لمخصصات الموازنة للبرامج التدريبية. كما تم الانتهاء من تحديث دليل التصنيف المهني المصري بإضافة 2523 مهنة جديدة ظهرت في سوق العمل ليصبح إجمالي المهن التي يعمل بها المصريون 5923 مهنة وتم ربط كود المهن المصري بكود التصنيف العربي لحفظ حقوق العمال المصريين بالدول العربية. وحرصت الوزارة من واقع إلمامها بمشاكل العامل المصري في الخارج علي تفعيل دور مكاتب التمثيل العمالي التابعة للوزارة بسفارات وقنصليات مصر بالخارج. بتسوية مشاكل العمالة المصرية بإعادة ما يعادل 15 مليون جنيه. بالإضافة لمتابعة صرف ما يعادل 52 مليون جنيه مصري مستحقات 147 عاملاً بالخارج. ودراسة احتياجات أسواق العمل الخارجي لاستيعاب العمالة المصرية المدربة بها. وتصويب أوضاع العمالة المصرية المخالفة لشروط الإقامة بعدد من الدول في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وأشقائها العرب. وأشار سعفان إلي أنه يجري حالياً الاتفاق علي تنفيذ الربط الالكتروني مع وزارات العمل في 3 دول عربية بعد نجاح تجربته مع المملكة الأردنية الهاشمية لتحقيق مزيد من الحماية لهذه العمالة. وتقنين أوضاعها. ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلي جانب سعينا لإيجاد آلية لتسوية مستحقات العمالة المصرية العائدة من ليبيا والعراق. وتابع أنه في إطار سعي الوزارة لمساندة المنشآت المتعثرة اقتصادياً. قام صندوق إعانات الطوارئ خلال عام 2016 وحتي الآن بصرف 79 مليوناً و263 ألف جنيه ل 62 ألفاً و492 عاملاً يعملون في 45 منشأة متعثرة يخص قطاع السياحة منها 35 مليوناً و819 ألف جنيه ل 47 ألفاً و244 عاملاً بها. وقال إنه كان للمساهمة التي تفضل بها الرئيس السيسي بدعم صندوق إعانات الطوارئ بها من صندوق تحيا مصر في عيد العمال العام الماضي في تمكين الصندوق من القيام بدوره علي أكمل وجه ليصل حجم الإعانات المنصرفة منه منذ تاريخ إنشائه في عام 2002 إلي نحو 414 مليوناً و768 ألف جنيه. ومن ثم الحفاظ علي فرص عمل 252 ألفاً و528 عاملاً في ألف و256 منشأة. كما تم تسجيل 52 ألفاً و923 عاملاً من العمالة غير المنتظمة. وتشغيل 89 ألفاً و989 عاملاً منهم إلي جانب صرف 22 مليوناً و898 ألفاً و283 جنيهاً علي الرعاية الاجتماعية والصحية استفاد منها 134 ألفاً و887 عاملاً. فضلاً عن إطلاق عدة مبادرات وحملات للتوعية بالمناطق الصناعية. من أهمها حملة إعلامية تم بثها علي موجات الإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "مصر بتناديك" بالتعاون مع منظمة العمل الدولية. في إطار مشروع تعزيز حقوق العمال والقدرة التنافسية والتصدير بهدف تبصير طرفي العملية الإنتاجية بحقوقهم وواجباتهم طبقاً لأحكام القانون. وتستعد الوزارة حالياً لإطلاق مبادرة "مصر أمانة بين إيديك" والتي يتم تنفيذها بتمويل من صندوق تمويل التدريب والتأهيل. وتستهدف توعية العمال وأصحاب الأعمال بالمخاطر والمشاكل التي تحيط بالوطن وتأثيرها علي علاقات العمل وعجلة الإنتاج في 64 ألفاً و905 منشآت ب 15 منطقة صناعية يعمل بها مليون و109 آلاف و339 عاملاً. كما سيتم الانتهاء خلال العام الجاري من تصميم وتحليل نظام معلومات تفتيش العمل والسلامة والصحة المهنية في 12 مكتباً للتفتيش في 11 محافظة كمرحلة أولي وبمقتضي هذه المنظومة سيتم إنشاء قواعد بيانات مرتبطة بأجهزة تابلت محمولة. سيتم تسليمها للمفتشين لتسهيل مهامهم في الميدان لينتهي بعد ذلك التعامل بالمستندات الورقية ويمكن من خلالها إتاحة معلومات لصاحب العمل حول إجراءات وقواعد التفتيش. وشدد علي أن الوزارة أولت اهتماماً كبيراً بقضايا الفساد وروافده. باعتباره المقوض الرئيسي لعجلة التطوير والتنمية. مشيراً إلي أنه تم تكثيف وتفعيل دور أجهزة الرقابة الداخلية بالوزارة. لضبط العناصر التي يثبت تورطها في مخالفات مالية أو إدارية. وذلك كله بالتنسيق مع الهيئات الرقابية والجهات الأمنية. وأكد أن الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا العزيز مصر تحتاج منا جميعاً إلي التكاتف والتلاحم بجميع طوائفنا وانتماءاتنا. مشيراً إلي أن عمال مصر لعبوا دوراً رئيسياً في تخفيف حدة الآثار السلبية للمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. التي شهدتها البلاد علي مر العصور. حيث استطاعوا بعزمهم وإيمانهم بأهمية دورهم مساندة جهود القيادة السياسية في النهوض والانطلاق نحو التنمية. خاصة في ظل فوضي الإشاعات. التي تتعمد الفئات الضالة والمخربة ترديدها بين الناس لخفض عزيمتهم وتعكير صفوهم. وتبديد جهود الدولة في تحقيق مستوي معيشي أفضل لمواطنيها. ووجه تحية للعامل المصري ولجميع المواطنين المصريين علي تحملهم تلك الصعاب المعيشية. مثمناً دور الاتحاد العام لنقابات عمال مصر. الذي تصدي بقياداته وعماله لكل محاولات العبث والتخريب التي سعي البعض إلي إنزالها علي مقدراتهم ومكتسباتهم بل علي مصر بأكملها كما ثمن دور أصحاب الأعمال ومنظماتهم. علي ما بذلوه من جهد لاحتواء عمالهم وما قدموه لتخفيف آثار التحولات الاقتصادية عليهم وإصرارهم علي خروج مشروعات التشريعات العمالية الجديدة. بتوافق كامل مع باقي الشركاء الاجتماعيين. انطلاقاً من حرص الجميع علي تحقيق تطلعاتهم مع الحفاظ علي طموحات الطرف الآخر. وفي ختام كلمته توجه سعفان بالشكر لعمال مصر الشرفاء تقديراً لثقتهم في قيادتهم السياسية ورفضهم الاستجابة لدعاوي الدهم والتخريب التي أطلقها البعض ممن يلهثون وراء مصالحهم الشخصية. وآثروا العمل ومقاومة الإرهاب الفكري. وصد محاولات التركيع التي يسعي أعداء الوطن إلي زرعها في نفوسهم. وقال إن عمال مصر يا سيادة الرئيس يعاهدونك علي استمرار انتفاضتهم لتحقيق التنمية وتعزيز استراتيجية البناء وإعلاء قيم العمل التي طالما اعتدنا عليها منهم. داعياً الله العلي القدير أن تظل مصرنا العزيزة شامخة برجالها. مشرقة بعمالها. قوية بقيادتها. حفظ الله مصر. وحفظ شعبها وعمالها.