أشاد بابا الفاتيكان فرنسيس بمصر أرض الحضارة والتاريخ حيث كان نهر النيل رمز الحضارة وضوء العلم في مصر وأن مصر أرض التآلف والدين والعلم. معربا عن أمله في أن يحفظها الله دائما. حيث رعت مصر الحضارات والثقافات المختلفة وأكدت أهمية الاعتراف بالغير مما ترك أثرا واضحا في تقدم مصر في جميع المجالات منها الرياضة والعمارة وكل فروع المعرفة والتعليم. وأثني علي الشعب المصري وسعيه للبحث عن السلام. اشار في كلمته بختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام لأهمية تعليم الشباب وتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل نشر السلام مبينا أن التعليم يسعي للارتقاء بالنفس والمشاركة الفعالة. أكد أهمية الهوية المنفتحة علي الجميع والتي تسعي للحوار مع الحاضر دون أي اضرار وانتقد بابا الفاتيكان العنف الذي يؤدي إلي الشر والعنف مبينا رفض الرسالات الإلهية العنف وحرصها علي كرامة الانسان. وأوضح ان مستقبل البشر يعتمد علي الحوار بين الأديان والثقافات وهو ما تقوم به لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان وتقوم علي أداء الواجب بشجاعة وإخلاص والحفاظ علي الهوية بعيدا عن الغموض وعدم الصراحة مبينا أننا نعمل بشجاعة مع الخلاف والذي لا يدعو إلي أي ضرر. وأكد البابا ضرورة رفض البربرية التي تدعو للعنف داعيا إلي تنشئة الأجيال علي الخير واعتماد استراتيجية كاملة لتحويل التنافسية إلي تعاون مع احترام الآخر.. وقال إننا مسلمون ومسيحيون مدعون للمساهمة في التعاون في اطار من الأخوة موجها الشكر للأمام الأكبر لتنظيم المؤتمر والدعوة إليه. أكد بابا الفاتيكان أننا كمسيحيين ومسلمين أخوة ونعترف أننا مشاركون جميعا في مكافحة الشر الذي يهدد العالم وشدد علي أهمية الجهود لصنع السلام وليس للتسليح أو إثارة النزاعات ولابد أن نكون دعاة تصالح ولا ننشر الدمار وكذلك التعاون لإنهاء الفقر ووقف تدفقات السلاح التي تشجع العنف والسعي لنشر العوامل التي تساعد علي وقف سرطان الحرب. أعرب عن أمله في أن يعم الأمان لأرض مصر وأن يساهم في صنع السلام من أجل شعب مصر الطيب وشعوب كل دول الشرق الأوسط. وأشار إلي أهمية التفرقة بين الدين والسياسة. مؤكدا ان الدين ليس المشكلة بل جزء من حل المشكلة وطالب بازدهار الأديان من جديد لنتعلم كيف نبني الحضارة مشيرا لرفض الدين لكل أشكال العنف والكراهية. وأعلن بابا الفاتيكان رفضه أي أعمال ترتكب باسم الدين أو الله وأن قدسية الحياة البشرية ترفض أي عنف ديني أو نفسي أو تربوي فالإيمان ينبع من حب الله وحب الاخر بعيدا عن الكراهية. كما أشار بابا الفاتيكان في كلمته بمؤتمر السلام العالمي إلي مسئولية رجال الدين في كشف العنف الذي يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء ديني مطالبا بكشف حقيقة ذلك وكل صور الكراهية التي تعارض حقيقة كل الأديان التي تدعو للسلام ونبذ أي شكل من أشكال العنف باسم الله.. وجدد البابا من أرض مصر رفضه الواضح لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي ترتكب باسم الدين أو باسم الله مؤكدا قدسية كل حياة بشرية بعيدا عن أي نوع من أشكال العنف.. وتابع "الدين مدعو إلي نشر السلام دون التخلي عن الأدوات المساعدة للوصول إلي التصالح. ولابد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام ونستطيع الحوار وأن نصل إلي الوئام والتعاون والصداقة". وعقب الانتهاء من كلمته عانق البابا شيخ الأزهر الدكتور الطيب مرتين وسط تحية الحضور ترحيبا به وتقديرا للمعاني الطيبة التي حملتها كلمته.