خرحت السينما المصرية من مسابقات الدورة ال 19 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية ب "خفي حنين" حيث لم تحقق الأفلام المصرية الأربعة التسجيلي الطويل "سوف تطاردك المدينة" والتسجيلي القصير "نقطة الباء" والروائي القصير "خليل.. أمور غاية الأهمية" والكارتوني "الطريق الطويل" أي جائزة في مسابقات المهرجان الأربع بل لم نتل حتي شهادة تقدير- ذراً للرماد- مثل التي نالتها أفلام دول أخري منها الفيلم التسجيلي الطويل البلجيكي "الليلة الثانية" والتسجيلي القصير البولندي "مضت السنون والشتاء" قادم والكارتوني المسكيكي "القطط" وكلاً من الروائي القصير المغربي "خلف الجدار" والهولندي "مستورد". في الوقت الذي كانت دائماً ما تغيب السينما المصرية عن المشاركة في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة شارك فيها "المدينة سوف تطاردك" للمخرج أحمد نبيل ولكن المشاركة خيبت الآمال عندما أضاع المخرج فرصة ذهبية للفوز بجائزة كبري خاصة ان موضوع الفيلم شيق حول المباني والعمارات القديمة الأثرية والتي كانت تمثل معالم تاريخية لمدينة الإسكندرية ولكنها اختفت بفعل فاعل حيث اعتمد علي لغة الحوار.. ولم تنتقل الكاميرا حول ما تبقي من تلك المباني الأثرية أو ابراز أماكنها التي تحولت لمبان حديثة. فازت سبع دول بجوائز المهرجان هي هولندا وإسبانيا وفرنسا وأوكرانيا وكوريا ولبنان وفلسطين بينما تنفرد السينما اللبنانية عن كل المشاركين بالفوز بثلاث جوائز منهما جائزتان من لجنة التحكيم في الفيلم التسجيلي الطويل "ميل يا غزيل" للمخرجة اليان الراهب والكارتوني "الصمت" للمخرج شادي عون بينما فازت بجائزة أحسن فيلم في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة عن فيلم "الرجل العائد" إنتاج مشترك مع فلسطين للمخرج مهدي فليفل وهو مخرج فلسطيني الأصل دانماركي الجنسية. شهدت جوائز المهرجان بعض المفارقات منها ان الفيلم الفرنسي "شاس رويال" الفائز بجائزة أحسن فيلم روائي قصير اخرجه مخرجتان سيدتان هما ليزا اكوكا ورومات جيرية بينما كان هناك أفلام بجنسيات متعددة للمخرج منها فيلم "راديو كوباني" الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلي طويل فالمخرج رتيبر دوسكي من أصل كردستاني وايضاً فيلم "الرجل العائد" الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلي قصير فالمخرج مهدي فليفل فالمخرج دانماركي من أصل فلسطيني وكذلك فيلم "مستورد" الحائز علي شهادة تقدير في مسابقة الروائي القصير فمخرجته اينا سايندرافيش هولندية من أصل بوسني فهي تعيش في العاصمة الهولندية امستردام وحصلت علي حق اللجوء في منتصف التسعينيات عقب مذابح البوسنة والهرسك وصربيا وألقت الضوء من خلال فيلمها "مستورد" علي الفترة التي عاشت فيها اسرتها ومئات من الأسر اللاجئين في إحدي القري الصغيرة ليتحول ذلك المكان إلي وطن جديد لهم. في حفل الختام وإعلان الجوائز وقع المهرجان في أخطاء ساذجة حيث تم النداء وإعلان أسماء الأفلام الفائزة وبلغتها الأجنبية بدون ترجمة لعنوان الفيلم باللغة العربية والمدون في كتالوج المهرجان وايضاً بلا إشارة إلي جنسية بلد الفيلم الفائز.. حيث انه من المتعارف إعلان اسم الفيلم الفائز وجنسيته. من بين أهم الأفلام التي عرضت في المهرجان الفيلم التسجيلي المصري الطويل "احنا المصريين الأرمن" للمخرج وحيد صبحي الذي ألقي الضوء علي مجتمع الأرمن الذي يعيشون في مصر منذ هجرتهم إليها اوائل القرن الماضي بعد المذابح التي تعرضوا لها من الأتراك في عام 1315 ويكشف ان الأرمن يعيشون بيننا ولا نشعر بهم لانهم يحملون الجنسية المصرية بكل حقوقها الدستورية وبالرغم من ذلك إلا انهم مازالوا يحتفظون بهوية بلادهم من حيث العادات والتقاليد واللغة التي يحرصون علي التعامل بها مع بعضهم البعض.. كما ان لهم كنائسهم وأبنيتهم ومجتمعهم الخاص التي احتضنتهم بلا فارق مع أبناء الشعب المصري الأصلي.