لا شك أن الأزمة السورية رغم الحلول المقترحة لاتزال تتصاعد للدخول في أطوار جديدة يصعب التكهن بمعرفة أنماطها وطبيعة المخاطر الكامنة فيها قالمواقف الإقليمية والدولية سوف تتطور مع الوقائع التي ستفرضها تلك التطورات. وإن كان الشارع السوري يبدو لدية أمل ورغم أن الخبرة التاريخية لاتدعو إلي التفاؤل بموقف عربي حازم فإن ممكنات هذا الحل لاتزال في نظر السوريين واعدة حتي لو أخذت المقاربات طابعاً غير تقليدي في طريقة تعامل النظام العربي مع أزماته الداخلية. والبعض يري أن القرار الأممي 2254 هو الحل الوحيد للأزمة السورية والذي يركز علي حق الشعب السوري في تقرير مصير بلاده .والتي تمت الموافقة عليها في مجلس الأمن لا في واشنطن لان الرئيس الامريكي ترامب لديه خطة بديلة طرحها .بينما القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر2015 يلزم جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن الهجمات ضد أهداف مدنية. ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن. علي دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.كما يطلب من الأممالمتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأممالمتحدة بهدف إجراء تحول سياسي .وأن قرار مجلس الأمن المشار إليه يوضح جميع جوانب التسوية المستندة إلي مبدأ أن الشعب السوري هو المسئول الوحيد في تقرير مصير بلاده...والأسبوع الماضي في مدينه موسكو. تمت مباحثات مع المسئولين الروس والامريكان وسط خلافات متصاعدة بين واشنطنوموسكو بعد هجوم صاروخي شنته الولاياتالمتحدة فجر 7 أبريل الجاري علي قاعدة جوية سورية رداً علي هجوم للنظام السوري في 4 أبريل الجاري والتي زعمت امريكا انه بأسلحة كيميائية علي بلدة خان شيخون في محافظة إدلب ما اظهر عن مئات القتلي والمصابين بينما خطة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تشمل انتقالاً سياسياً يتم علي أربع مراحل في سوريا ويترافق بالتعاون المكثف بين واشنطنوموسكو علي رعاية إتمامها.و المرحلة الأولي في خطة ترامب المقترحة تتمثل في القضاء التام علي تنظيم الدولة الاسلامية والثانية تطبيع الوضع في سوريا والثالثة تنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد. والرابعة تشمل إعادة الإعمار والحياة الطبيعية إلي سوريا..ومنذ عام 2013 بدأت روسياوالولاياتالمتحدة. البحث عن حلول وسط لتسوية الأزمة في سوريا. لكن محور بقاء رئيس النظام بشارالأسد. من عدمه. عمق الخلافات بين البلدين.ويشدد رئيس النظام السوري بشار الأسد علي أن جميع القوات الأجنبية المنتشرة في سوريا من دون الموافقة من قبل سلطات البلاد سواء أمريكية أو تركية أو أخري سيكون عليها مغادرة الأراضي السورية فورا بعد إنهاء ما أسماها ¢الحرب علي الإرهاب¢. وإما سيتم طردها بالقوة.جاء ذلك ردا علي سؤاليه حول مدي احتمال وقوع تصعيد عسكري بعد الضربة الصاروخية الأمريكية علي قاعدة الشعيرات. في مقابلة خاصة مع وكالة ¢سبوتنيك¢ الروسية. واكد الأسد: ¢إنهم هاجموا القاعدة الجوية من المتوسط. وبالتالي فاننا نتحدث عن مئات الأميال. وأحيانًا آلاف الأميال. وهذا خارج نطاق قدرة الجيش السوري علي الوصول. إذا أردنا أن نكون واقعيين. يمكننا القول إننا لا نصل إلي سفنهم في المتوس وأضاف إذا تحدثت عن القوات علي الأرض. مرة أخري فالأمر شبيه بالوضع التركي. فعندما تهزم إرهابييهم. لأن الإرهابيين إرهابيوهم. عندها تستطيع أن تذهب وتحارب الآخرين. الذين يحتلون الأرض. وفي ذلك المجال فإن الأمريكيين كالأتراك كأي محتل آخر عليهم الخروج بإرادتهم أو بالقوة. ووصف الأسد العمليات التي تنفذها كل من القوات التركية والأمريكية علي أراضي سوريا ب¢الغزو¢.وبالتالي فإن الأولوية الآن هي إلحاق الهزيمة بالإرهابيين¢. وروسيا تدين هذا الهجوم الصاروخي للولايات المتحدةالأمريكية علي دولة ذات سيادة. وتعتبره خرقا وانتهاكا لمذكرة التفاهم حول سلامة الطيران بين امريكاوروسيا فوق الاراضي السورية¢.كما علّقت روسيا العمل بتلك الاتفاقية بناء علي الهجوم الامريكي الاخير.لان ما تفعله امريكا وحلفائها لا يشجع غير الارهابيين والقوات السورية ستواصل عملها لتكون المدافع الأكبر عن الشعب السوري ضد الارهابيين والواضح امامنا ان امريكا وحلفائها يقومون بتعطل أي قرار للتوصل إلي حلّ سياسي للازمة السورية وأن ما تنتهجة السياسات الأمريكية والغربية في الشرق الأوسط لا يخدم شعوب المنطقة. بل يصب في صالح الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها .والتي زعمت عند هجومها العسكري علي العراق بوجود أسلحة دمار شامل وهو ما تبين عدم صحته بالمرة وهي تقوم به لاحقا في سوريا.. ويبقي السؤال هل سيأتي يوم لتطبيق الحلول المقترحة للازمة السورية علي أرص الواقع ؟!!