تجتمع أعياد المرأة كلها في شهر واحد.. وهو شهر مارس من كل عام.. فهناك عيد للمرأة عالمي وعيد آخر يتم الاحتفال به في مصر وهو يوم 16 مارس ويوم آخر مخصص للاحتفال بالأم.. ورغم هذه الاحتفالات السنوية والتي لا يشعر بها الأغلبية من النساء ربما إلا يوماً واحداً فقط وهو عيد الأم والذي يختصر فيه الأبناء احتفالهم بمجرد تقديم هدية أيا كانت سواء رمزية أو ذات قيمة. ولكن لانزال نعيش في مجتمع كما يطلق عليه وسيظل دائماً يتصف بأنه مجتمع ذكوري.. بمعني أن مجرد كلمة "ولد".. أو رجل تفتح له الطريق أمام الجميع سواء داخل الأسرة أو العائلة أو في أي مكان آخر.. وأن له الحق في أن يفعل ما يشاء وتقابل أفعاله بكل تقدير واحترام بداية من الأسرة.. والعائلة كلها.. حتي لو كانت أفعاله بعيدة عن الأصول والمنطق.. ولكن الولد الذي له الحقوق والمميزات.. فمثلاً إذا ظهر أي خلاف داخل العائلة بين الإناث والذكور وجاء التصرف الخطأ من جانب الذكور تجد جميع أفراد العائلة يقفون بجانب الذكور حتي لو كانت تصرفاتهم بعيدة عن الأصول.. ولكن هذا ما يحدث في الواقع الحالي الولد مميز عن البنت بدون سبب وبدون أن يكون لديه السلوكيات الراقية والأخلاق الحسنة التي تجعله يتقدم عليها وتجعل الغالبية تضعه فوق رؤوسها.. وأيضا الرجال في كل المواقع مازالوا مميزين عن النساء رغم ما حققته المرأة من نجاح في جميع المجالات والأعمال وفي نفس الوقت لم تقصر في منزلها ومع أسرتها وقيامها بكل مسئوليات بيتها.. وقد تقوم بحل الكثير من المشاكل التي تواجه أفراد الأسرة دون أن تشعر الجميع أنها تقوم بهذه المهمة ولكن تجد الرجل يقلل من أفعالها ومن مواقفها لأنه هو فقط في نظر المجتمع الذي يتحمل كامل المسئولية ويتغلب علي كثير من المشاكل التي تواجه الجميع رغم أنه قد لا يعلم الكثير من المشاكل التي تقوم بحلها المرأة دون أن تشعر الزوج بهذه المشاكل أيا كانت صغيرة أو كبيرة ولكن لأن المجتمع وضعه علي رأس الجميع فهو لا يعترف بما تقوم به المرأة من الأعمال والمشاكل.. ولأنه هو فقط الذي يتميز بالعقل الناضج والواعي والمدبر.. في نظر المجتمع. ولكن حتي لا نظلم الرجل وحده.. للأسف أول من زرع هذا الاعتقاد في النفوس وداخل المجتمع هي المرأة نفسها.. الأم التي تميز بين أبنائها وأحفادها من الذكور.. والمرأة التي تنادي بحصول المرأة علي المناصب القيادية وعندما تصل إلي منصب قيادي أول من تقف في طريق تقدم المرأة سواء كانت زميلتها أو مرؤستها. إذا كنا نرغب في التخلص من هذه المعتقدات يجب أن تتخلي المرأة نفسها عن هذه الأفكار لأنها هي نفسها أول من تعاني من هذه المعتقدات والنظريات الخاطئة التي عفا عليها الزمن وأصبحت مرفوضة وغير مقبولة.. مع المتغيرات التي تشهدها جميع المجتمعات وأجمل ما قرأت عن المرأة مؤخراً.. وعلي لسان رجل وهو د.محمد طه مدرس الطب النفسي بجامعة المنيا.. قال في كتابه "علاقات خطرة". محتمعنا قرر من زمان برفض الأنوثة ويحاربها ويشوهها ويدفنها مرة باسم التربية ومرة باسم العادات والتقاليد ومرة أخري باسم الفهم المغلوط للدين.. وقال.. احنا مرعوبين من المرأة من وجودها وقدراتها وحيويتها علشان كده بنموتها بالحياة ونستقوي ونفتري عليها.. بنطفيها علشان خايفين نتحرق من نورها. نبهينها لأننا مرعوبين من احساسها بكرامتها.. بنخنقها لأننا مش قادرين نستحمل انطلاقها.