إننا.. ونحن ننتظر بفارغ الصبر حلف اليمين للوزراء الجدد وندعو أن يلحقها حركة محافظين واسعة جداً.. فإننا نتمني أن تظهر الملامح الحقيقية الجادة لمصر الجديدة التي نريدها. .. نريد أن يلمس الناس تغييراً حقيقياً ينفذ إلي واقع حياتهم.. في المدرسة والشارع.. في المستشفي والوحدة الصحية والمركز الطبي.. في النظافة والطرق في مياه الشرب والصرف الصحي.. في المصانع والشركات. .. نريد للمواطن أن يشعر حقيقة أن الوزير - أي وزير - يقف إلي جانبه.. ويحنو عليه.. وأن المحافظ - أي محافظ - ليس مجرد متابع مالي أو إداري وإنما "واجهة دولة" تقف إلي جانب المواطن البسيط تزيح من طريقه العقبات والبيروقراطية والروتين.. تمسح من جنبات حياته المحسوبية والأنانية تفتح الطريق أمامه للمستقبل الأفضل.. .. وعند المستقبل الأفضل الذي نريده.. لنا وقفة. .. هل سنظل ندير حياتنا بما اعتدناه من أساليب بالية.. أم أننا سوف نستحدث أطراً وطرائق جديدة. نبدو وكأننا ننتظر وقوع المشكلات.. واشتعال الأزمات حتي نبدأ التفكير في إصلاح مسارات حياتنا.. .. لماذا نعتمد سياسات "إطفاء الحرائق".. وليس "إدارة الأزمات" ليس فقط ما هو حالي منها وإنما يتكون لدينا فقه "إدارة الأزمات المتوقعة".. وبمعني آخر "الإدارة العلمية السليمة" بما يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمواطن المصري في شتي مناحي حياته؟ .. لماذا لاتزال الكثير جداً من وزاراتنا.. ووزرائنا تعتمد "الفهلوة".. و"الفكاكة".. و"النرجسية" أسلوباً وسياسة للعمل.. وتسيير المهام والأعمال؟ .. لماذا لا تنشأ في كل وزارة وديوان عام محافظة إدارة للبحوث والدراسات تتصل مباشرة بالوزير شخصياً أو المحافظ شخصياً.. وتكون أحد أهم مهامها ليس فقط "رصد" مكامن الخلل والقلق والخطر في سائر أعمال الوزارة والمحافظة وإنما أيضا التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها.. والمشكلات قبل استفحالها.. وأن يكون لكل أزمة أو مشكلة عدد من السيناريوهات والبدائل تتناسب مع مختلف الظروف والأوضاع المحتملة. .. إن أحد أهم مقومات الدولة الرشيدة أن يكون لمن يستشرفون آفاق المستقبل مكانة متميزة ومكاناً حصيناً بالقرب من متخذ القرار - أيا كان مستواه. .. هم.. في الدول الكبري لديهم الكثير من مراكز الأبحاث والدراسات التي لا تترك شاردة ولا واردة إلا أعدت لها ما تستحقه من اهتمام وما يناسبها من البدائل والحلول. .. ولدينا نحن مثلهم.. وربما الأكثر.. لكن الفرق بيننا وبينهم أن يضعوا ألف حساب ومليون اعتبار وتريليون احترام لهذه الدراسات خاصة المستقبلية منها أما نحن.. فإن الادراج والمخازن والسراديب والفئران وربما الحرائق المتعمد منها وغير المتعمد تمتلئ بهذه الدراسات وتحتفل بهذه الأبحاث.. وكأنها خلقت لكي نذروها أدراج الرياح أو نلقيها وقوداً للحرائق أو مرتعاً للفئران. .. أعتقد صادقاً.. أن مصر الجديدة.. مصر قناة السويس الجديدة العظيمة.. مصر المدن الجديدة.. المليون ونصف المليون فدان.. تنمية سيناء.. العاصمة الإدارية الجديدة.. تنمية منطقة قناة السويس.. السبعة آلاف كيلو متر تجديداً.. وإنشاء مدينة المعرفة وثورة الاتصالات.. تنمية الصعيد ووجه بحري.. غاز المتوسط والدلتا.. انقاذ العشوائيات والمناطق الخطرة. .. كل هذا وغيره.. لن يفلح في بناء مصر الجديدة التي نتمناها ما لم نغير ليس فقط من وزرائنا ومحافظينا وإنما الأهم سياسات حياتنا وأطر تناول مشكلاتنا وأساليبنا في مواجهة الأزمات. .. نريد سياسات جديدة.. وليس فقط مجرد تبديل للوجوه.. فقد قالوها زمان "أحمد أخو الحاج أحمد".. "إن الله لا يغير ما بقوم.. حتي يغيروا ما بأنفسهم".. وتحيا مصر.