نعم.. مبروك المركز الثاني.. مبروك الميدالية الفضية.. لقد فرحنا كثيراً بالميداليات البرونزية الأولمبية.. واعتبرنا الميداليات البرونزية إنجازاً.. وهذا نعم إنجاز بالفعل فالأولمبياد مسابقة عالمية تضم كل دول الكرة الأرضية عكس بطولة الأمم الأفريقية فهي بطولة قارية ومع ذلك لكونها مرتبطة بالمستديرة المجنونة التي جننت كل الناس كانت جموع الشعب كله تتابعها.. بعد 66 سنة صحافة وبدأت بالرياضة وكرة القدم بالذات لا أعتقد أن مصر كلها تعلقت ببطولة كروية بالذات مثل هذه البطولة.. وكان هذا هو سبب "انكساري النفسي".. يقولون في المثل العامي "لا تكسر بخاطره".. ولكن بعد الهدف الكاميروني الثاني انكسر بخاطري لا لشيء إلا لأن هذه الجماهير التي عادت بعد طول غياب انكسر خاطرها وعادت إلي منازلها بعد أن طوت الأعلام.. وكم كان بودي أن تهبط إلي الشوارع والميادين رافعة العلم والروح المعنوية.. رافعة الرأس والقامة.. وكما قلت لكل من كان حولي أو من سألني تليفونياً.. قلت لهم: لقد حققنا إنجازاً لاشك.. ولكن لم نستطع أن نحقق إعجازاً!! لاشك أن الفوز بالكأس "إعجاز" في ظروفنا الحاضرة.. وإذا كنت لم أستطع أن أتمالك نفسي وأحجز دموعي بعد الهدف الثاني فمن أجل هذا الشعب الذي أعتبره أعظم شعب في العالم كله.. منظر هذا الشعب العظيم في التليفزيون في مختلف المحافظات وهو يهبط من المدرجات التي امتلأت عن آخرها مطأطأ الرأس.. منظر يهز الحجر لا البشر.. لذا يجب علي الإعلام أن يعيد الروح المعنوية الرائعة للشعب العظيم استعداداً لتصفيات المونديال القادم عام 2018 بموسكو.. صعب علي هؤلاء الجالسين في المدرجات المختلفة في كل محافظات مصر.. فما بالك بهؤلاء الذين ركبوا الصعب وسافروا إلي آخر الدنيا بحلم العودة بالكأس.. متحملين مصروفات السفر والإقامة.. كل شيء يهون من أجل مصر. *** ولم أكد أن أنهي كلمتي هذه.. حتي نادي علي من في البيت.. الفريق وصل.. تعالي.. فيه مفاجأة.. في التليفزيون!!.. كانت مفاجأة رائعة مذهلة.. رئيس الجمهورية واقف في المطار يستقبل الفريق لاعباً لاعباً ومدرباً وراء مدرب.. ياه.. لفتة أكثر من رائعة.. لفتة خير مما لو كان الفريق قد عاد حاملاً الكأس.. فإذا كنا قد فزنا بالكأس كان شيئاً طبيعياً أن يستقبلهم الرئيس.. ولكن في هذه الظروف يحضر الرئيس إلي المطار بسرعة ليهنئ الفريق علي عروضه ويقسم للفريق أنه يمثل الشعب كله.. بل والمصريون في عدد كبير من بلاد العرب وأوروبا.. وجد بعض اللاعبين ينظر إلي الأرض فقال الرئيس لهم.. ارفع رأسك.. انت رفعت رءوسنا كلنا. ياه.. لفتة أكثر من رائعة.. الحمد لله.. لم أكن مع الفريق كالعادة زمان.. وإلا لم أكن أستطع أن أتحكم في نفسي وقبلت رأسه!!.. ياه.. ياله من رئيس من صميم الشعب فعلاً. *** أخيراً لا يفوتني أن أحيي وأشيد وأحيي الرائعة بنت التليفزيون فعلاً.. الرائعة صفاء حجازي.. التي نقلت كل ما حول المباراة النهائية رغم أنف حكاية "البث الحصري".. لقد عاش الشعب المصري كله في المباراة علي كل الشاشات وكأننا جميعاً في الملعب.. برافو صفاء هانم.. وإلي الأمام دائماً.