لاشك أن ميلاد السيد المسيح له المجد كان وسيظل سببًا في الشبع الروحي للإنسان المسيحي ذلك لأن الأشخاص والأحداث والاهداف ستظل موضوعات للتأمل المستمر الذي يغذي الفكر والنفس والجسد كما يشبع الروح الانسانية الباحثة عن الكمال والمتطلعة إلي الخلود. * ميلاد المسيح يتسامي بالجسد لأنه أحبنا ولم يستنكف أن يأخذ جسدنا الإنساني ليتحد به. حبا فينا وخلاصا لنا فلولا ان الرب تجسد لأجلنا لما كانت هناك قدسية للجسد الإنساني. الله هو صانع هذا الجسد الإنساني وقد خلق الإنسان علي صورته ومثاله. * ميلاد المسيح يتسامي بالنفس فالنفس الإنسانية خلقت نقية تمارس وظائفها المتنوعة بقداسة وعفة إلي أن حدث السقوط فسقطت النفس مع بقية مكونات الانسان وصارت شهواتها طاغية وضاغطة علي الانسان حتي مارس كل ما هو مرفوض. تلوثت نفوسنا بدنس الخطيئة إلي أن تجسد الابن الكلمة وقدم لنا نفسا انسانية مقدسة متحدة باللاهوت المجيد ونزلت إلي الجحيم كأي نفس انسانية أخري لكن باختلاف خطير وهام. أنها متحدة باللاهوت ولذلك فحينما حاول الشيطان ان يقبض عليها كما علي كل نفس انسانية قبل الفداء صعقه تيار اللاهوت فسقط سريعا عند قدمي المسيح ونزلت نفس المسيح الانسانية المتحدة باللاهوت إلي الجحيم واطلقت سراح المسبيين هناك ودخلت بهم إلي الفردوس. نعم.. الميلاد يشبع أرواحنا بكل أبعادها ويدخل بنا إلي العالم السمائي الذي ستصل إليه لنمكث فيه إلي الابد بنعمة المسيح.