تكشف ملفات "الجريمة الإليكترونية" عن ما يمكن وصفه بوجود تطور كمي ونوعي فيما يتعلق بجرائم "النصب والإبتزاز" عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنت". تشير ملفات هذه الجريمة انه بالتوازي مع التطور الاجرامي في هذا المجال.. هناك تطور "اجرائي أمني" لمواجهة هذه النوعية من الجرائم حيث يتم استخدام أساليب ووسائل تكنولوجية معقدة لتحديد مرتكبي هذه الجرائم والوصول اليهم واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاههم. وزارة الداخلية تعلن كل فترة عن احصائية تتطرق إلي جرائم النصب والابتزاز الإليكتروني.. كانت آخر هذه "الاحصائيات" ما تم إعلانه الجمعة الماضي عن قيام قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتحديد 115 من مرتكبي جرائم النصب والابتزاز علي شبكة الانترنت خلال خمسة عشر يوما. "البصمة الاليكترونية" هي كلمة السر في رصد هؤلاء المتهمين والوصول إليهم بسهولة وعن طريق هذه البصمة يبدأ رجال شرطة المعلومات في تتبع المجرم الإليكتروني حتي يتم "الإيقاع به". البلاغات التي تتلقاها الشرطة عن جرائم النصب والابتزاز الاليكتروني تبعث بالعديد من الرسائل التي يجب التوقف عندها وأمامها جيداً. فهاهو بلاغ تقدمت به احدي الفتيات تروي فيه كيف أنها وقعت فريسة "لنصاب اليكتروني".. حيث وجدت نفسها ذات مرة امام "اعلان" علي احد مواقع التواصل الاجتماعي يقول هذا الإعلان: إن جهة ما تفتح أبوابها لتلقي طلبات توظيف فتيات ذات قوام وبناء جسماني خاص.. وطلب هذا الإعلان من كل فتاة ترغب في التقدم لهذه الوظيفة ارسال صورة "شارحة ووافية" لها مع كافة البيانات الأخري. هذه الفتاة نفذت كل ما جاء في هذا الإعلان وأرسلت الصورة التي تدل علي أنها تنطبق عليها الشروط بجدارة.. لتفاجأ عقب ذلك برسائل من "صاحب الإعلان" يطلب منها مبالغ مالية ومشغولات ذهبية وإلا سينشر هذه الصورة بطريقة مخلة علي جميع الصفحات والمواقع الإليكترونية. ووفقا لما ترويه تفاصيل هذه القضية فإن شرطة المعلومات تتبعت البصمة الاليكترونية حتي وصلت إلي هذا "النصاب" وتم القاء القبض عليه. اللافت في هذه القضية ان رجال شرطة المعلومات عندما أخذوا يوسعون نشاط البحث عرفوا ان ما يقرب من ألف فتاة وقعن فريسة أيضا لهذا المجرم الاليكتروني لكنهن رفضن ابلاغ الشرطة خوفا من "الفضيحة". بلاغ آخر يكشف أيضا ويشير بوصوح إلي ذلك التطور الذي طرأ علي هذه الجريمة.. ويبعث في نفس الوقت بالعديد من الرسائل.. فهاهي أم ارسلت بلاغا لقطاع نظم المعلومات تقول فيه: إن مجهولا أرسل إلي "طفلها" رسالة عبر الأنترنت يطلب منه ارسال صورة له وهو "عار تماما" ثم يرسل هذه الصورة العارية له.. وأردفت الأم في بلاغها ضد هذا "المجهول" تتهمه بأنه لم يكتف في رسالته هذه بهذا الحد.. بل هدد طفلها أنه إن لم يصور نفسه عاريًا ويرسل اليه هذه الصورة فإنه سيقوم بقتله!! تتبعت شرطة المعلومات البصمة الإليكترونية لهذا "المجهول" حتي تم تحديده وإلقاء القبض عليه.. وتبين للشرطة ان هناك ضحايا آخرين لهذا "المجهول" وانه كان يستهدف من وراء جرائمه الاليكترونية هذه ابتزاز ضحاياه والحصول منهم علي الأموال. وهذا بلاغ آخر.. يروي كيف أن "المجرم الإليكتروني" اصطاد فريسته عبر رسالة "پ"SMS".. زعم فيها انه احدي "النجمات المشهورات" في عالم الفن.. وتعرف علي الفريسة واستطاع ان يقنعها بذلك وتطور الأمر إلي أن تبادلت الرسائل كثيرا وكذلك الصور.. وسرعان ما اكتشفت الفريسة أنها وقعت "تحت يد" هذا المجرم والذي أخذ يطلب منها أموالا مرة تلو المرة حتي وصل الأمر بها إلي أنها لم تجد مفرًا إلا الابلاغ عنه لشرطة المعلومات والتي اصطادته بالبصمة الاليكترونية. نماذج عديدة تحويها ملفات جريمة النصب والابتزاز الإليكتروني.. تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك ضرورة تكاتف البيت مع المدرسة مع الشارع حتي يتم التصدي لهذا النوع من الجريمة التي تضرب في "عمق المجتمع". مسئولو شرطة المعلومات وخبراء الأمن يؤكدون ضرورة توخي مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي للحذر حتي لا يقعوا فريسة لأي "مجرم الاليكتروني".. ونصحوا بعدم فتح أي رسائل اليكترونية غير معروف محتواها كذلك عدم مراسلة أشخاص مجهولون والابتعاد عن تصفح المواقع الإباحية.