يدرك العالم وليس المصريون. قوة وصلابة القوات المسلحة المصرية. وأن مصر أول دولة مركزية عرف أبناؤها شرف العسكرية. نجحت في إنقاذ الكرة الأرضية من الدمار علي مدار التاريخ. وحديثا اعطت الدنيا درسا في التخطيط العسكري في حرب أكتوبر 1973. ثم نجح المصريون ¢ شعبا وجيشا¢ بثورة 30 يونيو في تغيير مجري الأحداث وإفشال مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي انفق عليه الحلف الصهيوامريكي مليارات الدولارات وجند له آلاف العملاء. وهو ما جعل القاهرة هدفا يسعون الي إلتهامه متي استطاعوا. لذا ليس مستغربا ان تظل دويلة قطر تعلب دورا مسموما في محاولة النيل من أرض الكنانة. الحقيقة ان الفيلم المشبوه الذي اذاعته قناة الجزيرة بعنوان ¢العساكر¢ ليس إلا حلقة جديدة من محاولة الاساءة الي مصر. وتقليم أظافرها بعدما تحولت القاهرة مؤخرا إلي طرف فاعل في مختلف الملفات الإقليمية. وشريك رئيس في إدارة المشهد العالمي. ويبقي أهم ما يميز السياسة المصرية انها تتعامل بما يعرف بالصبر الاستراتيجي في إدارة الصراع الدولي. متسلحة بقوة اجهزتها المعلوماتية والسياسية. وبحكمة السنوات الطويلة. وبدقة القراءة لما يجري علي رقعة الشطرنج الإقليمية. لذا لا يمكن ان يتحدث عن شرف العسكرية جيش يتكون من مرتزقة مختلف الجنسيات. ولا دولة عمرها لا يزيد علي 45 عاما ولقب حاكمها هو خادم القاعدتين العسكريتين الامريكيتين وحليف الصهيونية العالمية الإستراتيجي في المنطقة. وخادم المشروع العبري الهادف الي تفيت الدولة العربية إلي عدة دويلات. وإدخالها في صراعات مذهبية وعرقية لصالح أمن العدو الصهيوني وقوته. لذا صمود مصر في وجه هذا المخطط يزعج الغرب وخدمه. الواقع.. ان القاهرة ادركت حجم المؤامرة بشكل واضح. لذا مؤسسات الدولة المصرية المختلفة وفي مقدمتها القوات المسلحة الوطنية بما تضمه من اجهزة معلوماتية علي درجة عالية من الإحترافية والتميز والمشهود لها عالميا. بدأت التحرك بشكل شديد الذكاء. للحفاظ علي الوطن. وإفساد محاولات إشعاله داخليا. والحفاظ علي التماسك الشعبي. ثم الحفاظ علي الأمن القومي العربي بما يخدم مصالح الأمة وفي مقدمتها مصر وليس مصالح حاكم هنا او دولة هناك. وهو ما جعل مراكز بحثية دولية تؤكد ان ما فعلته الإدارة المصرية في التعامل مع الاحداث خلال السنوات الخمس الاخيرة يستحق ان يدرس باعتباره درسا مخابراتيا لكيفية الحفاظ علي مقدرات دولة. وافشال مخططات هدمها.