فوز ناهد السباعي بجائزة احسن ممثلة في مهرجان القاهرة جاء تتويجا لحضور المرأة القوي في فيلم "يوم للستات" الذي شارك في المسابقة الدولية هذا العام وكان فيلم الافتتاح وقد حصلت ناهد السباعي علي جائزتها عن دور "عزة" في الفيلم الذي يعتبر ابداعا نسائيا خالصا لأنه اخراج كاملة أبو ذكري وتأليف هناء عطية وبطولة وانتاج الهام شاهين وتصوير نانسي عبدالفتاح والبطولة لاجيال من الممثلات: نيللي كريم ورجاء حسين وهالة صدقي إلي جانب إلهام شاهين وناهد السباعي. و"عزة" فتاة ساذجة يتعامل معها الاولاد في الحي الشعبي باعتبارها "عبيطة" وهي في الحقيقة ليست كذلك ولكن ظروفها هي التي اعطت للناس هذا الانطباع.. "عزة" فقدت والديها في حادث وتعيش مع جدتها العجوز المريضة بالخرف أي انها تتحدث كلاما غير مفهوم فأصبحت "عزة" غير قادرة علي التعامل مع الناس الاسوياء لأنها نشأت ووجدت نفسها مع الجدة المريضة لكن الميكانيكي الشاب "أحمد داود" هو الوحيد الذي تعاطف معها واحبها وسوف يكون لذلك تأثيرا واضحا علي شخصيتها بعد أن عثرت علي انسان يتعامل معها كانسانة سوية واحد من الادوار الصعبة لذلك فإنها تستحق الجائزة عن جدارة. ومن المصادفات الجميلة أن تأتي جائزة ناهد السباعي في نفس اسبوع صدور احدث كتب الناقد الكبير سمير فريد بعنوان "افلام المخرجات في السينما العربية" عن سلسلة "كتاب الهلال" وكأن الناقد الكبير يحتفل بابداع المرأة علي طريقته الخاصة وقد اهدي سمير فريد كتابه إلي المخرجة الراحلة نبيهة لطفي "1937 - 2015" وعلي الغلاف لقطة من فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي. ويضم الكتاب 45 مقالا عن عدد كبير من افلام المخرجات من جيل عزيزة أمير مرورا بجيل عطيات الأبنودي واسماء البكري وايناس الدغيدي حتي جيل إيتن أمين ونادين خان. وتضم الفصول الاولي من الكتاب مجموعة محاضرات للمؤلف عن "صورة المرأة في السينما العربية" يتصدرها بحث كتبه الناقد الكبير بتكليف من مكتب غرب آسيا التابع للأمم المتحدة ومقره بغداد عام 1982 وهو أطول ابحاث الكتاب "38 صفحة" يسرد خلاله تاريخ عمل المرأة في السينما المصرية من خلال تاريخ السينما بل من خلال تاريخ مصر ايضا منذ بعثة رفاعة الطهطاوي إلي باريس وظهور افكار تحرير المرأة في نهاية القرن "19" وحتي تأسيس الاتحاد النسائي بعد ثورة 1919 والدور الكبير لرائدات السينما المصرية عزيزة أمير وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ وأمينة محمد حتي عمل نادية حمزة وقيامها باخراج فيلم "بحر الاوهام" 1984 واخراج ايناس الدغيدي عام 1985 "عفوا أيها القانون" وحتي ساندرا نشأت وأول افلامها "مبروك وبلبل" 1998 مرورا باسماء بكري وأول افلامها "شحاذون ونبلاء" عام 1991 ثم هالة خليل وكاملة أبو ذكري ومنال الصيفي وألفت عثمان. وفي باقي صفحات الكتاب "336 صفحة" يستعرض سمير فريد افلام مخرجات من مصر وبعض البلاد العربية مثل جوسلين صعب ورانده الشهال "لبنان" وفريدة بليزيد "المغرب" ومنيرة التلاتلي "تونس" وليانا بدر "فلسطين" وهيفاء المنصور "السعودية" ونجوم الغانم "الإمارات" إلي جانب المخرجات المصريات اللاتي قدمن افلامهن مع بداية القرن "21" مثل هالة خليل وجيهان الأعسر وهبة يسري وتهاني راشد وماجي مرجان ونادية كامل ونادين خان وايتن أمين وهالة لطفي. وفي الكتاب مقال عن المخرجة كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم "يوم للستات" الحاصل علي جائزة أحسن ممثلة لناهد السباعي ويكتب سمير فريد عن فيلمها "واحد صفر" 2009 ويقول: "اثبتت المخرجة الشابة أنها تملك الموهبة والقدرة علي التعبير بلغة السينما وهي في "واحد صفر" تثبت انها مخرجة كبيرة وتتجاوز بأسلوبها الحداثي التعبير عن الواقع المصري المعاصر وتثبت للمقارنة والمنافسة مع السينما العالمية أي التي يمكن أن تعرض في كل مكان".