لن أسمع ضربات عكاز "عم جمال وهبة" تقتل صمت ممرات وطرقات الدور التاسع بجريدة الجمهورية مرة أخري. ولا صوته النابع من قلبه الطيب يناديني بكل ود يشيد بتقرير ويلوني علي التحامل علي فلان. وينفعل بشدة أمام كل صنوف الخروج عن المألوف والمعتاد في تصريح أو حوار. يحرص علي إبداء رأيه حتي إذا كان مخالفا لرأي الغالبية العظمي. ولا يتردد في إعلانه وقذفه في وجوه الآخرين بصرف النظر عن النتائج والآثار المترتبة علي ذلك. ضرب فقيد النقد الرياضي في الجمهورية المثل في العزيمة وتحدي المرض بعد أن ظل حريصا علي التواجد والمشاركة الفعالة في تغطية أكثر من حدث أو لعبة علي مدار سنوات طويلة رغم المرض. وتزايد آثاره علي وجهه وجسده لدرجة دفعته لنهرنا ورفض كل النصائح بالحصول علي قسط من الراحة. وعدم تكبد المزيد من التعب في سبيل الوصول إلي مبني الجريدة بشارع رمسيس قادما من مصر الجديدة. رحم الله فقيدنا. بقدر ما منحنا من حب وود وفرحة بنجاح الآخرين ودعاء لهم بالمزيد بنفس راضية لا تعرف النفاق أو الحقد. والهمنا وذويه الصبر علي فراقه والحرمان من طلته وابتسامته. انضم وهبة إلي مجموعة من كبار النقاد الرياضيين في مرتبة أفضل وأعلي بمشيئة الله هم أساتذتي محمد جاب الله وعبداللطيف خاطر وجمال المكاوي. وغيرهم من الصحفيين الشباب بجريدتنا رحلوا عن عالمنا في مشاهد مختلفة ومهيبة لم أعرف قدرهم جيدا إلا بعد فراقهم جميعا. رحلوا عنا بأجسادهم ولكن ظلت سيرتهم العطرة وروحهم الطيبة ترفرف في المكان. وداعاً جمال وهبة .. لا نملك سوي الدعاء وانتظار اللقاء في موعد لا يعلمه إلا الله سواء كان قريبا جدا أو بعيدا.