أؤمن تماما بأن القوي الناعمة أقوي من أي سلاح في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب.. فالفن بجميع ألوانه يشكل وجداننا ويغرس بداخلنا حب الوطن والانتماء ويجعلنا نري كل شئ حولنا جميلا. سعدت كثيراً عندما تنقلت بين مسارح دار الأوبرا وعلي مدي الثلاثة عشر يوماً الماضية لحضور ومتابعة مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية الخامس والعشرين "اليوبيل الفضي". استطاعت الصديقة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم "رئيس مجلس إدارة دار الاوبرا المصرية ورئيس المهرجان" ان توجه رسالة الي دول العالم من خلال المهرجان مفادها أن مصر كانت وستظل قلعة للفن والابداع واننا كمصريين لانخشي الارهاب بدليل احتفالنا في جميع مسارح دار الاوبرا باليوبيل الفضي للمهرجان ونقيم الافراح والليالي الملاح لتظل قاهرة المعز ومدينة الاسكندرية ودمنهور سهاري في العرس العربي والكرنفال الذي تقيمه دار الأوبرا كل عام لاحياء موسيقانا العربية ليظل المهرجان حارسا لتراثنا العربي من موسيقي والحان زمن الفن الجميل. سعدت كثيرا بوفاء الصديقة الفنانة جيهان مرسي "مدير المهرجان" تجاه الدكتورة رتيبة الحفني صاحبة فكرة المهرجان واستمراره علي مدي 25 عاما.. كما سعدت بالفنانين الذين تنازلوا عن أجورهم حبا في مصر والمهرجان ومنهم أصالة وأنغام وعاصي الحلاني وعبده شريف ومحمد عساف.. وكلهم أسعدوا جمهور الأوبرا "الذواقة" بأغاني زمن الفن الجميل وأحيوا التراث الفني الذي أقيم المهرجان من أجله. سرحت قليلا لأتذكر اعتصام مثقفي مصر ومبدعيها بوزارة الثقافة الذين أحسوا قبل غيرهم بالخطر علي الوطن والهوية المصرية حينما اراد مرسي وعشيرته طمس تلك الهوية المصرية وأخونة مفاصل الدولة بتعيين علاء عبدالعزيز وزيرا لثقافتهم!!.. فانتفض المثقفون والفنانون واحتلوا وزارة الثقافة ومنعوا هذا الوزير من دخول الوزارة اعتراضا علي قراراته الغبية.. ثم تحول اعتصامهم غير المسبوق الذي استمر أكثر من شهر الي ثورة ضد نظام الجماعة الظلامية والتنظيم الارهابي.. وكان هذا الاعتصام نواة لثورة 30 يونيه التي أطاحت بحكم مرسي وعشيرته الي الأبد في ثورة من شعب مصر اجتاحت جميع أنحاء مصر المحروسة بشوارعها وميادينها.. ثورة لم يشهدها العالم من قبل علي مدي التاريخ.. ثورة اربكت كل حسابات الغرب وقوي الشر بالداخل والخارج لتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة العربية.. إلي ان خرج علينا المشير عبدالفتاح السيسي معلنا حماية الشعب وثورته ووقوف جيش مصر البطل خلف ابنائه لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم ضد جماعة الاخوان الفاشية.