في فرحة غامرة احتفل المواطنون بالقري والتجمعات البدوية في عمق الجبال بسقوط الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها معظم مدن جنوبسيناء خلال الأيام الماضية صحبها انخفاض في درجات الحرارة وظهور كميات كبيرة من السحب فنحروا الذبائح فرحاً بالأمطار. أهالي مدينة سانت كاترين وقراها وكذلك وادي فيران التابع لمدينة أبورديس استقبلوا الأمطار بالأفراح معربين عن سعادتهم لسقوطها مؤكدين أنها لا تتسبب في أي أضرار أو خسائر لوجود آبار ومناطق معينة والأهم من ذلك السدود الكثيرة التي أقامتها الموارد المائية تتجمع بها المياه ويستخدمونها في حياتهم اليومية في الشرب وشرب الابل والأغنام وري زراعاتهم. وشهدت مناطق وتير ومدينة دهب وبعض الوديان البعيدة وأخري بالمحافظة أمطاراً غزيرة اعتبرها الأهالي باب الرزق لهم لاعتمادهم علي الرعي واكتساء الصحراء باللون الأخضر خلال الأيام المقبلة مما يزيد رقعة المراعي وامتلاء الآبار والأودية بالمياه. "الجمهورية" قامت بجولة بمدينة سانت كاترين في عمق الجبال البعض قطعناه بالسيارات والبعض الآخر مشيناه مسافات طويلة علي الاقدام لنشاهد علي الطبيعة السدود التي اقامتها وزارة الموارد المائية وحجزت ملايين الامتار لتملأ الآبار الجوفية لحل مشكلة ندرة المياه يستفيد بها المواطنون في مياه الشرب وري الزراعات وشاهدنا الفرحة العارمة علي وجوه المواطنين المقيمين في عمق الجبال وتحت سفحه. رافقنا في الجولة خالد سلامة نائب رئيس مدينة سانت كاترين والمهندس أشرف النمر مشرف المنطقة بمعهد بحوث الموارد المائية. في البداية أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء اننا استطعنا تغيير نقمة السيول وتحويلها إلي نعمة باستغلال كميات تصل إلي ملايين من الأمتار من الأمطار التي سقطت في أنحاء مدن المحافظة في الشرب والرعي والزراعة عن طريق تخزينها في بحيرات عملاقة طبقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. أشار إلي ان المرحلة الأولي من مشروع حماية جنوبسيناء من أخطار السيول أتت ثمارها وخاصة في المناطق الجبلية التي تعاني من ندرة المياه حيث تم تخزين كميات كبيرة من السيول والتي يستخدمها المواطنون في أغراض الزراعة بعد ان قام جهاز تعمير سيناء بالتوسع في إقامة المزارع بمعظم هذه الأماكن حيث تعتمد هذه الزراعات بدرجة كبيرة علي المياه التي يتم تخزينها من السيول. وخلال الجولة أكد المهندس أشرف النمر مشرف منطقة سانت كاترين ان مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة جنوبسيناء قد أرسل إخطاراً بتوقع سقوط أمطار شديدة علي منطقة سانت كاترين خاصة والمحافظة عامة وتصل تلك الأمطار إلي حد السيول. وكشف النمر ان كميات المياه التي تم حجزها وصلت إلي ربع مليون متر مكعب مياه كما ارتفع منسوب مياه الآبار التي يعتمد عليها أهالي كاترين للشرب من 8 أمتار إلي 15 متراً حيث ان مياه الأمطار والسيول بهما مصدر للرزق في الشرب والزراعة وكافة أمور الحياة اليومية. 141 بحيرة جبلية وتابع النمر انه قد تم انشاء 141 سدة وتسمي بحيرة جبلية حيث قام معهد بحوث الموارد المائية ببناء 14 سدة بتمويل من المعهد و127 سدة بتمويل من المنظمة العربية للتنمية الزراعية برئاسة الدكتور طارق الزدجاني رئيس المنظمة وبتوجيه من الدكتور محمد عبدالمطلب رئيس مركز بحوث الموارد المائية وبرعاية واشراف الدكتورة كريمة عطية مديرة معهد بحوث الموارد المائية. ولفت إلي ان كميات المياه المخزنة في البحيرات بلغت 280 ألف متر مكعب يستفيد منها البدو في الرعي والشرب والزراعة. أما كمية الأمطار المسببة للسيل قال النمر انه من واقع محطات رصد الأمطار الخاصة بمعهد بحوث الموارد المائية والتي أقوم بالاشراف عليها وصلت إلي 35مم أما عن سيل وادي فيران فكان بمتوسط ارتفاع 90سم وبلغ في بعض الأماكن في الوادي 1 متر وبسرعة 75كم/ ساعة. وأثناء جولة "الجمهورية" بوادي فيران أكد لنا الشيخ محمد جمعة من أبناء وادي فيران علي ان السدود التي تم انشاؤها مؤخراً أنقذت وادي فيران وهي أكبر الوديان بجنوبسيناء وأكثرها كثافة سكانية من كارثة محققة حيث ساهمت في حجز المياه والإقلال من سرعتها. ووجه الشكر إلي الجهاز التنفيذي بالمحافظة برئاسة المحافظ اللواء خالد فودة والمهندس عبدالسلام صبح وكيل وزارة الموارد المائية وطالبهم بزيادة انشاء سدود بسانت كاترين والوادي حتي نحافظ علي أرواح المواطنين الذين يقطنون بالوادي. من جانبه أكد المهندس عبدالسلام صبح وكيل وزارة الموارد المائية بالمحافظة انه ورد إليهم إنذار بتعرض المحافظة إلي أمطار غزيرة قد تؤدي إلي سيول وعلي الفور تم مخاطبة جميع مجالس المدن بأعمال الصيانة والتطهير لجميع البرابخ الخاصة بمخرات السيول بالمحافظة وتم تشكيل فرق طوارئ تعمل علي مدار 24 ساعة والمرور علي جميع السدود والبحيرات للوقوف علي حالتها الفنية لمجابهة أي سيول طارئة. وأشار إلي انه تم إنهاء أعمال الموارد المائية خلال عامين بتكلفة بلغت 350 مليون جنيه في أودية بطابا ووادي وتير بنويبع ووادي دارات بأبو زنيمة وإنشاء ما يقرب من 100 سد وبحيرات وقنوات تصريف بالاضافة إلي 141 بحيرة جبلية بمنطقة سانت كاترين وكان لهما أكبر الأثر في تقليل الاخطار. وقال المهندس جمال صبور مدير شركة المياه والصرف الصحي بجنوبسيناء انه لا يوجد مشاكل بالصرف الصحي في كافة مدن المحافظة وانه جار عمل دراسة مع استشاري متخصص في السيول لعمل تقييم لصرف مياه الأمطار بكافة مناطق شرم الشيخ خاصة منطقتي نعمة والسوق التجاري. من جهته أكد اللواء جمال المهدي مدير عام مديرية الطرق بالمحافظة أننا نجحنا في مواجهة أزمة السيول بالمحافظة خاصة انه لم يتم غلق الطرق كما كان يحدث من قبل بغلق الطرق بالساعات الطويلة وأن ما تم غلقه هو طريق وادي فيران فقط. وأوضح ان كل مدينة تحدد النقاط التي تحدث بها مشاكل علي الطريق ويتم الدفع فوراً بالمعدات إلي تلك النقاط لاصلاحها في أسرع وقت.