تنطلق اليوم في مدينة مراكش المغربية القمة العالمية للمناخ والمعروفة بقمة الحسم لإنقاذ البشرية وكوكب الأرض من الفناء. فاليوم هو الموعد الذي حدده قادة العالم لتنفيذ التزاماتهم في اتفاق باريس التاريخي الذي أعطي للعالم أجمع بارقة أمل في إمكانية الاستمرار في الحياة علي كوكب الأرض بالحفاظ علي مستوي ارتفاع الحرارة في العالم دون درجتين مئويتين. العالم كله اعتبر اتفاق باريس إنجازا ضخما وغير مسبوق لأنه لأول مرة تتفق جميع دول العالم علي اتخاذ موقف موحد لمواجهة التحدي الأكبر الذي يهدد الجميع الكبير والصغير المتقدم والنامي الغني والفقير وهو التغيرات المناخية الذي تسببت بالفعل في اختفاء أجزاء واسعة من علي سطح الأرض وتهديده ومخاطره لا تزال مستمرة. اليوم موعد تنفيذ التعهدات التي وقعت عليها دول العالم بأن يلتزم الجميع بالعمل من أجل المناخ فيتحول العالم للطاقات الجديدة والمتجددة ويتجه تماماً للاقتصاد الأخضر وتقدم الدول المتقدمة التكنولوجيا بمنتهي الشفافية للدول النامية لتعزيز قدرتها علي التكيف مع التغيرات المناخية وتتولي الجهود الدولية للتخفيف وتقديم التمويل وبناء القدرات للدول النامية لمساعدتها في التكيف ومواجهة الآثار السلبية والخسائر والأضرار التي أصابتها من جراء التغيرات المناخية. أما الدول النامية التي ننتمي إليها فعليها تنفيذ خططها الوطنية التي التزمت بها لخفض انبعاثاتها والتي تنتظر دعم الدول المتقدمة والتي تعهدت بها وتقدر بمائة مليار دولار سنوياً في موعد غايته كما تطالب بضرورة منحها المرونة في تنفيذ التزاماتها وفقاً لظروفها وأولوياتها الوطنية. الخلافة واسعة بين الدول المتقدمة والنامية فالأولي هي المسئولة عن كارثة التغيرات المناخية عندما بدأت منذ القرن الماضي ثورتها الصناعية ولوثت العالم بانبعاثاتها وحققت نجاحات كبيرة وتنمية شاملة في شتي المجالات والثانية هي المتضررة التي أصابتها الكوارث من فيضانات وسيول وغرق وتدمير للأراضي الزراعية ولم تبدأ بعد خطواتها الأولي نحو الصناعة والتنمية. اليوم أنظار العالم تتجه إلي مراكش فهل ستنجح البلد العربي الشقيق في استكمال مسيرة نجاح باريس للإبقاء علي الحياة علي كوكب الأرض هذا ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة.