عندما توحدت إرادات الحكومة واتحاد الغرف التجارية والمستوردين لمواجهة الارتفاع الجنوني للدولار أمام الجنيه بقوة وجدية.. انخفض سعر الدولار.. ومعه أسعار الذهب والحديد.. وتم ضرب السوق السوداء في مقتل.. وانهار تجار العملة والسماسرة الذين خسروا ملايين الجنيهات بين ليلة وضحاها.. وتقرر رفع الفائدة علي مدخرات المواطنين بالبنوك.. ولكن هل تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف سيؤدي لخفض أسعار السلع..؟ أتمني كما يتمني كل مواطن أن تنخفض أسعار السلع.. ولكن أحد رجال الأعمال من أصحاب المصانع الكبيرة.. قال لي إنه لا يتوقع انخفاضاً في أسعار السلع التي نستورد معظم مكوناتها من الخارج.. لأن مصلحة الجمارك ستحاسبنا علي السعر الجديد للدولار فيما يتعلق برسوم ما يتم استيراده.. وهو السعر الجديد الذي حدده البنك المركزي وتجاوز 13 جنيهاً للدولار.. بعد أن كان متوقفاً لفترة طويلة عند حدود 8 جنيهات و88 قرشاً.. ولكن الحمد لله أن الحكومة نجحت في ضرب تجار العملة وسماسرة السوق السوداء.. ونتمني أن تتخذ إجراءات نحو توفير العملة لاستيراد السلع الضرورية.. ومكونات تشغيل المصانع. في الحقيقة القرارات التي اتخذها المجلس الأعلي للاستثمار برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. تعد بادرة أمل نحو تشجيع الاستثمار وجذب المستثمرين وإقامة مشروعات جديدة في المحافظات خاصة الصعيد الذي أهملته الدولة عدة عقود وحرم من الاستثمار وفرص العمل.. مما أدي لهجرة أعداد غفيرة من الاخوة الصعايدة إلي القاهرة والإسكندرية بحثاً عن فرص أفضل للحياة.. رغم ما ترتب علي ذلك من زيادة الضغط علي القاهرة وعروس البحر المتوسط ومرافقها التي لم تعد قادرة علي استيعاب الملايين التي زحفت إليها. أتمني كما يتمني غيري من المواطنين أن تدخل القرارات الجديدة حيز التنفيذ حتي نجذب المستثمرين ونقيم المصانع التي توفر فرص عمل لملايين الشباب المساكين الباحثين عن فرصة عمل تحقق لهم الحد الأدني من الحياة الكريمة.. ونزيل معوقات الاستثمار التي دفعت المستثمرين للهروب.. أو اللجوء للتحكيم الدولي. القرارات الجديدة أثبتت أن الدولة جادة في جذب المستثمرين وتشجيعهم لإقامة مشروعات تؤدي لزيادة الإنتاج.. لتوفير سلع بأسعار مناسبة للناس عبر المنافسة بين المنتجين.. رغم قناعتي بأن هناك عقولاً جامدة تتمسك بالروتين والبيروقراطية القاتلة.. كما أن هناك ايضا بعض أباطرة رجال الأعمال الذين يريدون الاحتكار لتحقيق المزيد من المكاسب.. وهؤلاء لا يريحهم وجود مستثمرين جدد خاصة في مجال عملهم واستثماراتهم. اعطوا الفرصة لصغار المستثمرين.. وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. لأنهم القاعدة الأساسية.. فالصناعة في بلدنا لا تقوم علي مجموعة قليلة مدللة من أباطرة رجال الأعمال الذين سيطروا وتحكموا.. وامتدت قبضتهم لاحتكار الإعلام.