بداية نود أن نؤكد ان المعلم الكفء يعتبر حجر الزاوية لنجاح عملية التعليم.. وقد أكدت الدراسات التربوية ان أفضل الكتب والمقررات الدراسية والوسائل التعليمية والأنشطة والمباني المدرسية لا تحقق الأهداف التربوية المنشودة ما لم يكن هناك معلم ذو كفاءات مهنية وسمات شخصية متميزة يستطيع بها إكساب الطلاب الخبرات المتنوعة ويعمل علي تهذيبهم وتوسيع مفاهيمهم ومداركهم وينمي أساليب تفكيرهم وقدراتهم العقلية.. وتجدر الاشارة إلي اننا نعيش عصراً يتسم بالتطور السريع حيث تولد في كل لحظة عشرات الأفكار الجديدة في شتي العلوم والمعارف وتمضي فيه الانسانية نحو نقلة نوعية تجعل الاعتماد علي الجهد البشري العشوائي يتواري أمام الاعتماد علي الجهد البشري القائم علي المعرفة والعلم الحديث كما اننا لسنا أمام قرية كونية واحدة فقط ولكننا أصبحنا أيضاً أمام تنافس اقتصادي يقوم علي التفوق في الانتاج والقدرة علي الجديد وتداخل ثقافي يقوم علي الابداع مع أقصي استخدام للمهارات الفكرية والذهنية المتاحة لإنسان العصر.. فضلاً عن صراع سياسي لم يعد فيه مكان أو مستقبل للضعفاء والخاملين. اننا نعيش زمن القوة فيه للعقل والحكمة فيه بالمعرفة والتقدم فيه لمن امتلك ناصية العلم وأدرك أهمية العامل البشري في التنمية.. ان المتغيرات تفرض إعادة النظر في النظم والسياسات التعليمية ولابد من تدريب القائمين علي العملية التعليمية تدريباً دائماً ومستمراً وتطوير صفاتهم ومهاراتهم وسلوكهم والجدير بالذكر ان التنمية المهنية للمعلم وارتفاع كفاءته الثقافية والمهنية ترفع من مكانته الاجتماعية ويرتفع شأنه بارتفاع مؤهلاته ويزداد احترامه لنفسه وتقديره لها وبالتالي احترام الناس له فيطلبون مشورته ويستعينون به علي حل مشكلاتهم. كما انه يشعر بالأمن في الوظيفة والأمر الذي لا شك فيه ان رفع مستوي المعلمين يؤدي إلي تخفيض نفقات التعليم ويعمل علي زيادة انتاج التربية وتستهدف عملية التنمية المهنية للمعلم اضافة معرفة مهنية جديدة وتنمية المهارات المهنية لديه والتأكيد علي القيم المهنية الداعمة للسلوك بالإضافة إلي تمكين المعلم من تحقيق تربية فعالة لطلابه. ويمكن القول بأنه أصبح من الضروري إعادة النظر في فهم العملية التربوية وأهدافها المتجددة نظراً للتطورات الهائلة والتغيرات السريعة التي تطرأ علي طرائق وأساليب التعليم والتعلم ومن هنا تأتي أهمية التأهيل والتدريب التربوي الأكثر التصاقا بالنمو المهني للمعلمين لتطوير كفاءاتهم الأدائية التعليمية والإدارية وفي تطوير المناهج التربوية والمواد التعليمية وأساليب وطرق التدريس والتقويم والاختبارات. * كلمات: - ليس كل ما يتمني المرء يدركه - تجري الرياح بما لا تشتهي السفن - من تكبر علي الناس ذل