بعد ثاني أكبر خسارة في تاريخه الأفريقي وأداء مترنح وأخطاء بالجملة في التشكيل وخطة المباراة.. تأهل الزمالك لنهائي دوري أبطال أفريقيا بعد 14 عاماً كاملة من الغياب وعلي وجه التحديد منذ عام 2002 الذي حقق خلاله آخر ألقابه القارية. تلقي الزمالك خسارة ثقيلة 2/5 بفعل فاعل أمام الوداد البيضاوي المغربي ليفوز بفارق المواجهات المباشرة لفوزه 4/صفر في لقاء الذهاب. كانت أقسي خسارة للزمالك في تاريخه الأفريقي أمام أشانتي كوتوكو الغاني في كوماسي علم 1987. ولكن خسارة الأمس جاءت بأخطاء جماعية وفردية بداية من وضع التشكيل ومروراً بخطة المباراة والاستراتيجيات الدفاعية. وصعد للنهائي صن داونز الجنوب أفريقي لمواجهة الزمالك بعد فوزه علي زيسكو الزامبي 2/صفر في لقاء العودة في بريتوريا بعد أن كان قد خسر أمامه 1/2 في زامبيا في لقاء الذهاب. أول الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني كانت في وضع تشكيل البداية. حيث بدأ مؤمن سليمان بدون مبرر بإسلام جمال كظهير أيسر. وهو مركز لم يلعب فيه من قبل. علي عكس الظهير الأيمن الذي بدأ فيه أحمد توفيق لاعب الوسط. ولكنه لعب أكثر من مرة في هذا المكان. والخطأ الثاني كان في بدء المباراة بمصطفي فتحي الذي أصبح معروفاً حتي للجماهير أنه لا يتألق عندما يبدأ المباراة. وأن قدراته تظهر دائماً عندما يلعب في منتصف الشوط الثاني بعد أن يكون دفاع المنافس قد تعرض للإجهاد. وكان الأحري بالجهاز أن يبدأ بشيكابالا الذي تألق في المباريات الأخيرة وظهر بأفضل مستوي له منذ نحو 6 سنوات لأنه يستطيع أن يسحب الفريق بسرعته ومهارته في بداية المباراة لتخفيف الضغط علي الدفاع. وكان الأفضل أيضاً أن يبدأ برمزي خالد الذي أدي بشكل جيد في مركز الظهير الأيسر في مباراة الذهاب. ورغم أن أيمن حفني كان مهدداً بالإيقاف إذا حصل علي إنذار إلا أن لاعب بقيمته الفنية كان يجب أن يبدأ علي الأقل لشوط واحد يكون فيه العقل المفكر لخط الوسط علي أن يسحبه الجهاز في الشوط الثاني. العنصر الثاني للهزيمة المدوية كان الحالة التي يرثي لها التنظيم الدفاعي. ولا أقصد هنا رباعي خط الظهر توفيق وجبر ودويدار وجمال. وإنما التمركز الجيد في منطقة الجزاء. والرقابة علي نجوم الوداد وبخاصة ويليام جيبور. وفابريس أونداما. ومن أسباب الانهيار الدفاعي أيضاً سوء حالة ثلاثي الوسط إبراهيم صلاح وطارق حامد ومعروف يوسف في رقابة القادمين من الخلف في فريق الوداد. مما أدي إلي اختراقات لاعبي الوسط في الفريق المغربي بمنتهي السهولة حتي مشارف منطقة الجزاء. أما العنصر الثالث فهو عدم وجود اللاعب الذي يقوم بدور القائد في وسط الملعب. والذي يستطيع أن يقود الهجمات والتمريرات الطولية لاستغلال سرعة ستانلي وباسم مرسي. ولكن نظراً لعدم وجود القائد الذي يتمثل في حفني أو شيكابالا فإن الزمالك لم ينجح في الوصول لمرمي الوداد إلا قليلاً علماً بأنه في مثل هذه المباريات فإن الهجوم يكون كثيراً أفضل وسيلة للدفاع وإبعاد الخطورة عن مرمي الفريق. مثلما حدث في لقاء الذهاب الذي استغل فيه الزمالك الأجناب والعمق الهجومي أفضل استغلال. كانت أصعب لحظات المباراة بعد الدقيقة 64 التي سجل فيها الكونغولي فابريس أونداما الهدف الخامس. لأنه كان متبقياً 26 دقيقة كاملة علي المباراة. وكان هدف آخر للفريق المغربي كفيلاً بخروج الزمالك. إلا أن مؤمن سليمان قام بالتغييرات ولكن متأخراً. عندما دفع بأيمن حفني في الدقيقة 68 وعندئذ بدأت خطورة الزمالك تظهر وسجل هدفاً ثانياً عن طريق ستانلي كان كفيلاً بحسم المباراة. ويلتقي الزمالك في النهائي مع صن داونز الجنوب أفريقي يوم 14 أكتوبر في بريتوريا. ثم يعود ويلعب مباراة العودة في القاهرة يوم 21 أكتوبر. وهي المرة الخامسة التي يلعب فيها الزمالك النهائي في القاهرة بعد أعوام 93 عندما واجه كوتوكو في العودة في القاهرة و96 عندما تغلب علي شوتنج ستارز النيجيري. وكذلك 94 التي واجه فيها الترجي في القاهرة في لقاء العودة وفقد اللقب مقابل مرتين فاز خلالهما الزمالك باللقب عندما لعب مباراة العودة خارج ملعبه عام 1984 أمام شوتينج ستارز النيجيري. و1986 أمام أفريكا سبور الإيفواري.