بحسابات المنطق والواقع.. لا يمكن لأحد أن يتوقع أن تعود مصر إلي مكانتها الطبيعية والمستحقة بين دول العالم.. كما كانت عبر تاريخها الطويل.. وحضارتها الضاربة في عمق الزمن.. لكنها ها هي بعون اللَّه تعود.. فهي تضعُف أو تمرض.. لكن أبداً لا تموت. لم يكن خافياً ولا سراً ما عانته البلاد والعباد منذ 25 يناير ..2011 وما تعرضت له من مؤامرات تُحاك في شرق الأرض وغربها.. سراً وجهراً.. ليلاً ونهاراً.. من الداخل والخارج.. مؤامرات شيطانية كفيلة بتدمير نصف الكرة الأرضية.. ومحاولات لا تَفتُر ولا تهدأ.. لا تكل ولا تمل.. من أجل النيل من أرض مصر الكنانة. وبين الحين والآخر. تتجدد المؤامرات بأساليب مختلفة.. ووسائل متعددة.. لكنها أيضاً تفشل بعون اللَّه.. ثم بفضل جهود أبناء مصر المخلصين.. بداية من ثورة 30 يونيه التي صححت المسار.. وأعادت بلادنا لنا.. وتصدت لكل مَن وقف في وجه إرادة هذا الشعب. واستمرت الألاعيب وطرق التخريب وزعزعة الاستقرار.. ونشر الشائعات المغرضة.. علي طريقة الشياطين الذين يوحون إلي أوليائهم زُخرُف القول غروراً.. ويضيفون علي الحقيقة مائة أو ألف كذبة. كي يصدقهم الناس.. مازال شياطين الإنس هؤلاء يشككون في كل الإنجازات والمشروعات. وها هي الأحداث. تفصح عن نفسها لتظهر الحقائق جلية واضحة.. تؤكد ثبات مصر وقوتها. رغم أنوف المغرضين.. العالم شرقاً وغرباً يعترف بذلك.. بل يهرول إلي مصر اعترافاً بمكانتها. وتأتي مشاركة مصر في الدورة الواحدة والسبعين بالجمعية العامة للأمم المتحدة. شاهدة علي ذلك.. فزعماء العالم الكبار يتسابقون للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وكثيرون يراجعون مواقفهم ويعودون إلي الصواب.. ومصر لا ترُد يداً امتدت إليها بالسلام.. وهذا دائماً شأن الكبار. وبعيداً عن العواطف والانتماء.. وبعيداً عن الإنشاء والتعبير.. فإن القاهرة وبكل المقاييس. هي "نجم" هذا المحفل الدولي الكبير. وهذا ترجمة واقعية وفعلية لجهود الرئيس السيسي. وجولاته الخارجية.. فعادت مصر للعرب والعالم.. وعاد العرب والعالم إلي مصر.. والأمل معقود علي غدي أفضل بإذن اللَّه. ومع ذلك. لا ننكر أن لدينا الكثير من المشكلات.. لكنها لن تكون حَجَر عَثْرَة أمام المسيرة.. ولن نقف أمامها مكتوفي الأيدي.