"أم صوير" تودع الشهيد "سويلم"

والدته: ربنا ينتقم من الجناة .. والده: احتسبته شهيداً عند الله

في موكب جنائزي شعبي مهيب ودعت قرية "أم صوير" بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية شهيدها المجند أحمد محمد سالم سويلم بركات 21 عاماً والذي لفظ أنفاسه متأثراً بإصابته برصاصات غادرة في الهجوم الإرهابي علي كمين العجيزي بمدينة السادات بالمنوفية.
شارك في تشييع جثمان الفقيد الذي وصل لقريته ملفوفاً بعلم مصر آلاف من أبناء قريته والقري المجاورة يتقدمهم اللواء يحيي برجل رئيس مركز ومدينة الحسينية نائباً عن المحافظ اللواء خالد سعيد وأسرة الفقيد وزملائه.. وردد المشيعون الهتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهاب عدو الله ونام يا شهيد وارتاح وإحنا هنكمل الكفاح" وطالبوا بسرعة ضبط الجناة والثأر منهم وإعدامهم في ميادين عامة ليكونوا عبرة لغيرهم.
وقد اتشحت القرية بالسواد وتوافد الآلاف من المواطنين لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد وتخفيف أحزانهم.
وأصيب والد الشهيد محمد سالم سويلم بركات 56 عاماً إمام وخطيب بإدارة الأوقاف بمركز الحسينية بذهول فور علمه بنبأ استشهاد ابنه وأخذ يردد الآيات القرآنية ويقول "إنا لله وإنا إليه راجعون لقد احتسبته عند الله شهيداً" ثم ينخرط في البكاء ويقول إن ابني حاصل علي دبلوم الثانوي الزراعي عام 2014 ثم تقدم لتأدية واجبه الوطني في أول أكتوبر من العام الماضي وكان سعيداً وشجاعاً ولم يكن يخشي شيئاً غير الله ويقول إن الشهيد هو ابني الأكبر وله شقيقان محمود حاصل علي الثانوية العامة بنسبة 95% وإسراء الحاصلة علي المركز الأول في دبلوم الثانوي الزراعي وأنه في آخر مكالمة يوم 18 أغسطس الحالي اطمئن علي الأسرة وأطال في مكالمته علي غير العادة وكأنها كانت مكالمة الوداع.
أما والدة الشهيد "هبة السيد أبوهاشم 45 عاماً" ربة منزل فقد أصيبت بانهيار عصبي فور علمها بنبأ استشهاد نجلها أول فرحتها واخذت تردد العبارات التي ابكت الحضور وانخطرت في البكاء قائلة لقد قصموا ظهري واغتالوا زهرة شبابه دون ذنب اقترفه حسبي الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم منهم ويحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم كما حرقوا قلبي علي فلذة كبدي.. وتقول إن هؤلاء القتلة ليس لهم دين ولا ملة والله لو كفرة ما يعملوا كده في خير أجناد الأرض وطالبت بالثأر والقصاص لنجلها لتهدأ النيران المشتعلة في صدرها.
أما أشقاء الشهيد فقد أكدوا بأنه كان طيب القلب والبسمة لم تكن تفارق وجهه وكان حريصاً علي أداء الصلوات في مواعيدها وكان باراً بأسرته ولم يخش شيئاً غير الله وكان دائماً يقول لنا "الاعمار بيد الله".