"الجمهورية" في ضريح العالم الكبير

زويل اشتري مقبرته في أكتوبر قبل 6 أشهر وسط آلام المرض

كتب : أسامة عبدالمنعم وإيمان سيد
قبل عدة أشهر كانت الآلام كبيرة.. حاصر المرض اللعين العالم الجليل أحمد زويل.. كان يشعر أنه علي عتبات الانطلاق إلي العالم الآخر.. فتحامل علي نفسه وكتب وصيته الاخيرة بأن يواري جثمانه في مصر.. وطنه وذكرياته وأحلامه.. وسريعاً ما أجري الاتصالات من الولايات المتحدة الأمريكية. ليشتري مقبرة في مدينة 6 أكتوبر بالقرب من مدينته العلمية كأنه أراد أن يبرق لتلاميذه وأحبته أنه سيكون قريباً منهم حتي وإن رحل الجسد.
توجهت "الجمهورية" إلي مدفن كبير علماء العرب الذي يبعد عدة كيلو مترات من مدينة العلوم والتكنولوجيا المدينة العلمية التي أوصي الفقيد الراحل بالمرور عليها قبل تشيعه إلي مثواه الاخير والتي حلم بها طوال حياته مشدداً علي ضرورة الاهتمام بها بعد وفاته.
ويقع المدفن في مدينة السادس من أكتوبر علي طريق الواحات والمقبرة اشتراها منذ 6 أشهر فقط بعد صراع طويل مع المرض حيث أصيب بمرض السرطان في النخاع الشوكي.
وتتميز مقبرة زويل بمدخلين بأبواب من الحديد المطعم بالزجاج حيث تختلف في الشكل عن المقابر المجاورة.
والمدفن من الخارج مزين بالرخام وجدارية عند المدخل باسم "ضريح العالم الجليل أحمد زويل" عند الدخول من الباب الرئيسي في الأمام تجد شاهدا مكتوبا عليه آيات قرآنية.
"لمن الملك اليوم لله الواحد القهار"
"ادخلوها بسلام آمنين" وعند الانحراف يساراً نجد سلماً للنزول للمقبرة تحت الارض وتوجد بها غرفتان مساحة 12 مترا مربعا الأولي مخصصة للرجال والآخري للنساء.
كما توجد في الأمام غرفة صغيرة ستخدم فيما بعد لوضع رفات الجثامين من موتي عائلته.
ويسير العمل علي قدم وساق لتمهيد الطريق المؤدي للمقبرة وكذلك رفع التراكمات والمخلفات الموجودة في الطريق حيث خصص جهاز مدينة 6 أكتوبر 70 عاملا لهذه الاعمال.
والدكتور أحمد زويل من مواليد 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور والتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصل علي بكالوريوس بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وعمل معيداً بالكلية وقد حصل علي الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا وابتكر ميكروسكوبا رباعي الابعاد يعتمد علي تصوير الخلايا بأشعة الليزر في نطاق زمني يقدر بالفيمتو ثانية.
وقد حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء لابحاثه في مجال الكيمياء وورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية حيث ورد اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره من أهم علماء الليزر بالولايات المتحدة.
كما نشر زويل ما يزيد عن 350 بحثاً علمياً مختلفاً بالإضافة للعديد من المؤلفات العلمية منها عصر العلم وحوار الحضارات وعلم الاحياء الفيزيائي.
وقد أقام مدينة زويل العلمية والتي كان يهدف من انشائها تعليم الاجيال القادمة العلوم والتكنولوجيا وفقاً للمعايير العالمية والتي قد تم بنائها في مدينة 6 أكتوبر علي مساحة 270 فدانا وتتمتع بالاستقلال التام في تمويلها.