أكد جودين أصفارو رئيس الوفد الاثيوبي في اللجنة الثلاثية لمفاوضات سد النهضة ان الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا اتفقوا علي عقد اجتماع وزاري بالعاصمة السودانية الخرطوم خلال أيام للتوقيع مع المكتب الاستشاري الفرنسي لسد النهضة لاستكمال تنفيذ الدراسات المطلوبة خلال 11 شهراً وكذلك مع المكتب القانوني الانجليزي "كوربت". مشيراً إلي وجود توافق بين الدول الثلاث علي ان التعاون خيار استراتيجي ووحيد للخروج من أي خلاف. أوضح المسئول الاثيوبي ان بلاده تتحدث بصراحة كاملة وتحترم تعهداتها ليس فقط مع دول النيل الشرقي وإنما مع جميع دول الحوض التي يجب أن نتشارك معها المنافع ورداً علي ان شرط الإخطار المسبق لبناء السدود الموجودة في الاتفاقيات التي وقعت عليها اثيوبيا مع مصر والسودان قال انه لا يمكن لدولة تبني سدا داخل حدودها أن تخطر دولة أخري لأن هذا حق أصيل من حقوق السيادة الوطنية. مضيفاً داخل أراضينا لا يمكننا أن نحصل علي إذن لبناء السد. ومن جانبه أوضح الدكتور سيف حمد وزير الموارد المائية والري الأسبق ورئيس الوفد السوداني بمفاوضات السد ان موقف بلاده من تأييد إقامة سد النهضة علي الحدود الاثيوبية السودانية جاء بعد قيام الخبراء الوطنيين بإجراء العديد من الدراسات واضعة في الاعتبار مختلف السيناريوهات وكذلك مراجعة دقيقة لمختلف الاحتمالات بهدف معرفة مدي تأثير السد علي بلاده بعد 25 عاما. قال حمد ان سد النهضة آمن تماماً والمفاوضات الحالية ليس له علاقة بتصميم السد والإنشاءات التي تنفذ علي عكس ما يروج له بعض الخبراء وأن الدول الثلاث متفقة علي ان التفاوض الجاري حول قواعد تشغيل السد علي مدار العام والعلاقات المختلفة بين هذه القواعد ومواسم الجفاف أو الأمطار المرتفعة علي الهضبة الاثيوبية بالإضافة إلي تحديد مراحل فترة الملء الأول لبحيرة السد بما يضمن عدم تأثر الوارد السنوي لمصر والسودان. قال ان الدول الثلاث تحترم تعهدها بتدفق المعلومات والبيانات للاستشاري الفرنسي المعني بتنفيذ دراسات السد حتي إنهاء الدراسات والخروج بالتوصيات. لافتاً إلي أنه لن تأخذ توصيات الاستشاري وتنفذ مباشرة وإنما سيتم عرضها ومراجعتها بين الدول الثلاث وصولاً إلي التوافق علي المطلوب تنفيذه. كما تطرق السفير إلي العلاقات الدبلوماسية المصرية الاثيوبية المؤسسة منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما شهدته من خطوات إيجابية علي مر السنتين الماضيتين بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلا ماريام ديسالين واللذين التقيا للمرة الأولي في مالابو علي هامش القمة الافريقية في عام 2014. الأمر الذي تكلل بإرساء حقبة جديدة من التعاون والصداقة بين البلدين. أشار إلي أن إعلان مالابو وتوقيع مصر واثيوبيا والسودان علي إعلان المبادئ في الخرطوم في مارس 2015 مهد الطريق أمام بداية جديدة من التعاون بحيث لم يعد نهر النيل مصدراً للنزاع بل دافعاً لإعلاء مصالح مواطنينا نحو آفاق جديدة.