من تليفون العمدة الذي لم يكن موجوداً إلا في بيت الأكابر حيث كان يشكل جزءاً من مسئولياتهم عن شئون القرية مثل "العمدة. شيخ البلد. المسافر في بلد الخليج" إلي الهواتف "النقالة" التي اصبحت في يد كل من "هب ودب" ويتم استغلالها فيما يفيد وفيما يضر هذه الثورة في عالم الاتصالات أدت إلي إحداث حالة من الخمول الاجتماعي والتراخي الانساني في مجال صلة الارحام. ففي عهد تليفون "العمدة" كنا وكان آهالينا يتنقلون من مكان إلي مكان ومن بلد إلي بلد بل ومن محافظة إلي أخري لزيارة الأهل والأقارب رغم ان ذلك كان يجهدهم بدنيا وماديا ولكن الفرحة التي كانوا يشاهدونها علي وجوه أقاربهم كانت تنسيهم تعب الانتقال وخلافه. والأيام التي نعيشها حاليا تشهد حالة من الفتور بين الأهل والأقارب فتمر الأيام والشهور وتكاد السنوات وكل منهم لا يري الآخر إلا في المناسبات المختلفة كالأعياد وحالات الوفاة ألم يكن رمضان كافياً إلي ان نعود بأنفسنا الي الله ونتحاب ونتذكر ان لنا أقارب هنا وهناك واجب زيارتهم كما كان يحدث قبل عقود لأنه كان شيئاً شبه مقدساً. هذا الفتور في العلاقة بين الأهل والأقارب لم يكن وليد اللحظة بل هو منذ سنوات لأسباب كثيرة أحدها عدم التربية السليمة للنشء من الذكور والاناث نظراً لمشاغل الحياة الكثيرة والطاحونة التي يعمل فيها أولياء الأمور ليل نهار حتي يستطيع قضاء احتياجات الأسرة من مأكل ومشرب وملبس منذ عشر سنوات وان كانت تفشت هذه الظاهرة بعد 25 يناير 2011 .