عمر عبدالجواد قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009 بزيارة مسجد السلطان حسن أثناء زيارته مصر والتي استمرت أكثر من تسع ساعات كان نصيب مسجد السلطان حسن منهم 37 دقيقة ظل السؤال الذي يتردد في أذهان العالم والمصريين الذين لم يسبق لهم زيارة مسجد السلطان حسن. لماذا اختار أوباما هذا المسجد تحديدا ومصر صاحبة الألف مئذنة؟. والإجابة تكمن في وصف الورثيلاني الرحالة المغربي بأن مسجد السلطان حسن لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد من حيث فخامة البناء والمعمار الاسلامي الفريد الذي استطاع أن يخطف أبصار أوباما وتتوقف معه عقارب الساعة ليتجاوز ال30 دقيقة وهي المدة المقررة في برنامج الزيارة. علماء التاريخ والعمارة الإسلامية في الغرب أكدوا أن السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون. أراد تشييد مسجد ضخم معمارياً من مسجد والده السلطان قلاوون بشارع المعز لدين الله. فاختار أمهر المهندسين المعماريين والرسامين. ليكون هذا المسجد محط اعجاب وانبهار كل من وقف علي بابه. من مختلف دول العالم. من حيث استخدام الزخارف والنقوش والألوان. وتماسك البنيان. .استخدام طاقة المكان. واستمر في بنائه علي مدار ثلاث سنوات حيث بدأ البناء. اتفق المستشرق الفرنسي: جاستون فييت. مع الرحالة المغربي الورثيلاني أن مسجد السلطان حسن لا ثاني له في مصر. ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء. ووصفه المقريزي بأنه أكبر من إيوان كسري. وقال عنه جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب: إنه يزيد علي كنيسة "نوتردام" الباريسية حجما. مسجد السلطان حسن به غريبة من الغرائب لم يحل لغزها إلي اليوم حيث أن الحجارة الموجودة بأعلي الباب الموصل إلي رواق الحنفية فيها تشابك من الوجه ومن الأسفل وهو ما يستحيل عمليا. وحاول المؤرخ الغربي كريزول فك هذا اللغز درجة أنه كسر جزءا من الحجر للتأكد من أن هذا ليس من قبيل الألوان أو التركيب ولكنه لم يصل إلي شيء ومازال الكسر موجودا. قرر السلطان حسن لكل مذهب من المذاهب الأربعة شيخا ومائة طالب. في كل فرقة خمسة وعشرون متقدمون. وثلاثة معيدون. وحدد لكل منهم راتبا حسب وظيفته. وعين مدرسا لتفسير القرآن. وعين معه ثلاثين طالبا. عهد إلي بعضهم القيام بعمل الملاحظة. وعين مدرسا للحديث النبوي. وخصص له راتبا قدره 300 درهم.. ورتب له قارئا للحديث كما عين السلطان طبيبين: أحدهما باطني والآخر للعيون. يحضر كل منهما كل يوم بالمسجد لعلاج من يحتاج من الموظفين والطلبة. ظل اسم المهندس الفنان الذي أبدع هذا العمل مجهولا قرونا طويلة حتي كشف عنه الباحث: حسن عبدالوهاب. عبر الكتابة الجصية الموجودة في المدرسة الحنفية. وهو محمد بن بيليك المحسني. الطريف: أن الضريح الفخم الذي بناه السلطان حسن ليدفن به شأن كافة سلاطين المماليك لم يدفن به حيث قتله أحد أمراء المماليك ولم يعثر له علي جثة. ويذكر المقريزي أن الأمير ألقي بالجثة في النيل. جدل واسع حول الخطبة المكتوبة في الوسط الدعوي رئيس الوعظ بالأزهر: قرار متسرع يسلم الدعوة إلي المتطرفين ويسقط هيبة الإمام فتحي الصراوي في كل العهود كانت هذه المسألة تسبب قلقا وتفتح بابا خطيرا لابد من إغلاقه.. جميع وزراء الأوقاف تعرضوا لها إما سلبا أو إيجابا وطالبوا بضرورة انتقاء من يتصدي لها ووضعوا لها شروطا مهمة ثقافية وأخلاقية وأمنية. غير أن ما حدث هذه المرة فاق كل التوقعات.. فقد أمر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن تكون خطبة الجمعة مكتوبة وأن كل ما سيفعله الإمام هو مجدد قراءتها علي الناس من علي المنبر.. وهذه المهمة لا تحتاج في الأساس إلي إمام لأن أي شخص يجيد القراءة يمكن أن يؤدبها. الحكاية بدأت بإصدار قرار سابق من الوزارة بتوحيد موضوعات الخطبة. كان للقرار أصداء واسعة إلا أن الوزارة تركت للائمة حرية الابداع في التناول بشرط الالتزام بالموضوع الموحد والذي حددته الوزارة. ورغم بعض السلبيات التي رآها كثير من الائمة لهذا القرار إلا أنه سهل علي العديد من الخطباء خاصة غير الأكفاء منهم مهمة اختيار موضوع الخطبة وتحديد عناصرها واختيار الألفاظ والمصطلحات والجمل المعبرة عنها. وبعد هذه الخطوة التمهيدية جاءت الخطوة الأخري والتي جعلت من خطباء الجمعة مجرد قراء من علي المنابر لورقة مكتوبة مهما كان تفوق الخطيب ومهما كانت درجته العلمية.. فالقرار الأخير لم يفرق بين الخطيب المبتديء أو الممتاز أو أستاذ الجامعة.. كما لم يفرق بين خطباء المساجد الكبري المشهورة والمعروفة وبين خطباء الزوايا والمساجد الصغيرة.. أي أن جماهير المصلين في مسجد مثل السيدة زينب مثلا يمكن أن يفاجأوا بالخطيب يقرأ عليهم خطبة الجمعة من ورقة مكتوبة وكأنها بيان أو نشرة أخبار.. فما هو تأثير مثل هذا التصرف علي جماهير المصلين؟ وهل هذا لصالح الدعوة والدولة أم ضدهما؟.. وهل سيلعب هذا القرار دوره في إحياء مهمة منابر الجمعة أم سيؤثر سلبا علي هذه المنابر؟.. وما مدي تأثير هذا القرار علي خطباء المساجد أنفسهم؟ عرضت هذه الأسئلة علي خبراء الوعظ والدعوة والارشاد وعلي بعض خطباء المنابر وكان هذا التحقيق حصيلة أرائهم. مجرد تلميذ الشيخ عبدالعزيز النجار رئيس قطاع الوعظ بالأزهر الشريف يؤكد أن القرار الأخير الخاص للخطبة المكتوبة وإلزام الخطباء بقراءتها علي المنابر قرار متسرع لا يراعي طبيعة المهمة التي يقوم بها الخطيب ولا يراعي مدي تأثيره علي الناس بل ولا يراعي كفاءة أو عدم كفاءة خطيب الجمعة.. والأدهي والأمر أنه أفقد خطيب الجمعة هيبته وتأثيره علي جماهير المصلين وأفسح المجال واسعا لتيارات أخري بأفكارها المنحرفة لتملأ الفراغ الذي تركه خطيب الجمعة بإرادة الدولة وقراراتها. أضاف إن قرار الوزير هو صك تسليم الدعوة إلي بعض المتطرفين بعدما أسقطت الدولة هيبة الخطيب وجعلته مجرد تلميذ يلقي علي الناس ما أعطته له الوزارة.. بل إنه في هذه الحالة سوف يفقد مصداقيته لدي الجماهير لأن ما سيحدث ليس له إلا معني واحد وهو أن خطبة الجمعة قد تحولت من وعظ وإرشاد إلي مجرد تعليمات ونصائح تلقيها الدولة علي آذان الناس وأن الخطيب سيتحول في نظر الجميع إلي محرد بوق لما تريد للسلطة والوزارة توصيله إلي الناس وليس عالم دين يقوم بتوصيل رسالة الله ورسوله إلي الناس.. فهل حسبت الدولة مدي التأثير الرهيب علي الاستقرار الديني والاجتماعي والسياسي عندما تسحب البساط من خطباء المساجد ليفقدوا تأثيرهم علي الناس.. وماذا سنفعل إذا واجهنا أي معضلة أو مشكلة أو حاول المتطرفون هدم استقرار البلد بترويج أفكار لا تتفق مع اعتدال الاسلام ووسطيته وهي المبادئ التي ننادي بها دائما ويتبناها الوعاظ وعلماء الأزهر؟ ماذا سنفعل وقد أصبح الجميع مقتنعا بأن منابر كل مساجد مصر قد أصبحت مجرد بوق دعاية لما تريده السلطة؟ هذه مشكلة خطيرة ناتجة عن قرار لم تتم دراسته دراسة كافية قبل إصداره. تعطيل للمهارات أضاف الشيخ عبدالعزيز النجار رئيس قطاع الوعظ بالأزهر الشريف إننا إذا كنا نقلد بعض الدول العربية فهذا لا يجوز مع بلد الأزهر الدي يصدر الائمة والخطباء لكل الدول وبعضها لم يتوافر لديها الدعاة الموجودون في مصر.. إن مصر تصدر العلماء والدعاة لكل دول العالم بما فيها البلد الذي نزل فيه الاسلام مهبط الوحي ومركز دعوة الاسلام إلي العالم كله. إن القرار كما يؤكد الشيخ النجار فيه إماتة الفكز وتوقف لإعمال العقل وتعطيل لمهارات الابداع الفكري عند العلماء والائمة خاصة الاكفاء منهم.. إضافة إلي ذلك فإنه لا يطابق الواقع الذي يحيط بالمسجد مما سيؤدي إلي انفصال بين الخطيب وجمهور المصلين. وتساءل الشيخ النجار لماذا يعينون دعاة متخصصين ما دامت الخطبة سيتم قراءتها فقط ويتحول الداعية من روح وجسد وفكر وإبداع إلي مجرد تسجيل بشري لا يسمح له بإعمال عقله ويمنعه من مجرد التفكير. ذكر أن هذا الأمر يدل علي فشل الوزارة في تحسين الاداء ورفع كفاءة الخطباء العلمية والتركيز علي الارتقاء السلوكي قبل الفكر وإنزال النصوص الشرعية علي واقع الأمة.. وقال إن القرار معناه فرض فكر عدد قليل من معدي هذه الخطبة علي جميع أنحاء الجمهورية ولم يبق إلا أن تطبع الوزارة الخطبة وتوزعها علي رواد المساجد ليتابعوا الخطيب مثل تلاميذ المدارس ثم تعقد لهم اختبارا شهريا وآخر في نهاية العام لتتأكد من أن المصلين حفظوها. تساءل الشيخ النجار هل الخطبة المكتوبة هي آخر ابتكارات الوزارة لتطوير الخطاب الديني؟.. أن القرار معناه وقوع شبابنا فريسة في أيدي مروجي الفتنة. الدكتور محمد الجبالي خطيب الجمعة بأحد مساجد كفر الشيخ وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر يقول إن هذا القرار يقول شيئا واحدا للمصلين إن خطيبكم رجل جاهل يقرأ ما تمليه عليه الوزارة وقال لو طبق القرار فلن أصعد المنبر بورقة مكتوبة وسأفضل عدم إلقاء الخطبة.. ذكر أن الموضوعات التي تختارها الوزارة للخطبة جيدة ولكن قراءتها من ورقة مكتوبة سيؤدي إلي فصل تام بين الخطيب والمصلين وعدم انفعال الخطيب بها وسيفقد هيبته وتأثيره علي الناس وسيحوله لمجرد بوق لما تمليه عليه الدولة. قال إن الخطبة تعالج واقع الناس والخطيب يعلمه أكثر من الوزارة لأن هذا الواقع يختلف من مكان إلي أخر. حكاية الألف جنيه أضاف ان وزارة الأوقاف ربطت الحصول علي علاوة الألف جنيه الأخيرة بالتزام الخطيب بموضوع الخطبة الذي تحدده الوزارة وهذا يكفي تماما لالتزام الخطيب أما أن تجبره علي قراءة خطبة الجمعة من ورقة فهذا معناه إماتة للإمام والدعوة وتهميش غير مقبول لمنابر الجمعة. تساءل الدكتور الجبالي لماذا تقوم الوزارة بدورات تدريبية لتأهيل الائمة مادامت ستحول الإمام إلي مجرد قاريء لورقة مكتوبة وكأنه يقرأ نشرة الأخبار. وذكر أن الوزارة بها خطباء أكفاء حافظون للقرآن والأحاديث أصحاب لغة فصيحة من الدفعات الأخيرة فلماذا تقتل مواهبهم ولصالح من القضاء علي الدعاة الموهوبين؟.. إن هذا لا يؤدي إلا إلي شئ واحد هو انعدام الثقة بإمام المسجد وفتح الباب لغلاة المتطرفين. الدكتور عبدالكريم صالح أستاذ التفسير بكلية علوم القرآن بجامعة الأزهر يقول إنه لابد أن يتفاعل الخطيب مع الجمهور ولا أعتقد أن قراءته للخطبة من ورقة مكتوبة ستؤدي إلي هذا التفاعل. وقال إن توحيد الخطبة يعالج موضوعا عاما ومهما في جميع مساجد مصر ويضع رؤية علمية موحدة ووسطية للمشاكل وهذا مهم بدلا من وقوع جماهير المصلين في تضارب الآراء ولكن يجب أن يتم هذا أيضا في جو من الثقة بين الخطيب والجماهير ولا أعتقد أن الورقة المكتوبة التي سيقرؤها الإمام علي المنبر يمكنها المحافظة علي هذه الثقة. اتفق مع الرأي السابق في أن الوزارة تختار موضوعات جيدة للخطبة وتحدد عناصرها بإتقان وتناقش الموضوع من كافة جوانبه وهي بهذا تؤدي خدمة جليلة للخطباء ولكن لابد من إطلاق إبداعاتهم في طرق الالقاء للتفرقة بين الخطيب الكفء والضعيف والقارئ والمتكاسل عن القراءة. الدكتور عبدالقادر المهدي خطيب مسجد الدمياطي بالجيزة واستاذ الحديث بجامعة الأزهر يقول إن الخطبة مقروءة أو مسموعة.. مش مشكلة! العلماء بعد توجيه الرئيس برفع مستوي الأئمة مطلوب دورات تدريبية .. لّل المستويات الوقوف علي المستجدات والفكر الداعشي وثقافة الملحدين للرد عليهم عبدالعزيز السيد صرح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالصحف منذ أيام بالعمل علي تأهيل الأئمة المستفيدين من أجل القضاء علي حالة الفرقة السائدة بين أفراد المجتمع المصري ومن أجل تحويل الكلام إلي سلوك بغية تعليم ا لمجتمع والرقي به. فضيلة الشيخ عزت ياسين إمام وخطيب مسجد الخازندار بالقاهرة يقول: إن الامام بحاجة مستمرة إلي التأهل في المستوي ا لدعوي أو الفكري ولابد من وضع النقاط علي الحروف فالإمام يحتاج إلي دورات تدريبية في معظم المجالات لمواكبة العصر وتطوراته. فالإمام يحتاج إلي دورات في الحاسوب "الكمبيوتر" مع إعطاء كل إمام كمبيوتر أو لاب توب. أو أيباد. كما أن الامام بحاجة إلي دورات في اللغات الأجنبية بجوار اللغة العربية بالاضافة إلي بعض الدورات في فن الإلقاء وكيفية مواجهة الجمهور وطريقة الحوار ودورات في تخريج الأحاديث النبوية وفي كيفية محاورة الاخر في القضايا العصرية المطروحة علي الساحة والتي تمثل عائقا أمام الشباب وتجعله فريسة أمام التطرف والتشدد الذي يضربه وبالأمة. أما فضيلة الشيخ علي عبدالفتاح الزير إمام وخطيب بإدارة جنوبالقاهرة فيقول: إن من أهم المشكلات التي تواجه معظم الأئمة بعد المسافة بين المسكن والمسجد فمعظم الأئمة مغتربين ويسافرون لمسافات طويلة نظرا لمنع نقل الأئمة إلي محافظاتهم فهذا يسبب عائقا أمام الأئمة في أداء رسالاتهم الدعوية. بالاضافة إلي عدم وجود سكن بالمساجد للأئمة المغتربين. كما أن الإمام بحاجة إلي تدريب علي التكنولوجيا العصرية لمواكبة تطورات العصر والوقوف علي كل جديد. ولاشك أننا جميعا نحتاج إلي التدريب والتأهيل كما نحتاج إلي مكتبات متخصصة حتي يتمكن الداعية من مواجهة التطرف والالحاد. الدكتور أحمد حسين أستاذ الثقافة الاسلامية ووكيل كلية الدعوة الاسلامية جامعة الأزهر يقول من المفروض وضع خطة لعملية تأهيل الأئمة والدعاة وأن يكون علي رأس هذه الخطة مجموعة من المتخصصين المهرة أصحاب الخبرات المتراكمة ونحن بحاجة لمثل هذه الدورات مع الندوات والمحاضرات لكل الأئمة وليس للمستنيرين فحسب تشمل دورات في العلوم الحديثة وفن الحوار والجدل ومناقشة مستجدات القضايا وكذلك اللقاء بالعلماء القدامي وأساتذة الجامعات في حوارات مفتوحة لمعرفة الموضوعات المستحدثة. وأضاف د.حسين أن هناك انفصال حقيقي بين ما يقال في المسجد وما يردد من الناس في الشارع فنحن بحاجة إلي تدريب الأئمة والدعوة علي مطابقة السلوك في المسجد بالسلوك في الشارع ويجب أن ندرب الامام ونثقفه كيف يعلم المواطن احترام إشارة المرور وكيفية عبور الشارع واحترام الصغير وتوقير الكبير وهذا ينطبق علي الامام في الأوقاف والواعظ في الأزهر.. فنحن بحاجة لجهد مجمع البحوث الاسلامية ولابد للاعلام من دور كبير في توجيه المجتمع نحو التطبيق العملي وليس بالكلام فحسب. وقال د.حسين إن الدورات التدريبية يجب أن تستمر طوال العام في وزارة الأوقاف وعلي أن تشمل هذه الدورات كل الأئمة وليس فريقا دون آخر حتي يكون لدينا إمام فاهم لما يدور في المجتمع ويستطيع أن يواجه سلبيات المجتمع وأن تشمل هذه الدورات مقررات علمية في اللغة العربية والفقه والحديث والتفسير وأن يتدرب الداعية علي مواجهة القضايا العصرية مثل قضية الإلحاد التطرفي وتعليم فنون الخطابة وعلي الوزارة أن تعين خريج كلية الدعوة وأصول الدين قسم دعوة لاجادتهم فنون الخطابة. أما الدكتور سعيد عرام عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق فيقول: الأئمة بحاجة إلي تأهيل مستمر لوقوفهم علي المستجدات العصرية ولمعرفة كيفية مواجهة هذه المستجدات. ودعا عرام إلي التركيز في الدورات والمحاضرات علي قواعد السلوك والأخلاق وأن يأخذ الامام نماذج في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم - والصحابة الأجلاء ومن السلف الصالح علي أن يكون الجانب الاخلاقي والسلوكي من الناحية النظرية والعملية إقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم - ويجب تدريب الامام علي فهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم - "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطي" هذا قول النبي الكريم لكن كان فعله صلي الله عليه وسلم - كان إذا مرَّ بيتيم مسح علي رأسه وهدهد عليه ويضحكه. وكان يقول صلي الله عليه وسلم -: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" وفي نفس الوقت كان صلي الله عليه وسلم إذا مرَّ بصغير قبله ومسح علي رأسه وكان يوقر الكبير فكان صلي الله عليه وسلم - يعلمنا تحويل الكلام إلي سلوك لأن الاسلام دين السلوك والقول والفعل فيجب ترجمة الكلام إلي سلوك وهذا ما نحن بحاجة إليه وتدريب الأئمة عليه حتي يتم تعديل سلوكيات الناس في الشارع والسوق والمصنع والمتجر والمنزل والمزرعة وفي كل مكان. والدعوة تحتاج إلي دورات تؤهل الأئمة علي اللغات الأجنبية حتي يكون لدينا فريق من الدعاه المؤهلين علي أعلي مستوي يتمكنوا من التواصل مع الاخر في حالة سفرهم إلي المراكز الاسلامية بالخارج أو التواصل مع الاخر من خلال الشبكة العنكبوتية الكمبيوتر أو علي الأقل الدخول علي الموقع ومعرفة المستجدات في العالم شرقا وغربا. كما يجب تزويد الأئمة بمكتبات علمية غير نمطية بالسيدهات والكتب التي تناقش القضايا العصرية منها ما يخص داعش والتطرف والالحاد والرد علي الاخر في موضوعات مثل الجهاد والجزية وما إلي غير ذلك من القضايا. وقال د.عرام إن تأهيل الأئمة يحتاج إلي خبرات لتقوم بالتدريب في كليات جامعة الأزهر مثل كليات الدعوة الاسلامية وأصول الدين واللغات والترجمة والحاسبات ولدي الوزارة مراكز للتدريب داخل كل محافظة بحيث لا تكبد الأئمة عناء السفر والمواصلات والمبيت والانفاق وترك مساجدهم ومنابرهم لأخرين غير أكفاء بهذه المنابر.. كما ينبغي علي الوزارة القيام بدورها نحو الأئمة من حيث الأداء والحضور والمتابعة لأن الامام إذا افتقد القدوة والاخلاص في العمل فقل علي الدنيا السلام وكأنك تحرث في البحر إذن فنحن بحاجة إلي القطبين العملي من أجل إرساء القدوة الحسنة مصدقا لقول ا لله تعالي "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثير" والقدوة في الامام مفقودة لدي البعض منهم حيث لا يؤدون الدروس إلا قليلا وبعضهم لا يذهب إلي مسجده إلا يوم الجمعة. وبعضهم لا يؤم الناس في الصلاة.. فالامام لابد أن يكون صادقا ولا يكون كذوبا وأن يتحلي بالحلم الاناة وأن تكون لديه القدرة علي الاصلاح بين الناس وتكون لديه أفكار تساعد المجتمع علي حل مشكلاته الثقافية والصحية والبيئية والتعليمية كما كان في مجتمعاتنا في الماضي البعيد.. حيث كان الامام الذي يؤم الناس ويصلي بهم كان يفعل ذلك دون مقابل ولكن علم الناس الصدق والأمانة والاخلاص وغير ذلك.