البحر الأحمر.. قبلة الباحثين عن الإستجمام والهدوء من جميع أنحاء العالم.. وبالفعل بدأت في استقبال روادها من المصيفين بعد انتهاء الامتحانات وشهر رمضان المبارك ولكن للاسف هذا السحر والجمال أصبح مقصورا علي شريحة دون غيرها.. فمياهه الصافية والمناظر الخلابة حلال علي الاثرياء من العرب والمصريين بالاضافة للسائحين الأجانب بكافة مستوياتهم.. وحرام علي الغلابة ومحدودي الدخل.. وما يثير الدهشة إنه في ظل حالة الانحسار السياحي الحركة السياحية بالمحافظة والركود في كافة الأنشطة السياحية والذي اضطر المنتجعات السياحية لحرق الأسعار وتخفيضها والتي تدنت كثيرا ولكن للسائحين الاجانب فقط بينما ظلت محلك سر وعلي ارتفاعها المعتاد علي المصريين بعكس منتجعات شرم الشيخ التي دعمت السياحة الداخلية حقا فنجد عروضا بتخفيضات شجعت النقابات والشركات والأفراد علي التوجه إليها. ولكن اصحاب المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر لم يعوا الدرس بعد ومستمرون في قصر التخفيضات علي الأفواج السياحية ومنعها علي المصريين ويبدو ان المصيف سيكون هذا الموسم هزيلا.. مع التصميم علي عدم التراجع عن الاسعار المرتفعة بدليل أنها في وسط اجازة عيد الفطر المبارك لم تتعد نسب الاشغال 40%. فالفنادق والقري السياحية الخمس نجوم تتراوح اسعار الليلة من 900 إلي 1500 جنيه والاربعة نجوم تبدأ من 650 جنيها والثلاثة نجوم ب 400 جنيه والفنادق الشعبية من 100 إلي 350 جنيها. أما المتنزهات والشواطئ العامة فحدث ولا حرج.. فهي قليلة جدا بعد أن احتكر الساحل اصحاب الفنادق والشواطئ الخاصة واصبح ساحل البحر الأحمر كتل خرسانية اختفي معها البحر والموجود من هذه الشواطئ العامة برسوم دخل ما بين 10 و 15 جنيها وتفتقد جميع المستلزمات الشاطئية. والشواطئ الخاصة وصلت رسم الدخول خمسون جنيها مع منع دخول اي مشروبات أو طعام مع الرواد. ووسط ذلك كان النادي الاجتماعي المتنفس الوحيد لأهالي المحافظة والرحلات القادمة من محافظات الصعيد ويستقبل ثلاثة آلاف مصيف يومياً ومزود 1500 كرسي و 200 مظلة واثنين من المنقذين مع توفير كميات من المياه بالاضافة لإقامة دورات رياضية للشباب خلال فصل الصيف خاصة بعدانشاء الملعب الخماسي. ويتبعه شاطئ "حماة الوطن" إلي أنشائه القوات المسلحة الصيف الماضي يقول هاني جورج.. أعمال حرة..من القاهرة إنه اثناء بحثه في الانترنت عن اسماء فنادق بالغردقة للتواصل معها والحجز لقضاء أجازته فوجئ بصفحات لشركات السياحة عن عروض مخفضة بالغردقة وبالاتصال بها وجدت إنه كذب ووهم واضطررت للاتصال بالفندق مباشرة وطبعا الاسعار نار.. لا تتناسب مع المصريين بشكل عام فهي مرتفعة جدا حتي علي القادرين فتم الحجز بأحد الفنادق الاربعة نجوم لتكون الخدمة معقولة لا مرتفعة حيث تتعدي الليلة الألف جنيه في الخمس نجوم.. ولا مستوي منخفض للمصريين لتشجيع السياحة الداخلية ويتعرف المصري علي بلده ويستمتع بها مثلما السائح الأجنبي. ويضيف سلامة عبده وأسرته.. من شاطئ عام 4 .. إن اصحاب الفنادق والقري السياحية استحوذوا علي الشواطئ وجعلوها حكرا لهم ولم يعد هناك مكان واحد بيصلح شاطئ عام بالاضافة للشواطئ الخاصة التي تقوم الوحدات المحلية بتأجيرها وصلت رسوم الدخول بها إلي 50 جنيها فلنتخيل إن أقل أسرة مكونة من أربعة أفراد إذن محتاج الأب لدفع 200 جنيه ونفس المبلغ تقريبا للانفاق علي المشروبات والطعام حيث إنه ممنوع دخول وجبات مع الرواد.. أي إنه حتي تقضي يوماً علي البحر لابد أن تنفق ما لا يقل عن 500 جنيه.. فأين محدودو الدخل من ذلك؟ خاصة أن الشواطئ العامة قليلة جدا وغير مجهزة بمستلزمات الشواطئ وتفتقد للخدمات مثل الكافيتريات والكراسي والشماسي ودورات المياه بالاضافة إلي أنها غير نظيفة ولم يتم تهذيب الشواطئ. وتضيف نجاة مصطفي.. ربة منزل.. إن غير القادرين نسوا كلمة مصيف في الغردقة مع قلة الشواطئ العامة وارتفاع الخاص وبالتأكيد ليس من مستوانا الفنادق والقري السياحية فالليلة بمرتب شهر لزوجي.. مشيرة إلي إنه حتي الشواطئ العامة الموجودة ليس بها خدمات كما تفتقد الأمان فليست مناسبة للأسر فكثيرا ما يثير الشباب مشكلات فنحن خارجون للاستمتاع بالبحر والقضاء علي الهموم مقتا وليس للوقوع في مشكلة مع شباب مستهتر خاصة إن الشواطئ العامة تخلو من الإدارة. وتضيف قائلة.. يعد المتنفس الوحيد حاليا لقضاء يوم الاجازة النادي الاجتماعي حيث رسم الدخول 10 جنيهات لغير الأعضاء وكذلك شاطئ حماة الوطن الذي يتبع القوات المسلحة فرسم الدخول ب 15 جنيهاً.. لذا نناشد المسئولين التوسع في إنشاء الشواطئ العامة. يقول محمد علاء نائب مديرأحد الفنادق إن فكرة السياحة الداخلية تحتاج للعمل في خطين متوازيين الأول تثقيف المصريين بمفهوم السياحة الداخلية كيفية التعامل بالفنادق والقري السياحية لإن للاسف أحيانا تصدر من البعض تصرفات غير مقبولة مع وجود تلفيات في المنشأة وذلك لا يشجع ببعض أصحاب الفنادق من جذب السياحة الداخلية لانه سيقوم باصلاح التلفيات بتكلفة تساوي ما دفعه في الليالي السياحية. ثانيا لابد من تدريب العمالة بالفنادق والقري السياحية علي كيفية التعامل مع المواقف التي تصدر من المصيفين وإفهامهم تعليمات الفندق بشكل لا يسبب مشكلات لانه احيانا نجد مشكلة كبيرة بين نزيل وعامل لمجرد عدم التزام المصيف بنظام الفندق والموضوع أساسا حفاظا علي حياته وصحته ولتحقيق الاستمتاع لجميع النزلاء وليس أفرادا فقط. شاطئ عام متكامل أكد اللواء أحمد عبدالله.. محافظ البحر الأحمر.. أنه بالفعل الشواطئ العامة خاصة في الغردقة قليلة بالمقارنة بطول الساحل والكثافة السكانية وعملية الجذب السياحي الذي يتزايد نحوها كل عام لذلك بدأنا بالفعل في عمل منظومة جديدة لمد الشواطئ العامة بخدمات تضاهي الشواطئ الخاصة وأنه يولي اهتماماً بتغيير الشواطئ العامة لتصبح كالشواطئ العالمية وتم عمل دراسة كاملة لعمل نقلة للشواطئ العامة بتزويدها بالخدمات اللازمة للمواطنين من نظافة الشواطئ وزيادة اعداد المظلات والكراسي ووحدات انقاذ واسعاف وغرف لتبديل الملابس ووحدة اتصالات وملاعب شاطئية وإدارة خاصة بالشاطئ لتلقي اي شكاوي أو اقتراحات. وأضاف المحافظ ان هناك تم عمل دراسة لانشاء عام بطول 5 كيلو مترات شمال منطقة الأحياء لخدمة أهالي المدينة ويقوم أحد المكاتب الاستشارية بعمل التصميم له وسنبدأ قريبا في المرحلة الأولي بإمتداد 2 كيلو متر وتكلفة 22 مليون جنيه واعدا المصيفين بشاطئ علي مستوي عال يليق بالبحر الأحمر.