ركاة الفطر تطهير للصائم من اللغو والرفث وهي واجبة.. لكن إذا لم يخرجها المسلم الذي يملك قوت يوم العيد وليلته يكون صومه غير مقبول حيث ورد في الأثر أن صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر. عرضنا هذا السؤال علي العلماء فأجابوا عنه بالاجابات التالية: يقول الدكتور عبداللطيف عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق أن زكاة الفطر واجبة علي كل مسلم وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. وإذا كان الحديث الشريف قد أضاف الصدقة إلي الفطر فإن هذه الاضافة تقتضي الاختصاص أي أن الصدقة تختص بالفطر. وإذا كانت هذه الصدقة من الأهمية بحيث كانت فرضاً أو واجباً وان سميت صدقة فليس بينها وبين الصوم تعارض أو تقارب فكلاهما واجب أوجبه الاسلام وخاطب به المكلفين. وقد روي حديث في أن صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر وهذان الحديثان لا يصحان فأحدهما قد رواه راو وصفه أهل الحديث بأنه لا يجوز الاحتجاج بحديثه. وأما الحديث الثاني فقد رواه راوي وصفه المحدثون بأنه مجهول وقد جاء الحديثان كلاهما ضمن ما يسمي بالأحاديث الضعيفه وبناءً علي ذلك فإن الصوم مقبول بإذن الله ما دام الصائم قد إلتزم بشروطه وضوابطه دون تعليق علي أداء فريضة أخري. وصدقه الفطر مطلوبه طلباً شرعياً بإعلان الفطر بعد صيام الشهر كله.. ومسألة تعليق إحداهما بالآخر من باب الربط وتوثيق العلاقة بين الواجبات الشرعية التي خوطب بها المكلفون بحيث لا ينوب واجب عن واجب ولا يعضد فرض فرضاً آخر فالمولي سبحانه وتعالي فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها". أضاف الشيخ محمد حمودة من علماء الأزهر أن الأعمال الصالحة إذا قبلها الله تعالي يضاعف ثوابها علي مر الأيام إلي يوم القيامة. وفي الأثر من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها منه ثم يربيها له كما يربي أحدكم بعيره أو فصيلة حتي تكون مثل الجبل وما يسري علي الصدقه يسري علي الصوم الصحيح المقبول إذا أخرجت زكاة الفطر. فإذا لم تخرج زكاة الفطر توقف قبول الصوم لكنه لا يرد لصحته فيحرم تارك زكاة الفطر من المضاعفة لثواب الصوم لكن يحصل علي أصل الثواب من غير تضعيف يوم القيامة. أما كون أن الصيم معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر فهو قول يرغب في الزكاة. أوضح الدكتور فتحي عثمان الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر أنه لم يرد في كتب السنة الصحيحة هذا الأثر ولم يذكر العلماء أن بعض العبادات معلق قبولها علي عبادة أخري وبالنسبة لقبول العبادة أو عدم قبولها فالأمر مفوض فيها إلي الله تعالي وهذا يرجع بالدرجة الأولي إلي الاخلاص لقوله تعالي: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" فالإخلاص سر بين العبد وبين ربه. أشار إلي أن ارتباطات العبادات بعضها ببعض وعدم قبول عبادة إلا بأداء أخري لم يقل بذلك أحد من العلماء. نعم قد ينقص الثواب لكن براءة الذمة من العبادة قد حصلت حتي ولو لم يؤد الأخري.