لا شك أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" علي المستطيع عنه وعمن يعول من زوج وولد. حيث يقول الحق سبحانه مخاطباً نبينا "صلي الله عليه وسلم": "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شائنك هو الأبتر" "الكوثر 1-3". ويقول نبينا "صلي الله عليه وسلم" ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم "عليه السلام" "رواه ابن ماجه". ويقول "صلي الله عليه وسلم": "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلي الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا" "سنن الترمذي". ولا شك أن الأضحية مأخوذة من التضحية بالمال. وهي مما يدخل البهجة والسرور علي الفقراء والمساكين وعلي المضحي وأهل بيته. وفي هذا يقول نبينا "صلي الله عليه وسلم" "أحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم. أو تكشف عنه كربة. أو تقضي عنه دينا. أو تطرد عنه جوعاً" "رواه الطبراني". ويقول "صلي الله عليه وسلم": "من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة" "متفق عليه". ولما دخل سيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" علي السيدة عائشة "رضي الله عنها" سألها عن الأضحية قائلاً: "ماذا بقي من الشاة يا عائشة؟ فقالت "رضي الله عنها": ما بقي إلا الكتف يا رسول الله. فقال "صلي الله عليه وسلم": "بقي كلها إلا الكتف يا عائشة". ويقول الحق سبحانه: "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" "النحل: 96". ويقول سبحانه: "ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" "محمد: 38". ولما كان نحر الهدي في الحج في وقت واحد وفي مكان واحد مما يصعب الاستفادة به علي الوجه الأكمل كان التفكير في فكرة صك الهدي أيا كان نوع هذا الهدي واجبا أو تطوعا حتي يتم الاستفادة به علي الوجه الأمثل والأفضل وصار هذا الصك أشبه ما يكون بالمسلمات بإقرار جمهور العلماء لما له من عظيم النفع علي فقراء المسلمين في مختلف دول العالم. ونظراً لصعوبة وصول كل مضح بنفسه إلي الفقراء وقيامه بتوزيع الأضحية بنفسه علي المناطق والأفراد الأكثر احتياجاً. ونظراً لاحتراف بعض الناس عملية التسول. مما يجعل بعضهم قادراً علي جمع عشرات الكيلوات وما يزيد علي حاجته. بل ربما عما يعادل أضحية كاملة من المعز أو الضأن. وعدم وصول حق المتعففين من الفقراء والمحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافاً. كانت فكرتنا لصك الأضحية. بحيث تقوم وزارة الأوقاف بفتح حساب خاص لهذه الصكوك. كما ستقوم بتوفير هذه الصكوك ببعض البنوك ومديريات الأوقاف والمساجد الكبري وبعض الأماكن التي تعلن الوزارة عنها علي موقعها الرسمي. هذا وقد تم التنسيق مع معالي وزير التموين الدكتور/ خالد حنفي لتجهيز العدد الكافي من الأضاحي. بحيث تورد وزارة الأوقاف المبالغ المجمعة لحساب وزارة التموين التي اشترت بالفعل الأضاحي الكافية من البقر. بحيث تقوم بذبحها في الوقت الشرعي للذبح وتبريدها ونقلها إلي القري والمناطق الأكثر احتياجاً. وتوزيعها من خلال بطاقات التموين علي الأسر الأكثر فقرا واحيتاجا. وبخاصة في القري والنجوع والمناطق الأشد عوزا. ويكون التوزيع بواقع كيلو لكل أسرة تتكون من ثلاثة أفراد فأقل. وكيلوين لكل أسرة تتكون من أربعة أفراد فأكثر. ولا شك أن هذا الصك يعظم من نفع الأضحية. وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها علي الوجه الأمثل. مما يجعلها تصل عبر المنظومة المقترحة إلي مستحقيها الحقيقيين. وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد. كما أنه يحقق إيصال الخير إلي مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها.