رحب السياسيون والإعلاميون والخبراء الاستراتيجيون بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإحياء عملية السلام من جديد بعد أن شعر الفلسطينيون بالاضطهاد والإحباط وخيبة الأمل عقب وقوف المجتمع الدولي موقف المشاهد وبطء عمل المبادرات الغربية والفرنسية والأمريكية واللجان الرباعية دون التوصل لصيغة جيدة بين الدول العربية وإسرائيل تضمن السلامة لجميع الاطراف خاصة القضية الفلسطينية. يقول الدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة والرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أن مصر تولت مهمة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين منذ حرب 48 وحتي اليوم وعلي الرغم مما قامت به بعض القوي الفلسطينية من أعمال تمس الأمن القومي لمصر إلا أنها ظلت حريصة علي حقوق الفلسطينيين وإرساء مبادئ القانون الدولي في إنشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية وظلت مدافعة عن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس ويوضح الإعلامي حمدي الكنيسي أن أي مبادرة لابد أن تكون معتمدة علي عدة عناصر أهمها أن تسارع الفصائل الفلسطينية إلي إغلاق ملف الانشقاق كما نراه بين فتح وحماس ولعل القاصي والداني يعرف أنها تعرقل كل محاولات المصالحة حتي الآن.. مؤكداً أن مصر تستعيد الآن دورها المحوري خاصة مع ما تلقاه من احترام وتقدير من مختلف دول العالم واعتراف بأهمية دورها في الشرق الأوسط خاصة بعد أن سارت عضواً غير دائم في مجلس الأمن. ويري اللواء سامح أبوهشيمة الخبير العسكري وأستاذ الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية أن ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم يؤكد وجود رغبة أكيدة لدي مصر لدعم القضية الفلسطينية في التوقيت السليم في ظل الغطرسة الإسرائيلية في التعامل مع الأزمة الفلسطينية واستثمار رئيس الوزراء الإسرائيلي للأوضاع الحالية في العديد من الدول العربية والتي تصب في مصلحة إسرائيل من تفكك لدول كبري وصراعات في دول أخري بما لا يخدم القضية الفلسطينية من جميع النواحي ويتفق معه اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي مشيراً إلي أن مصر لا تسعي إلي دور في حل القضية الفلسطينية لأن دورها تاريخي ومعروف للقاصي والداني السنوات الطويلة التي عاشتها القاهرة تحتضن جميع الاطراف للوصول إلي حل سلمي يرضي الجميع ولكنها تدعوا كافة الاطراف إلي ضرورة اللجوء للحل السلمي لذا أطلق السيسي الدعوة لكافة الأطراف للبدء في حوار جاد علي أن يحسم كل طرف أمره في تقبل الحلول السلمية والتوحد عليها سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين وهذه الدعوة تهدف إلي حتمية حل المشاكل الداخلية لكل الاطراف قبل البدء في الجلوس علي طاولة الحوار ويبدو أن هناك أمراً ما يدار في الكواليس من شأنه الاعداد لحل هذه الأزمة التي تجعل من الشرق الأوسط دائماً منطقة ساخنة مؤكداً علي ضرورة أن يتم العمل والتحضير من الآن وبشكل غير معلن لتهيئة الأوضاع بين الطرفين لتقبل الحلول التي من شأنها إحداث تغيير كبير في الشرق الأوسط. بينما يري اللواء فؤاد علام الخبير الأمني والاستراتيجي أن هناك معلومات أكيدة لدي الرئيس ليست موجودة لدينا ولكن هناك قاعدة أو مقولة قديمة تقول "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" وعليه فإنه علي جامعة الدول العربية الوصول لحل عسكري لإنهاء هذا الصراع الذي أرهق المنطقة بأثرها لسنوات طويلة في ظل غطرسة إسرائيل والاستقواء بأمريكا ورفض لكافة الحلول والاطروحات السلمية التي تم الاعلان عنها ولذلك فأنا أري أنه إذا ما تم الإعلان عن جيش عربي مشترك لتحرير فلسطين خلال مدة معينة فأنا أضمن انتهاء هذه القضية "سلمياً" دون تدخل عسكري وقبول الطرف الإسرائيلي لكل الحلول.