وقفت بك في المقالين السابقين عندما فوجئنا برجال الأمن السعودي يوقفون الدخول إلي الحرم المكي بعد صلاة المغرب.. لأنه كان ممتلئاً عن آخره بالمصلين والمعتمرين.. وقالوا لنا انتظروا حتي يخرج مَن بالداخل.. حتي لا يؤدي الزحام إلي تكدس يتسبب في حوادث أليمة. .. وظللنا نمر علي كل الأبواب حتي وجدنا باباً يسمح بالدخول. ولكن للصعود إلي الجسر العلوي.. وبدأت الخطوات التالية التي لا تُمحَي من الذاكرة. أولاً: الطواف كان علينا أن ندخل بالقدم اليمني ونحن نقول: باسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله.. يارب افتح لي أبواب رحمتك. ووفقنا وارحمنا وقنا عذاب النار.. وشرعنا في الطواف بعد "الاضطباع" أي الكشف عن الكتف الأيمن للرجال.. الطواف سبعة أشواط. والبداية بالحجر الأسود. الذي منعنا الزحام الشديد من الوصول إليه.. واكتفينا بالإشارة إليه قائلين: اللَّه أكبر.. ثم بدأنا الأدعية وقراءة القرآن. دعونا اللَّه لنا ولأسرنا. ولأحبتنا. وكل المسلمين.. ومن السُنَّة أن يقول المعتمر أثناء الطواف بين الركن اليماني. والحجر الأسود: ربنا آتنا في الدنيا حسنة. وفي الآخرة حسنة. وقنا عذاب النار.. ومن السُنَّة أيضاً الإسراع في المشي. مع تقارب الخطي في الأشواط الثلاثة الأولي. بعد انتهاء الطواف.. تتم تغطية الكتف الأيمن.. ثم صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام فإن لم يتيسر. فيمكن الصلاة في أي مكان من المسجد الحرام.. ومن السُنَّة أن يقرأ المعتمر في الركعة الأولي بعد الفاتحة سورة الكافرون.. ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص.. وإن قرأ غيرهما فلا بأس في ذلك. ثانياً: الصفا والمروة خرجنا إلي الصفا والمروة للسعي سبعة أشواط.. بعد أن شربنا ماء زمزم. ونحن نلهج بالدعاء للَّه سبحانه وتعالي أن يمنحنا الصحة والستر. وأن يوفق أبناءنا وإخوتنا وبلادنا إلي ما فيه الخير.. بدأنا من الصفا بما بدأ به اللَّه عز وجل قائلاً: "إن الصفا والمروة من شعائر اللَّه".. وقفنا مستقبلين الكعبة. نحمد الله تعالي. ونكبره ثلاثاً. وندعوه رافعين أيدينا قائلين: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد. وهو علي كل شيء قدير.. لا إله إلا اللَّه وحده.. صدق وعده. ونصر عبده. وهزم الأحزاب وحده.. كررنا هذا الذكر ثلاثاً. ثم دعونا بما يفتح اللَّه علينا به من أدعية.. ثم نزلنا من الصفا متجهين إلي المروة. ونحن ندعو لأنفسنا ولأهلنا وللمسلمين.. وعند العلم الأخضر يركض الرجال دون النساء حتي العلم الثاني. فنمشي كالمعتاد إلي أن نصل إلي المروة.. حيث نستقبل الكعبة. ونقول ما قلناه من الذكر. عند صعود الصفا دون قراءة الآية.. وندعو اللَّه بما يفتح به علينا. ونمشي حتي العلم الأخضر. فنركض حتي العلم الثاني.. ثم نكمل المشي كالمعتاد. حتي نصل إلي الصفا.. وهكذا نستكمل الأشواط السبعة. فيكون السعي من الصفا إلي المروة شوطاً. والرجوع من المروة إلي الصفا شوطاً آخر.. ولا حرج هنا إن كان الساعي مرهقاً. أو حالته الصحية لا تحتمل أن يسعي راكباً العربة الصغيرة.. أو يستخدم الكرسي. ثالثاً: شكراً للَّه عز وجل بعد إتمام السعي صلينا ركعتين شكراً للَّه عز وجل. الذي مكننا من أداء العمرة. داعين أن يتقبلها خالصة له سبحانه وتعالي.. ثم بعد ذلك يحلق المعتمر شعر رأسه. وبذلك تنتهي أعمال العمرة. ويحل كل شيء حُرِّمَ عليه بالإحرام. .. هل تنتظرني إلي الأسبوع المقبل لأروي ما حدث في المدينة المنورة؟!!