ولا عمري "هقدر" استغني عن وطني واستحالة أن أتنازل عنه وأعجز عن وصف ارتباطي به فمن لا وطن له لا أصل له ومن يفرط فيه فقد هلك ومن يحاول العبث به ماتت هويته ولذلك فسأظل أدافع عنه طالما حييت. وإذا كنت قد عبرت عن معني الوطن وعشقي له عما يجيش ويعيش بداخلي من ارتباط متأجج بيني وبينه في السطور السابقة اعتقد أنه لابد أن نتذكر معا معني الوطن في اللغة فهو مكان اقامة الإنسان ومقره وإليه انتماؤه ولذلك وجب علي كل فرد الانتماء لوطنه دفاعا عن وجوده. وكلمة انتماء انما جاء معناها من الزيادة والكثرة والنمو وأصلها في اللغة الانتساب فانتماؤك انك ابن فلان به فخر ولذلك فان انتماءنا لمصر كله عزة ومجد ولزم التضحية من أجله. فالأصل في مفهوم الانتماء الوطني وراثي يرتبط بالأرض التي ولد فيها الإنسان ولابد من انمائه عبر المؤسسات المجتمعية كالاسرة والإعلام والمسجد والكنيسة والمدرسة فضروريا أن تعود مادة التربية الوطنية إلي مدارسنا بالاضافة إلي تزويد المناهج بتاريخ مصر الوطني الملئ بالتضحيات الكبري التي لو علم المرء أو قرأ منها ثمة جزئيات لعاد كل من غاب رشده وزادت معه وتيرة الانتماء الوطني وضحي بكل ما يملك كي تبقي مصر. إن إعلاء قيمة وجود "الأناشيد الوطنية" في طابور الصباح بالمدارس أمراً وجوبيا واعادة تثقيف مدرس التربية الرياضية بفنون التربية العسكرية واستخدام تدريباتها بين الطلاب ايضا ضروري واجراء المسابقات والعروض التدريبية بين طلاب المدارس وتفاعل الاعلام مع تلك المناسبات سيخلق أجيالا يزداد بها يوما عن يوم الشعور بالولاء والانتماء للوطن ودراسة مادة التربية العسكرية بالتعليم الثانوي والجامعي يعد أمرا مفروغاپمنه. إن مشاركة النشء الصغير في بناء وطنه تجعله يشعر بقيمته في مجتمعه وينمي لديه مفهوم الفناء في حب الوطن وهذا ماتتبناه القيادة السياسية حيث تقوم باستدعائهم للمشاركة في مناسبات عديدة عند استقبال ضيوف مصر فضلا عن مشاركتهم في افتتاحيات المشروعات القومية فقد يفوت علي البعض منا معني مشاهد مشاركة الاطفال في المناسبات فهو حقيقة يحمل معاني كبيرة وطنية أصلها تعزيز مضمونپالانتماء ورفع قيمة الاعتزاز والفخر بالانتساب إلي الوطن ولمؤسساته المدنية والأمنية. إن مدلولات الانتماء الشامل تجده يزيد ترسيخا في مستويات التعليم بالكليات العسكرية حيث تعد طاعة المدرس والتفاعل معه وابراز ثقافة أدب الحوار والخلاف وجعل مصلحة الوطن بارزة أمام جميع الطلاب من أجله وليس من أجل تحقيق تفوق شخصي أمام الآخرين. ولعل مشاركة الشباب في بناء شئون مجتمعهم والتزامهم بالسلوك الجيد والاهتمام بالآخرين تعد أحد مفاهيم الانتماء الوطني وقد عملت الدولة علي ذلك حيث نزلت بسن مشاركة الشباب في مجلس النواب وأسفرذلك عن تواجدهم بنسبة مرتفعة في المجلس وهو مؤشر ايجابي لإعلاء مصلحة الوطن . ومن أرفع مفاهيم الانتماء الوطني احترام الوطن وأنظمته والمحافظة علي ثرواته وتقديسه لتعم رياح التقدم والرقي ومن يرتضي بغير ذلك فليرحل ليعرف الفرق بين نعيم السكينة والتشجير بين أحضان طبيعة الوطن والتهجير وعذابه وقهره وذله.