حصل الناقد الشاب محمد عاطف علي فرصة ثانية لإدارة مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة. المهرجان الوحيد الذي ينظمه المركز القومي للسينما . الفرصة الأولي جاءته من مؤسسة نون للثقافة والفنون محمد كامل القليوبي ومجموعته ليكون المدير الفني لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية ولكن مع تحويله إلي مهرجان للسينما العربية والأوربية . تلك الدورة التي شابها قدر من سوء التنظيم. ومع الفرصة الثانية في الاسماعيلية تحسن الموقف كثيرا مع محمد عاطف . إذ خرجت الدورة بشكل منظم وحفلت بأفلام هامة وجيدة وشهدت نظاما للعروض لا تشوبه شائبة اللهم إلا تداخل الفعاليات بشكل جعل الإلمام بكل ما يحويه المهرجان من عروض وندوات وفعاليات مصاحبة أمرا صعبا. كان لابد من التضحية مثلا بمجموعة أفلام لألحق ندوة أجدها من الأهمية بحيث لا يجب أن تفوتني. ولما كان مقام الإقامة مريحا ووسائل الانتقال حاضرة في الموعد تمكنت من الإلمام بجانب كبير من المهرجان الأمر الذي يسعي إليه كل مشارك وخاصة من السينمائيين الذين ارتبطوا بالمهرجان المتخصص الأكبر والأهم للسينما التسجيلية والقصيرة . ومنهم شيخ النقاد أحمد الحضري والمخرجين هاشم النحاس وعلي الغزولي والمخرجة فريال كامل . بالإضافة إلي المكرمين الرائعين سمير عوف ومحمود عبد السميع وسعيد شيمي. حرص المهرجان علي دعوتهم مع الشباب من صحفيين ونقاد وصناع أفلام. المهم أن الإدارة بقيادتيها نجحت في الحفاظ علي نسيج المهرجان الذي يمتزج فيه الكبار والشباب ويتفاعلون. يختلفون أو يتفقون حول الأفلام وندواتها المصاحبة. يحتل منصب مدير المهرجان المكانة الأهم في أغلب مهرجانات الدنيا . كما الحال مع المؤسسات السينمائية الهامة فنحن نعرف السيد كلاوس إدر السكرتير العام لاتحاد الصحافة السينمائية الدولية ¢الفيبريسي¢ولا يعلق بذهننا اسم الرئيس . في مصر دائما يشغلنا البحث عن الرئيس واسمه دون التأكد من حقيقة دوره والأرجح أنه دور إشرافي علي الأمور المالية والتنظيمية. هو الذي يملك كما يقول الأجانب سلطة التعيين والرفت ¢هاير آند فاير¢ معتمدا قرارات المدير الذي يشرف ويقوم بكافة التفاصيل الفنية والإدارية للعمل .. وهنا أعني المهرجان العريق للسينما التسجيلية والقصيرة الذي ارتبط بمدينة الإسماعيلية . ورئيسه هو رئيس المركز القومي للسينما ويعتمد علي مدير المهرجان بل علي فريق عمل من موظفي المركز القومي للسينما بعضه امتلك الخبرة والبعض الآخر تواجد بالترقية الدورية . فيحرص علي إرضاء رئيسه حتي لو جارعلي الرجل الثاني . الذي يأتي غالبا من خارج المركز بما يملكه من خبرة في شئون المهرجانات وبرمجة الأفلام والقدرة علي انتقاء الأفلام كما هو الحال مع الناقد محمد عاطف . الذي اكتسب بسرعة خبرة إدارة مهرجان كبير ونجح في المحافظة علي مكوناته الأساسية دون نقصان ودون زيادة كنت أطمح فيها بجذب أهل الإسماعيلية لمتابعة عروض المهرجان وندواته. تبقي هذه حجر العثرة أمام كل مسئول للمهرجان والعقبة الأكبر نحو تحقيق أهدافه بنشر الثقافة السينمائية الرفيعة من خلال مشاهدة أفلام المعرفة والسينما الراقية في التسجيلي والقصير. ولا حل لمشكلة الصراع المتكرر بين القيادة العليا المسنودة بوضعها الوظيفي وبين القيادة التالية المسنودة فقط بما تملكه من موهبة امتلاك المعرفة السينمائية والقدرة علي نقد الأفلام والحكم عليها. ويلزم تحديد اختصاصات كل من الرئيس والمدير حتي لا يعتدي أحدهما علي اختصاصات الآخر أو يلغيها. والأهم أن يكون هناك اتفاق مباديء يتفق فيه الطرفان علي احترام كل منهما لدور الآخر وتقدير دوره وبالتالي تنتفي محاولة إلغاء جهده أو التقليل منه المؤسسات تقوم علي العمل الجماعي الذي يحترم فيه أكبر رأس معاونيه بعد أن يكون قد أحسن اختيارهم . وسواء كان محمد عاطف من اختيار د. أحمد عواض أو رشح له من جهة ما يظل التفاهم بينهما والمحافظة علي بناء جسور من الثقة العامل الرئيس لنجاح المهرجان.