لليوم الثاني علي التوالي شهدت مكاتب البريد زحاماً شديداً لشراء استمارات حجز وحدات الاسكان الاجتماعي.. المواطنون توافدوا في السادسة صباحاً ووقفوا في طوابير طويلة واضطرت بعض المكاتب للاستعانة بدوريات الشرطة لتنظيم العملية في حين أجبرت حرارة الشمس البعض علي مغادرة المكاتب في فترة الظهيرة والعودة مرة أخري في الرابعة عصراً. في حين أكد رؤساء مكاتب البريد البدء في تركيب بعض المظلات حماية للمواطنين من الحرارة العالية واعتبر المواطنون الشقق هذه المرة فرصة ذهبية لاقتناء وحدة سوبر لوكس بمساحة معقولة ومقدم وقسط علي "قد الايد". يقول أحمد زكريا انه حرص علي التقدم للحجز بمشروع الاسكان الذي طرحته الوزارة ثقة في الحكومة اضافة الي التشطيب المميز للوحدات ومساحة الشقة تصل إلي 90 متراً ولكن يجب مراجعة شروط وأولويات تخصيص الوحدات خاصة ان الوزارة جعلت الأعزب الفئة الأخيرة من المستحقين بعد الأرامل والمطلقات والمتزوجين. ويضيف محمود منصور انه حضر من محافظة قنا للحجز في مدينة 6 أكتوبر بعد تغيير محل اقامته لأنه يعمل في مدينة دهشور ويدعو الله أن يتم الموافقة عليه رحمة ورأفة به وبظروف أسرته حيث إنه متزوج حديثاً ويقيم في شقة بالايجار ب 500 جنيه شهرياً مطالباً بسرعة التسليم حتي يتمكن من دفع الأقساط والتوقف عن دفع الايجار الشهري الذي يجبره علي انفاق نصف مرتبه. ويذكر محمود حمدون- بالمعاش- إنه حضر في الثامنة صباحاً ووقف في طابور طويل بسبب تخصيص شباك واحد للرجال والسيدات ورغم حرارة الجو المرتفعة إلا أنه أصر علي الوقوف للتقديم بدلاً من ابنه الذي يعمل موظفاً بالقطاع الخاص ولا يمكنه أخذ أجازة للتقديم متسائلاً لماذا لا يتم عمل أكثر من شباك للتغلب علي الاقبال المتزايد من المواطنين. وطالبت سناء عبدالعزيز- ربة منزل- بتوفير مظلات للمواطنين بسبب ارتفاع الحرارة وتنظيم الطوابير وعمل شبابيك للجمهور للتخفيف من وطأة الازدحام الشديد مشيرة إلي انها أرملة وتركت أبناءها مع جيرانها للوقوف أمام الشباك في طابور طويل منذ الصباح الباكر.. ووتقول خديجة علي- موظفة- انها جاءت من الفيوم للتقديم حيث انها مطلقة وليس لها سكن هي وأبنائها وتقيم بغرفة بالايجار وتأخذ راتب ضئيلا وأبناؤها بالمدارس وقد اشتركت في جمعية مع الجيران للحصول علي مبلغ المقدم الذي يصل الي 9 آلاف جنيه. ويقول مغاوري ماهر مرتبي لا يزيد علي 1500 جنيه والقسط الشهري لتلك الوحدات يقل عن 400 جنيه شهرياً وهو مبالغ فيه نظراً لظروف الشباب والمرتبات الضعيفة مطالباً الحكومة بتخفيض القسط الشهري والمقدم حتي يستفيد من المشروع أكبر عدد من محدودي الدخل.. وويري ياسين مدني أن الأهم هو سرعة تسليم الوحدات بالمواصفات التي أعلنت عنها الوزارة ويجب الاهتمام بالمتابعة وتوصيل الخدمات لتلك الوحدات حتي لا تتحول لمدن يسكنها الاشباح أيضاً يجب توفير وسائل مواصلات وشبكات طرق علي مستوي عال. ويضيف أحمد جمعة عانينا الأمرين في الحصول علي كراسات الشروط فالطوابير طويلة ولا يوجد نظام أو طوابير مخصصة للسيدات ما تسبب في حدوث مشادات بين المواطنين بالاضافة الي عدم توافر كراسات الشروط مطالباً بأن يتم الحجز اليكترونياً مثلما يحدث في كثير من دول العالم وان يتم الاستعلام عن المستحقين بالفعل وليس علي الورق فقط. بينما يري محمد جمال ان المشروع مغر بالفعل لكل من يبحث عن سكن مناسب وأن الشقق مساحتها جيدة وتشطيبها ممتاز والقسط الشهري لن يزيد علي 480 جنيها والمقدم يبدأ من 25 إلي 40 ألف جنيه وهي أسعار معقولة بالنسبة لأسعار القطاع الخاص. محمد عصام- يقول للمرة الثالثة أتقدم للحصول علي وحدة سكنية تابعة للدولة وفي كل مرة لا أجد اسمي في القرعة ورغم ذلك تقدمت في هذا المشروع ولن أيأس حتي أحصل علي حقي في وحدة سكنية تناسب ظروفي الاجتماعية والاقتصادية.. مطالباً بالتوسع في اقامة وحدات الاسكان الاجتماعي لتشمل كل محافظات الجمهورية خاصة في صعيد مصر.