كلما شاهدت مباراة لبوروسيا دورتموند الألماني أدركت الفارق جيدًا بين الكرة المصرية ونظيرتها الألمانية. بين المعايير "الحلمنتيشي" لأنديتنا في تعاقداتها مع اللاعبين الافارقة والرؤية الثاقبة للأندية الألمانية خاصة والأوروبية عامة.. وكذلك الفارق بين المهاجم الجابوني الدولي بيير إيمريك أوباميانج المنافس بقوة علي لقب الهداف في البوندسليجا ومواطنه ماليك إيفونا زعيم الفرص الضائعة في الدوري المصري. الحقيقة أن أوباميانج لم يكن علي نفس المستوي التهديفي الحالي له في السنوات الأولي من مسيرته الأوروبية والتي قضاها في أندية فرنسية علي سبيل الإعارة من ميلان الايطالي ثم في موناكو وسانت اتيان الفرنسيين. ولكنه دخل عالم الاحتراف الأوروبي في سن مبكرة واستفاد من مولده بفرنسا ثم عاش تجربة الاحتراف بمرها وحلوها مثلما هو الحال لمعظم اللاعبين الافارقة الذين تركوا بصمة علي الساحة الأوروبية لاحترافهم في سن مبكرة عندما كانوا في مرحلة الناشئين أو الشباب علي أقصي تقدير. هذا هو حال أوباميانج الذي احتل المركز الثالث في قائمة هدافي البوندسليجا بالموسم الماضي وينافس بقوة علي لقب الهداف في الموسم الحالي.. وفي المقابل أو علي النقيض تماماً يأتي إيفونا الذي أصابنا سيناريو التعاقد معه بالصداع والصدمة في آن واحد حيث كان الصراع المرير بين الأهلي والزمالك علي ضم اللاعب لأنه كسر الدنيا في مسابقة دوري فقدت كثيراً من بريقها في السنوات الماضية وهو الدوري المغربي علما بأن اللاعب سجل 24 هدفا فقط مع الوداد البيضاوي في أكثر من 50 مباراة خاضها مع الفريق. أي أن متوسط تهديفه لا يصل حتي نصف هدف في المباراة.. وكان الصراع بين الاهلي والزمالك ومماطلة مسئولي النادي المغربي هي الصداع أما الصدمة فكانت في مقابل التعاقد حيث بلغ ما سدده الأهلي للنادي المغربي ووكيل اللاعب ونثريات التعاقد الأخري نحو مليونين ونصف المليون دولار بخلاف عقد اللاعب الذي قد يزيد أو يقل علي هذا المبلغ قليلا في إجمالي سنوات التعاقد.. لكن "مش مهم" فالأهلي غني بدولاراته. وعلي رأي عمدة الحلمية. قوم إيه.. إيفونا اللي كلف الأهلي عشرات الملايين أصبح لاعبا نموذجيا في كيفية إهدار الفرص السهلة فلايسجل اللاعب مع الأهلي حتي الآن إلا سبعة أهداف والموسمن يقترب من نهايته وإصابات اللاعب كثيرة وجلوسة علي مقاعد البدلاء أصبح حلا لمنح الفرصة أمام مهاجمين آخرين أو لاعبين من خط الوسط لهز الشباك رغم أنهم لم يكلفوا الأهلي ربع تكاليف إيفونا. الأهلي لم يشتري "التروماي" كاملا ولكن إيفونا ليس المهاجم الفذ الذي يستحق كل هذا المبلغ الخرافي وكل هذا الضجيج وبعبارة أصح "لو فيه الخير. ما رماه الطير" فلو كان ذلك المهاجم الفذ لما أفلت من أيدي الاندية الأوروبية التي تتابع الدوري المغربي بشكل أفضل من بطولات دوري أخري في أفريقيا ولكن معايير انديتنا في ضم اللاعبين الافارقة هي الكارثة.