آن الأوان .. أن نتجه إلي منع تصدير المواد الخام التي تستفيد منها فقط الدول والأسواق الخارجية والتي تحصل علي هذه المواد بثمن بخس ثم تعيد تصديرها الينا في صورة سلع تامة الصنع وبأرقام فلكية وعلينا ان نهتم بتصنيع هذه المواد الخام في بلادنا وتقام المصانع التي تنتج الكثير من الصناعات التي تعتمد علي المواد الخام والتي من شأنها أن تفتح فرص عمل ضخمة وتوفر السلع للسوق المحلي وتصدير المنتج النهائي إلي الأسواق الخارجية. وقد لفت نظري مؤخراً فيديو لفتاة من سيراليون في غرب أفريقيا تدعي مالنز وهي دارسة للاقتصاد وتعمل في مجال اكتشاف الماس وهي تتحدث في مؤتمر في برلين بألمانيا.. وهي تتحدث بمنتهي الثقة والجرأة عن ثروات البلاد الأفريقية التي يحصل عليها الغرب بأسعار رخيصة.. ويقومون ببيعها بعد تصنيع هذه المواد الخام بأسعار غالية الثمن وحققوا ثروات ضخمة من موارد القارة الافريقية وقالت في كلمتها أمام الغرب إن القارة الأفريقية مليئة بالكنوز الحقيقية التي يرغب بها الملوك والملكات في العالم وانه في بعض المدن يتم استخراج الذهب من باحات المنازل وإلي جانب الذهب والماس نملك 20 صنفا من المعادن الثمينة التي تم اكتشافها حتي الآن. وقالت فتاة سيراليون خبيرة الاقتصاد: بدأنا في استخراج احتياطيات البترول الضخم التي تم اكتشافها ولدينا البلاتين الذي يستخدم في صناعة هياكل الطائرات.. والحديد الخام.. ويوجد أكبر مخزون للحديد الخام في افريقيا ويعتبر ثالث أكبر احتياطي في العالم. وأيضا في أفريقيا توجد المواد المستخدمة في صناعة الهواتف الجوالة.. والكمبيوتر إلي جانب الزنك والفحم والنحاس والفوسفات والبوتاسيوم والرصاص والنيكل. وقالت ان افريقيا تعتبر منجما مليئا بكل المواد الخام التي تحتاج اليها جميع الصناعات في العالم. ويوجد بها أفضل أنواع الأخشاب.. والغرب يحتاج إلي الموارد الأفريقية لاستخدامها في صناعاته المتعددة.. ويحتاج إلي الذهب لقيمته.. ولاعطاء قيمة لعملائهم. وتتساءل مالنز.. وقالت ان السؤال المحير: لماذا عملاتنا ضعيفة ومنهارة أمام العملات الغربية رغم اننا نملك احتياجات الذهب الفعلية.. والسبب كما قالت ان الغرب يريد ان يعطي انطباعا ان افريقيا فقيرة من خلال زعزعة الاستقرار في أغلب الدول الأفريقية عن طريق شركات العلاقات العامة الضخمة وأيضا المنظمات العالمية التي تقوم بحملات دعائية تكلفها ملايين الدولارات بادعاء انها من أجل الخير ولكنها تهدف الي الحفاظ علي هذه الصورة لأفريقيا وتوجه سؤالا للغرب وهو كيف تأتي بورقتك الملونة وتستبدلها بالذهب والماس.. ولكن نحن نريد ان نشارك معك ثرواتنا وان يدرك الجميع ان افريقيا بصحة جيدة لن تبيع مواردها بثمن بخس ولكن سوف تبيع مواردها بأسعار السوق العالمية. حقيقة رسالة رائعة بعثتها فتاة مثقفة وجريئة وخبيرة في الاقتصاد ولديها ثقة بموارد بلدها والقارة الأفريقية كلها ولديها المعلومات الكافية عن هذه الموارد وكيفية استخدامها وارسلتها إلي الدول التي تحصل علي هذه الكنوز بثمن رخيص.. لبيعه بعد ذلك بأسعار مرتفعة ومغالي فيها.. نتمني ان تصل هذه الرسالة الينا ونستفيد منها.