فشل عامل في حل مشاكله المادية مع صديقه "الميكانيكي" فقام باقتحام مسكنه بمدينة السلام ومزقه بطعنات السكين ولم يتركه سوي جثة هامدة مستغلا اقامته بمفرده بعد انفصاله عن زوجته.. وحتي يهرب المتهم من جريمته خاصة وان الجيران يعلمون بحضوره للمجني عليه دائما انتظر حتي بعد منتصف الليل وقام بحمل الجثة في سجادة ليلقي بها في مكان مهجور ليكون بعيدا عن الشبهات وكأنه تعرض للقتل من مجهول. شاء القدر ان يشاهده أحد المارة ويمسك به ويستغيث بالأهالي لمساعدته في ابلاغ شرطة النجدة ويسقط المتهم متلبسا بجريمته. * تلقي المقدم ايمن طنطاوي رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان بلاغا من شرطة النجدة بقيام الأهالي بالأمساك بأحد الاشخاص قبل تخلصه من جثة ملفوفة بسجادة كان يحملها ليلا وحاول ان يلقي بها في الشارع ويهرب. علي الفور اسرع رئيس المباحث وقوة من الضباط والافراد إلي مكان الواقعة وعثر علي تجمع كبير من الأهالي في حالة هياج وهم يمسكون بالمتهم ويعتدون عليه بالضرب بعد اكتشافهم بأن القتيل هو جارهم "الميكانيكي". تبين ان المجني عليه يدعي مسعد سعيد "38 سنة" مقيم بشارع محمد شاهين ووجدت الجثة ملطخة بالدماء ملفوفة بملاية داخل سجادة ومربوطة بسلك كهرباء وبها اصابات طعنية بالبطن وتم نقلها للمشرحة. تم اخطار اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة فأمر باجراء التحريات حول ظروف الحادث ودوافعه. تبين للواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية والعميد أحمد الألفي رئيس المباحث لقطاع شرق العاصمة ان الميكانيكي المجني عليه يعيش بمفرده منذ حوالي ثلاث سنوات بعدما انفصل عن زوجته وكانت تربطه صداقة بالمتهم الذي كان يتردد عليه دائما حتي تخلص منه اخيرا بذلك الطريقة بعد خلاف بينهما. اعترف المتهم امام المقدم أيمن طنطاوي رئيس المباحث بتفاصيل جريمته ودوافعه لارتكابها وكيفية تنفيذها وقال إن صديقه الميكانيكي المجني عليه حصل منه علي مبلغ 20 الف جنيه لمشاركته في شراء سيارة والعمل عليها ليقتسما العائد المادي منها إلا انه فوجئ به يرفض تسليمه أي اموال بحجة ان السيارة عليها اقساط ولابد من تسديد قيمتها أولا. اضاف المتهم انه شعر بالضيق والقلق من معاملة وتصرفات صديقه المجني عليه وقرر اخيرا ان ينهي الشراكة معه ويسترد امواله فحضر اليه من مسكنه بالسيدة زينب وفور دخوله شقة صديقه بمدينة السلام والتي يعيش فيها وحيدا طالبه باعادة امواله إلا انه رفض وماطله في السداد فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة اسرع علي اثرها للمطبخ وامسك بالسكين وانهال عليه بالطعنات بعدما فقد السيطرة علي اعصابه ولم يتركه إلا بعدما سقط غارقا في الدماء جثة هامدة بدون تخطيط مسبق. قال المتهم وهو يتذكر ما حدث بأنه شعر بعد الانتهاء من الجريمة بأنه اصبح في ورطة ولابد من التخلص منها بهدوء حتي لا يفتضح أمره خاصة وان الجيران شاهدوه قبل صعوده المسكن لذلك اخفي الجثة اسفل السرير وخرج بهدوء من الشقة وكأن شيئا لم يحدث وعاد بعدها ليلا دون ان يراه احد ليحمل الجثة قبل أن تفوح رائحتها ويلقي بها بعيدا حتي يكون بعيدا عن الشكوك لكن القدر كان له بالمرصاد بعد ان شاهده احد المارة بالشارع وامسك به لتتكشف القصة الكاملة والجريمة التي نفذها في لحظة تهور بسبب ظروفه المادية الصعبة ليكون مصيره السجن بقية عمره. تحرر محضر بالواقعة واخطر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن العاصمة وتولت النيابة التحقيق وقرر حبس المتهم علي ذمة التحقيقات.