تجربة اليابان في التعليم.. حقا تستحق الدراسة والاستفادة منها.. لأنها تجربة عميقة منظمة.. مرتبطة بأسلوب حياة وخلق اجيال لديها الكفاءات العلمية والقدرات الذهنية والشخصيات الواعية المنتجة المتحاورة والمتعاونة والتي تعرف كيف تواجه المشاكل وحلها بعقلانية.. ولهذا استفادت منها دول كبيرة تعد من أكبر اقتصاديات العالم. فقد ركزت تجربة اليابان في التعليم علي الأهداف الاقتصادية للتعليم لأن الاقتصاد في اليابان قائم علي المعلومات ولهذا وضعوا نظام تعليم لتخريج اجيال صالحة ومناسبة لسوق العمل ولديها القدرة علي استيعاب التدريب المستمر في مواقع العمل علي كل جديد ومستجد بما في ذلك البحث والتطوير والحصول علي براءات اختراعات من أجل انتاج الأفضل والأجود.. والأرخص والتنافس عالميا. وكان الهدف الأساسي في هذا النظام ايجاد مواطنين مستنيرين ومنتجين في ظل المنافسة علي الأسواق العالمية.. ورأوا.. ان الاقتصاد الناجح يستمر إذا تم تدعيمه بالقوي العاملة القادرة علي انتاج سلع ذات جودة عالمية.. وانخفاض في التكلفة.. الي جانب سرعة التكيف مع التقنيات الحديثة ويأتي هذا من خلال اسهام التعليم النظامي في مواقع العمل بشكل مباشر وتطوير الموارد البشرية. وحددوا تسع سنوات للتعليم الالزامي.. ويضمن للطالب اتقان المهارة الاساسية من قراءة وكتابة ورياضيات وعلوم.. كما تتولي هذه المدارس تزويد الطلاب بالمهارات الضرورية للعمل.. كما يقوم اصحاب الأعمال بتدريب الخريجين ليصبحوا ملمين بالعمل الذي سوف يوكل لهم وتدريب المبتدئين علي نوعية من المهارات.. المهارات الفنية والمهارات اللازمة لعلاقات العمل التي تعزز الانتاج. وهذا النظام اكسب الطلاب العقلية المنتجة وزودهم بالأساليب التي تجعلهم مواطنين صالحين.. حيث يتم تدريبهم علي مهارات التعامل مع الآخرين وكيفية التعاون مع الآخرين في انجاز الأعمال.. ويتم عقد اجتماع في نهاية اليوم الدراسي يضم الطلاب ومدرسيهم.. لكي يتعلموا من خلال تلك الاجتماعات اسلوب الحوار.. وحتي يفكروا بصورة جماعية لتحسين الأداء وعدم تكرار الأخطاء.. وهذا الأسلوب في التعليم يساعد علي خلق علاقات عمل جماعية. اما التدريب في مواقع العمل فهو نوعية.. التدريب التقني ويؤدي الي تعزيز الكفاءة.. والتدريب علي العلاقات في العمل لكي يتعلم العاملون التواصل فيما بينهم وتقاسم المعلومات والمسئوليات وايضا التعامل مع الخلافات التي قد تنشأ بينهم وحلها بطريقة ودية.. والقدرة علي معرفة الوقت المناسب للتحدث والوقت المناسب لالتزام الصمت وبفضل هذا النظام التعليمي حققت اليابان القفزات الكبيرة في المجالات الاقتصادية والصناعية.. كما أن هذا النظام ينمي الشخصية الواعية المتحضرة ويؤدي الي احترام القيم والالتزام بالسلوك الأخلاقي كما أن اساس نجاح النظام التعليمي.. المدرس المخلص والمتمكن في عمله هل يمكن أن نأخذ من هذه التجارب ما يناسبنا.