بين تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة بعد تغيير 10 وزراء. ضرورة التواصل والتنسيق سواء بين الوزارات المختلفة. أو بين القطاعات داخل كل وزارة. والبناء علي ما تم تحقيقه من انجازات ودراسات لاستكمالها وتنفيذها. في تصوري.. أن الرئيس كشف بشكل غير مباشر عن بعض أهم أسباب اخفاق الحكومة في تشكيلها السابق في بعض الملفات لأن المطالبة بالبديهي في أي عمل وزاري ناجح. تعني غيابه. لتأتي بعد ذلك الآفة الفرعونية الشهيرة التي تجعل كل مسئول جديد حتي مع وجود استثناءات . يبدأ مهمته من الصفر فلا يكمل أي خطوة قبل أن يطوله تعديل وزاري جديد! ورغم أن المهندس شريف إسماعيل. نفي في تصريحاته للصحفيين بعد حلف اليمين. وجود جزر منعزلة داخل الحكومة قبل التعديل الوزاري. وأن الجميع كانوا يعملون بروح الفريق. إلا أن النوايا الحسنة لإسماعيل ووزرائه. لا تنفي ان الواقع كان مختلفاً سواء لغياب التعاون بين بعض الوزراء والتكامل في سياسات وزاراتهم أو لتعارض بعض القوانين أو الإجراءات واللوائح التي تحكم عمل كل وزارة. وهو ما يؤكد ان تغيير الأشخاص لا يضمن دائماً النجاح. ولكن الأهم هو وضع السياسات ونسف القيود وكوارث الروتين وجبروت دولة الموظفين العميقة بما يوفر للوزير الجديد المناخ المناسب للعمل والإبداع والإنجاز.. وبالتالي. إذا جئنا بأعظم خبير ناجح في مكان آخر. ودخل في نفس مفرمة الديوان واللوائح الحكومية وشلة المنتفعين والفاسدين أو عشاق البيروقراطية. فإنه سيفشل ويهرب من الحكومة في أقرب فرصة.. وأعتقد ان وزارة الاستثمار. من أقرب الأمثلة علي هذه الحالة. فالوزير السابق المهندس أشرف سالمان. جاء مثل خليفته الوزيرة الحالية داليا خورشيد من القطاع الخاص وله تجربة طويلة في قطاع البنوك والاستثمارات. وكان الكثيرون يراهنون علي نجاحه في تحسين مناخ الاستثمار لانقاذ مصر من عثرتها الاقتصادية.. ومع الاعتراف بتأثير الفروق الفردية والمواهب التجارب الشخصية في أداء وزير عن آخر. إلا أنه إذا لم ابدأ داليا ومعها رئيس الوزراء. في دراسة أسباب تعثر تجربة سالمان. لإزالتها من طريقها أولاً. فإنها ستظلم نفسها وتظلم البلد معها لأن اهدار المزيد من الوقت في انتظار الاستثمارات الجديدة. كارثة حقيقية.. المؤكد. ان سالمان. كان يخطط ويحلم بأن يطرق المستثمر باباً واحداً في هيئة الاستثمار أو فروعها بالمحافظات. ليقدم مشروعه. فتقوم الهيئة من خلال فكرة الشباك الواحد. بإنجاز كل الإجراءات والتراخيص وفك كل التشابكات بين الجهات الحكومية. نيابة عنه. بدلاً من أن يدخل جحيم الكعب الداير بين عشرات الأبواب والموظفين ومنهم عبد الروتين أو عبد "اللحلوح" ليهرب بعد فترة إلي بلد آخر يعرف كيف يكسب المستثمرين.. وبالطبع واجه سالمان الكثير من المعوقات مع تمسك الوزير أو رئيس كل جهة بسلطاته الراسخة منذ زمن ورفضه التنازل عنها لهيئة "سالمان" حتي لو كان ذلك ضد مصلحة البلد.. والغريب ان آخر تعديل لقانون التراخيص الصناعية الذي يحقق حلم الترخيص بالإخطار والذي ينتظر موافقة البرلمان. أعطي الإشراف لهيئة التنمية الصناعية دون أن يشير إلي هيئة الاستثمار أو حتي بالتعاون معها في إطار منظومة الشباك الواحد.. ونتيجة غياب العديد من تيسيرات الاستثمار. نجد أن أغلب المستثمرين يؤكدون انهم يجدون أعظم استقبال من الوزراء وأحلي كلام منهم. ولكن عندما يتعاملون مع الموظفين. يكتشفون انهم في "حارة سد" وآخرهم حالة المستثمر الكويتي الذي تحدث عنه الإعلامي خيري رمضان الجمعة الماضية في برنامجه "ممكن" والذي يتمني ألا يضطر إلي نقل مشروعه إلي بلد آخر! وإذا كنا نتمني أن تنجح داليا خورشيد في مهمتها الصعبة حتي لا نقول: "شالوا ألدو جابوا شاهين..". فلابد أن يوفر مجلس الوزراء أهم أسباب هذا النجاح بتعاون الوزارات المعنية معها بإجراءات قانونية ملزمة. وسرعة اصدار التشريعات المكملة لقانون الاستثمار الذي لم تصدر لائحته التشريعية بعد. مثل إنشاء بنك للأراضي كما قال وزير التخطيط د. أشرف العربي. بجانب قانون التراخيص الصناعية. أيضاً علي مجلس الوزراء أن يدرك تماماً. ان مناخ جذب الاستثمار خاصة الأجنبي. لن يتحقق فقط بتوفير أعظم الحوافز والتسهيلات. لان ذلك مثل السياحة. يرتبط أيضاً بالأمن والحريات وحقوق الإنسان. التليفزيون المصري.. صح النوم! رغم أن إدارة أزمة الطائرة المصرية المختطفة إلي قبرص كانت جيدة بشكل عام علي كل المستويات حتي سترها الله معنا وكان لطيفاً ببلدنا التي يتربص بها الكثيرون لأن "المشرحة مش ناقصة قتلي أو حتي مخبولين" ولكن عندنا كالعادة "الحلو ما يكملش" وجاءت مشكلة الإعلان المتسرع عن اسم الخاطف والغيبوبة العابرة للتليفزيون المصري لترفع المزيد من الضغط والتوتر لكل المتابعين للأزمة منذ الصباح. في البداية.. جاءت الشفافية التي نفتقدها دائماً. في غير زمانها. وأعلنت جهات رسمية أن الخاطف هو إبراهيم سماحة الأستاذ بجامعة اتلانتا الأمريكية بما يؤكد خطورة تورط شخصية كبيرة في هذه الجريمة ويجعلنا نكتئب أكثر.. وفجأة اتصلت زوجة د.إبراهيم بقناة "أون" لتؤكد صارخة أن الصورة المعروضة ليست لزوجها وأنه يجلس الآن مع الركاب المحررين. وأسرع المذيع خالد تليمة بالاتصال بالسفير حسام القاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء الذي اعتذر عدة مرات عن خطأ الإعلان عن اسم غير صحيح. وقبل ذلك بدقائق معدودة كان المؤتمر الصحفي لوزير الطيران شريف فتحي الذي كان أداؤه في الأزمة جيداً. ولكنه في المؤتمر رفض ما طلبه أحد الصحفيين المتابعين لانفراد "أون" من إعادة الاعتبار ل د.سماحة لأن كل العالم يتحدث عنه وقتها كإرهابي. ولكن الوزير رفض أن ينفي أو يؤكد المعلومة. وهو ما يكشف عن خلل في إدارة جهازه الإعلامي من ضعف المتابعة. وهو ما أكده المتحدث الإعلامي للوزارة بعد ذلك بفترة عندما قال لمذيعة إحدي الفضائيات التي كانت تسأله عن حقيقة ما نراه جميعاً علي الشاشة من نزول ثلاثة أشخاص مسرعين علي سلالم الطائرة. فاعتذر لها لأن الغرفة التي يجلس بها ليس بها تليفزيون!! وبعد اعتذار السفير القاويش وما حدث في المؤتمر الصحفي بحوالي 25 دقيقة. كان مذيع القناة الأولي يردد أن الخاطف هو د.سماحة ثم طلب الخبير الأمني العميد خالد عكاشة ليذكر له نفس الاسم في سؤاله له. فكانت المأساة أن العميد عكاشة هو الذي أيقظه من النوم. ليقول له إن السفير القاويش سبق أن اعتذر عن هذا الخطأ. وأنه طالما يتحدث مع التليفزيون المصري. فلابد أن يوضح له أن الخاطف شخص آخر!! طبعاً المذيع في واقع الأمر لا ذنب له غالباً ولكن الكارثة في قطاع الأخبار الذي من المفروض أن يمده بكل جديد في الأزمة. ومن البديهي أنه يتابع كل أو أغلب ما تبثه الفضائيات ووكالات الأنباء خاصة تصريحات المسئولين المصريين. ولاسيما أن مشكلة اسم الخاطف أثيرت في المؤتمر الصحفي لوزير الطيران قبل المداخلة مع "عكاشة" قبل حوالي نصف ساعة! إذا كانت القناة الأولي هذه المرة أفضل كثيراً في التغطية المستمرة للأزمة لعدة ساعات حتي انفردت بمرافقة الركاب في رحلة العودة.. وذلك مقارنة بتخلفها في أزمات سابقة. إلا أن ما حدث بالنسبة لاسم الخاطف واستمرار الإساءة ل د.سماحة لفترة طويلة. مجرد مثال يؤكد أن التليفزيون المصري للأسف في حاجة إلي ثورة حتي يسترد ثقة المشاهد والمعلن بالتالي في كفاءته ويقظته.. وربما تكون البداية إذا أدركت قيادات التليفزيون أو حكي لها أحد عن هذه المشكلة ثم أمرت بمحاسبة المسئول وتصحيح نظام العمل بقطاع الأخبار حتي لا تتكرر مثل هذه الأخطاء. ولكنني أراهن علي أن "الطناش" هو شعار العمل في تليفزيون الدولة. وأتمني أن أكون مخطئاً! كما أتمني أيضاً أن تعلن الحكومة اليوم قبل الغد أنها انتهت بالفعل من الإعداد الكامل لمنظومة الأمن بالمطارات لمنع حجة من يمنع السياح عن العودة لمصر. كما أعلن مسئول روسي قبل أيام من "أن أحداً لم يبلغهم أن المطارات المصرية جاهزة حتي نسمح بعودة السياح". وهذا ما أكده للأسف وزير الطيران في تصريحاته بعد نهاية الأزمة وهو يتحدث عن اكتمال منظومة الأمن بالمطارات في وقت قريب جداً. ولكنه أضاف "طالبين أجهزة للتحديث الكامل للأمن بالمطارات. لتكون إجراءاتنا أكثر دقة من مطارات كثيرة في العالم". وهنا يكون السؤال: بعد حوالي 5 شهور من سقوط الطائرة الروسية.. هل مازلنا ننتظر وصول أجهزة جديدة مهما كانت تكلفتها والتي ستعوضها بالطبع عودة السياحة إلي مصر.. وما هي بالضبط أولويات الحكومة. ومتي سيغير "من علي قلوبهم مراوح" إيقاع عملهم وقراراتهم. طالما أنها رفعت بكل ثقة وهي تقدم برنامجها للبرلمان: شعار "نحن نستطيع"؟!