ألقت حادثة الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران والتي تم اختطافها أول أمس وإجبار قائدها علي التوجه إلي قبرص بظلالها علي كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف وكيفية ادارة الأزمة بنجاح.. واثبتت وزارة الطيران انها علي قدر المسئولية وتمكنت من ادارة الأزمة بنجاح بدعم لا محدود من الرئيس عبدالفتاح السيسي ومتابعة مستمرة أولا بأول لمجريات الأمور وبمشاركة رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل في اجتماعات مركز الأزمات بوزارة الطيران المدني إلي أن انتهت الأزمة ونجحت مصر في تحرير الرهائن والحفاظ علي سلامتهم وسلامة الطائرة.. واكد شريف فتحي وزير الطيران المدني أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طلب منه اعادة جميع الركاب بسلام وبذل مزيد من الجهد للعمل علي ذلك وقال انه فور تلقي بلاغ من قائد الطائرة بتعرضها للاختطاف تم علي الفور عقد اجتماعات خلية ادارة الأزمة والتواصل مع قائد الطائرة لحظة بلحظة وقال فتحي: إن الموقف كان في غاية الحساسية والخطورة ويستدعي الحكمة وعدم التسرع والتنبيه علي طاقم الطائرة بالانصياع لمطالب الخاطف مشيرا الي أنهم كانوا علي قدر المسئولية.. وأشار فتحي إلي أن الاجراءات الأمنية في المطارات المصرية علي أعلي مستوي ونسعي الي تطويرها دائما ومع ذلك هناك متابعة مستمرة من جانب الجهات الامنية المختلفة لتلك الاجراءات في كافة المطارات المصرية سواء وزارة الداخلية أو وزارة الطيران لضمان سلامة الركاب والطائرات والحفاظ علي سمعة مصر في هذا المجال واعرب عن سعادته بانتهاء الأزمة بسلام دون أي خسائر ومن جانبه أكد اللواء هشام البستاوي مساعد وزير الداخلية للمنافذ انه عقب حادثة الطائرة الروسية في شرم الشيخ حدث متغير جوهري وجديد في خطط واجراءات التأمين بالمطارات المصرية ونضع خططها طبقا لمعدلات الخطورة ويراعي التطور الكبير في ادوات الارهاب وبالفعل هذا ما نشاهده اليوم والدليل علي ذلك عندما تم تفريغ الكاميرات بمطار برج العرب والتي اكدت عملية تفتيش الراكب المصري الذي قام باختطاف الطائرة علي أعلي مستوي وهذا ما نريد ان نبرزه للعالم والمصريين في رسالة توضح كيفية تأمين المطارات المصرية ورسالة طمأنة لهم وقال إننا نبذل ما في وسعنا في هذا المجال مؤكدا ان اجراءات التأمين في المطارات المصرية خاضعة لاعلي المقاييس العالمية في الطيران المدني موضحا ان هناك إشادة دولية بذلك وقال اننا نراعي حجم المخاطر التي نتعرض لها ونعمل من هذا المنطلق وحريصون علي سلامة النقل الجوي في مصر وسلامة الركاب سواء المصريين أو الأجانب.. ومن ناحية اخري شهد مطار القاهرة إجراءات امنية مشددة مع انتظام تام لحركة الاقلاع والهبوط لجميع شركات الطيران ومن المقرر ان يعقد شريف فتحي وزير الطيران المدني اجتماعا يضم اعضاء الامن والسلامة والجودة ورئيس الشركة المصرية للمطارات ومديري المطارات للوقوف علي إجراءات التأمين بها وتذليل اي عقبات في هذا الشأن. لحظات عصيبة عاشها 55 راكبا مصريا وأجنبيا خلال اختطاف رحلة مصر للطيران رقم 181 بعد اقلاعها ب 15 دقيقة من مطار برج العرب في طريقها إلي القاهرة.. في واقعة جديدة تضرب صناعة النقل الجوي في مصر رغم استمرار تداعيات الواقعة السابقة والخاصة بسقوط الطائرة الروسية.. ورغم انتهاء الأزمة بعد سبع ساعات من القلق الذي عاشته مصر والعالم إلا أن تداعيات الأزمة ستستمر لعدة شهور. "الأسبوعي" كانت قريبة من الأزمة والتقت بعدة أطراف شاركت في حلها.. وواجهت عددا من المسئولين عن الأمن والطيران بمصر كما استقبلت طاقم الطائرة والركاب وكشفت أسرار ما حدث وكواليس الاختطاف والتعامل مع الأزمة. في البداية يقول اللواء "هشام البستاوي" مساعد وزير الداخلية لأمن المنافذ: ليس صحيحا ما يتردد في وسائل الإعلام عن وجود قصور أمني في مطار برج العرب تسبب في دخول الراكب بمواد مشبوهة لأن الأداء الأمني تطور خلال الشهور القليلة الماضية في كل مطارات مصر بشكل غير مسبوق ووصل إلي أكثر من 100% وهو ما اشاهده خلال مروري الشهري علي كل مطارات ومنافذ مصر حيث تم تزويدها بأحدث كاميرات المراقبة وأجهزة الفحص الأمني الدقيق وبعد اختطاف الطائرة لجأنا إلي كاميرات المراقبة في مطار برج العرب وكان واضحاً يقظة رجال الأمن لفحص ركاب الطائرة رغم أن توقيتها كان في الرابعة فجرا وهو فترة يصل الخمول للانسان إلي أقصي درجة حيث أوضحت التسجيلات قيام رجال الأمن بتفتيش الخاطف "سيف الدين مصطفي" بدقة متناهية حيث خلع الحذاء الذي يرتديه والجاكيت وتم تفتيشه ذاتيا بدقة متناهية كما تم مصادرة ولاعة كانت بصحبته وتفتيش حقيبة يده بدقة متناهية مرتين قبل صعوده للطائرة ولم يعثر معه علي أي شئ يمثل خطورة علي سلامة الطائرة أو الركاب غير الولاعة. الموقف فوق السحاب مختلف حيث يقول الراكب "هيثم أحمد": بدأ سيناريو الاختطاف بعد حوالي 15 دقيقة من اقلاع الطائرة ولم أدرك السيناريو فور حدوثه مباشرة حيث شاهدت الخاطف بعد خروجه من دورة مياه الطائرة يقف بجوار أحد المضيفين وحدوث ارتباك دون إشعار الركاب بما يحدث وقام الخاطف بفتح الجاكيت الذي يرتديه مدعيا بوجود حزام ناسف حول وسطه وطلب ابلاغ قائد الطائرة والذي طلب معرفة طلباته حيث أرسل ورقة بطلب الهبوط في أي من ثلاثة مطارات هي اليونان وقبرصوتركيا ولعب طاقم الطائرة دوراً كبيراً في امتصاص الصدمة وعدم ابلاغ كل الركاب بما يحدث وعندما سألنا عن تأخر وصول الطائرة للقاهرة قالوا بوجود طقس سئ في القاهرة وستتوجه الطائرة إلي قبرص وبعد الهبوط علمنا باختطاف الطائرة عندما طلب الخاطب سحب جوازات سفرنا وبطاقات الآي دي ثم لعبت المضيفة "ياسمين سبل" دوراً كبيراً في اقناع الخاطف بالافراج عن السيدات والأطفال ثم بعد ذلك عن الرجال ورفض طاقم الطائرة النزول منها إلا مع آخر راكب واحتفظ الخاطف في آخر وقت بأربعة من طاقم الطائرة وثلاثة ركاب أجانب فقط. بعد وصول الطائرة المختطفة إلي قبرص تمكنت احدي الجهات الأمنية الحساسة من التواصل مع مضيفة كانت ضمن الطاقم الاحتياطي للطائرة حيث كانت تحمل هاتفا محمولا وتم التوصل اليها عن طريق زوجها اللبناني الذي كان في انتظارها أمام صالة الوصول الداخلي وعلم منها باختطاف الطائرة فور وصولها إلي مطار لارناكا القبرصي وقدمت المضيفة معلومات مهمة في وقتها والتعرف علي حقيقة التطورات داخل الطائرة وأوصاف الراكب الخاطف وماذا يحدث بالطائرة ولعبت دوراً كبيراً في المساعدة علي انهاء الأزمة. وكان من بين الركاب الدكتور "إبراهيم سماحة" والذي تعرض لظلم كبير من بعض وسائل الإعلام حيث تم اتهامه باختطاف الطائرة ويقول "سماحة": بعد هبوط الطائرة في مطار قبرص اتصلت زوجتي لتطمئن علي انهاء اجراءات سفري علي رحلة مصر للطيران رقم 985 والمتجهة إلي نيويورك ولكنني أخبرتها بأن الطائرة تم اختطافها وأنها في مطار لارناكا بقبرص وطلبت منها متابعة التطورات علي وسائل الإعلام وفوجئت بها تطلبني وتبلغني أن الإعلام يتهمه باختطاف الطائرة وهو ما أضحكني وأزعجني في نفس الوقت حيث كان وقتها تم إطلاق سراحي ورجح "سماحه" أن يكون سبب الخطأ في إعلان اسم الخاطف أنه ترك موقعه في الطائرة إلي مقعد آخر حيث كانت الطائرة فارغة وهو ما دفع الجهات التي أعلنت اسمي من خلال مقاعد الطائرة ولكنني فوجئت بعد ذلك باتصالات هاتفية كثيرة علي محمولي للاعتذار ومن بينها مجلس الوزراء ووزير الطيران الذي عاد بصحبتنا علي نفس الطائرة. في الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات مع الخاطف لانهاء الأزمة شهد مطار القاهرة أزمة من نوع آخر حيث قام ثلاثة أساتذة جامعات أنهوا إجراءات سفرهم علي رحلة مصر للطيران رقم 985 والمتجهة الي نيويورك وهم الدكاترة "ابراهيم محمد فارس" و"عبدالعاطي صالح" و"علي بهاء الدين" في الاستفسار عن عدم وصول رابعهم الدكتور "ابراهيم سماحه" وهو ما أثار انتباه رجال الأمن بمطار القاهرة ومما زاد من شكوك السلطات الأمنية في الدكاترة أن أحدهم وهو الدكتور "علي بهاء" كان من المقرر وصوله علي نفس الطائرة المخطوفة إلا أن وجوده دفع رجال الأمن استدعاء الثلاثة وإنزال كل ركاب الطائرة وعددهم 261 وإعادة فحصهم وحقائبهم والطائرة واستجواب الركاب الثلاثة قبل السماح لهم بالسفر واستأنفت الطائرة رحلتها بعد تأخير ثلاث ساعات. رغم خطورة واقعة الاختطاف إلا أن الركاب كانوا في حالة ثبات عصبي غريبة ولم تحدث أية حالات انهيار حيث يقول الطفل "يوسف محمد" في المرحلة الاعدادية والذي كان بصحبة اسرته المتوجهة الي هولندا : انني لم أشعر بالخوف خلال فترة الاختطاف حيث قام طاقم الضيافة بمداعبة الاطفال وتهدئتهم كما تم السماح لنا مع السيدات بالنزول من الطائرة بعد وقت قصير من وصولنا الي قبرص. اللواء طارق زكي رئيس قطاع أمن مصر للطيران نفي حدوث أي تقصير من رجل الأمن علي الطائرة وهو "حازم ماهر الشاهد" ويقول : إن حازم من أمهر رجال الأمن وتلقي تدريبات كثيرة علي التعامل مع أية أحداث فوق السحاب وعمل رجل الأمن علي الرحلات الداخلية مختلف عنه في الرحلات الدولية حيث يقوم بالتأكد من الراكب قبل صعوده للطائرة بعد فحص البوردينج الخاص بها كما أن قوانين الطيران تحتم علي طاقم الطائرة التعامل بحذر مع مثل هذه الوقائع عندما يهدد أحد الركاب الطائرة وركابها وسبق أن تم اختطاف طائرات بقلم حبر وعلبة كريم وليس بحزام ناسف رغم تأكدنا بأنه حزام وهمي. التعامل مع الأزمة كان جيدا بالنسبة لوزارة الطيران ومصر للطيران من خلال عدة بيانات أصدروها منذ بدء الاختطاف وحتي انتهاء الأزمة ولكن هناك بعض الهفوات في الأداء مثل المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده وزير الطيران ثم لم يعلن فيه أية تطورات جديدة واكتفي بقوله هناك معلومات ولكن لسلامة الركاب لن نعلن عنها وقال الوزير في نهاية الأزمة بأن ما حدث ليس اختطافا ولكنه هزار ثقيل وأن الخاطف لم يعلن أية طلبات بعد اختطاف الطائرة أو خلال المفاوضات التي تمت معه قبل القبض عليه اضافة الي ذلك كان هناك تعارض في البيانات المعلنة من مصر للطيران ووزارة الطيران بشأن عدد الركاب حيث ذكرت مصر للطيران أنهم 55 راكبا اضافا الي 15 فردا يمثلون طاقم الطائرة الأصلي والاحتياطي بينما ذكر بيان وزارة الطيران أنهم 81 راكبا. طاقم الطائرة لعب دورا كبيرا في استيعاب الأزمة وهو ما أبرزته المضيفة نهال البرقوقي : تتضمن تدريبات واعداد المضيف الجوي كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث خاصة عمليات الاختطاف واستطعنا تهدئة الخاطف ونفذنا كل ما طلبه حيث كان يضع يديه علي الحزام وكان ضروريا أن نتماسك ونتمالك أنفسنا. واستطعنا احتواء الركاب دون اخبارهم بتفاصيل ما يحدث وأكدنا لهم أننا مسيطرون علي الموقف وتحملنا مسئولية وصول الركاب بسلام حيث بدأت المفاوضات مع الخاطف واستطعنا اقناعة بالسماح بنزول الاطفال والسيدات ثم الرجال واحتفظ في النهاية بثلاثة ركاب أجانب وأربعة من الطاقم وتمكن قائد الطائرة من إنزال مساعده لتقليل عدد المخطوفين ويقول الكابتن "عمرو الجمال" عن هذه الواقعة : تم الاتفاق مع الخاطف علي الافراج عن كل الركاب بشرط بقاء مساعد الطائرة معي في قمرة القيادة حيث تم الاتفاق مع مساعدي علي النزول من نافذة قمرة القيادة لتخفيض عدد المخطوفين وأن الخاطف لم يكن خياره الأول الذهاب الي تركيا مثلما تم تداوله. بل أنه أرسل لي ورقة بثلاث دول. هي تركياوقبرص واليونان ولم يحدد واحدة منهم كرغبة أساسية وأنا أخترت قبرص لأن الوقود لن يكفيني للذهاب الي أي منطقة أخري ومطار لارناكا كان الأقرب لي حيث كان هدفي الحفاظ علي سلامة الركاب وتوصيلهم بسلام وأنه كان لا يملك أي شيء تمالك أعصابه والتعامل مع الحادث بهدوء.