** انتهت عملية اختطاف الطائرة المصرية بسلام.. في مطار لارناكا القبرصي.. بعد القاء القبض علي خاطف الطائرة.. والتأكد ان عملية الاختطاف ليست عملا ارهابياً.. وكما قال الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ان الأمر كله يتعلق بزوجة الخاطف أو طليقته الموجودة في قبرص.. فربما يكون وراء الجريمة علاقة عاطفية دفعت الجاني لارتكابها.. ولكن هناك دروسا مستفادة من عملية الاختطاف.. لانه حتي اذا كان الحزام الذي يرتديه الخاطف مجرد "حزام هيكلي" لا يحمل متفجرات.. فان الحادث في حد ذاته يؤثر سلبا علي السياحة في مصر.. ويدفع بعض المتربصين للتشكيك في أمن مصر.. والاجراءات المتبعة في مطاراتنا.. الحمدلله انتهت الأزمة علي خير.. ونالت عملية الاختطاف منذ بدايتها اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي.. وتأكد ان العملية ليست ارهابية. في الحقيقة كانت المعالجة أو المواجهة المصرية لادارة أزمة اختطاف الطائرة.. حكيمة.. وتحرك رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل سريعا فور علمه بعملية الاختطاف وانتقل بنفسه لادارة الأزمة من وزارة الطيران.. ومعه وزير الطيران المدني شريف فتحي ونخبة من خبراء أمن الطيران المدني.. وقد ثبت من البداية ان المختطف وحده.. بلا مساعدين.. أو عناصر ارهابية.. وهو ما يشير الي ان العملية فردية ولا تقوم بتنفيذها أي منظمة أو جماعة إرهابية. قائد الطائرة عمرو الجمل تصرف بحكمة في مواجهة الأزمة وتعامل مع الخاطف علي انه يحمل حزاما ناسفا حقيقياً وليس هيكليا حرصا علي سلامة الركاب والطائرة وذلك وفقاً لتعليمات السلامة.. في مثل هذه الحالات.. لانه ينبغي التعامل حتي مع البلاغات الوهمية علي انها حقيقية لتلافي أي خطر. هناك عدة نقاط يجب طرحها حتي يمكن الاستفادة من درس عملية الاختطاف.. أولاً: ان مطارات مصر لاشك تطبق الاجراءات الأمنية السليمة وفقاً لقواعد المنظمات الدولية للطيران.. من خلال أجهزة الفحص الدقيقة بجانب التفتيش اليدوي.. ولكن بعد عملية الاختطاف يجب التوسع في تفتيش حقائب اليد يدوياً.. وعدم الاكتفاء بالفحص الآلي عبر الأجهزة.. حتي نحقق درجة الامان الكاملة للركاب.. بالاضافة الي تفتيش الركاب ذاتيا وهذا الامر لا يسيء للركاب.. ويطبق في جميع المطارات بالدول المتقدمة بلا استثناء لأحد. ثانياً.. توحيد الاجراءات الأمنية في كافة المطارات والموانيء المصرية.. منذ لحظة دخول المسافر حتي صعوده للطائرة. ثالثاً.. التفتيش الدقيق ليس فقط للركاب والمسافرين.. ولكن لكل من يتعامل مع الطائرة خاصة عمال النظافة وعمال تموين الطائرات.. وفحص عربات نقل الأطعمة والمشروبات بدقة آليا ويدويا.. وهنا أعني تدقيق الاجراءات لأنه تتم حاليا عمليات الفحص من جانب أجهزة أمن المطارات وشركات الطيران رابعاً.. اعادة النظر في اختيار ضباط الأمن علي متن الطائرات والتأكد من سلامتهم بدنياً.. وذهنياً.. والتأكد من ادراكهم لمهامهم.. حتي لا يكون ضابط الأمن مجرد فرد أو راكب علي الطائرة.. أو موظف يتقاضي بدل الرحلة فقط. خامساً.. لقد ثبت ان الحزام الذي ادعي الخاطف انه "حزام ناسف" ثبت انه "حزام زائف" ولكن كيف عبر من المطار مرتديا الحزام خاصة ان الاجراءات الأمنية تشترط خلع الأحزمة والأحذية لتمريرها من جهاز الكشف الالي بالأشعة؟! واذا افترضنا ان الخاطف ارتدي الحزام بعد تجميعه علي الطائرة.. فأين كان ضابط أمن الطائرة؟ المفترض ان ضابط أمن الطائرة يراقب حركة الركاب.. سادسا.. لابد من تركيب كاميرات حديثة علي أسوار جميع مطاراتنا المصرية وداخل جميع صالات السفر والوصول ولا نبخل في الانفاق علي شراء أحدث أجهزة معدات الفحص الأمني.. لان الخسائر تكون فادحة.. عند وقوع الحوادث. سابعا.. ظهر جليا تعاون السلطات القبرصية وتحركها السليم في مواجهة أزمة اختطاف الطائرة.. حتي تحرير الركاب والقبض علي الخاطف ونحمد الله ان الطائرة لم تتوجه لمطار اسطنبول التركي.. والا كانت الامور قد اختلفت وربما استغلت السلطة التركية الأزمة. براعة شريف فتحي.. وكفاءة مسلم قرار شريف فتحي وزير الطيران المدني بتعيين صفوت مسلم رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران.. "قرار صائب" لما يتمتع به مسلم من كفاءة وخبرة في مجال الطيران المدني وقدرة علي ادارة مصر للطيران اقتصادياً.. خاصة انه أثبت تفوقاً وابدعاً في كل المواقع التي تولاها بالشركة داخلياً وخارجياً حتي تولي رئاسة مصر للطيران للسياحة والاسواق الحرة.. ولكن شاء حظه العاثر ان يتم اختطاف طائرة مصرية عقب اقلاعها من مطار برج العرب في طريقها الي القاهرة.. ولكن الحمدلله انتهت الأزمة علي خير. عموما اختيار صفوت مسلم.. يؤكد ان هناك شفافية في الاختيار... وان وزير الطيران بدأ مهامه بقرار صائب وايضاً ادارة حكيمة لأزمة اختطاف الطائرة خاصة انه لم يدل بأي كلمة الا بعد التأكد من صحة المعلومات.. فقد أحسن صنعا عندما عزم علي عدم استباق الأحداث. بصراحة لقد تعامل وزير الطيران شريف فتحي باحترافية بارعة وذكاء شديد مع الأزمة.. ومع الصحفيين ووسائل الاعلام ونجح في أول اختبار.. بعد توليه وزارة الطيران المدني. برافو.. شريف فتحي.. بلا مجاملة. ** إذا قالت السلطات المصرية ان الخاطف مضطرب نفسياً أو يعاني من خلل عقلي.. لن يصدق أحد.. أما اذا جاء وصف الاضطراب النفسي من الجانب القبرصي.. فان الكلام يكون مقبولا!! ** ثبت من خلال حادث الاختطاف ان التمهل في التناول الاعلامي.. وعدم استباق الأحداث.. أفضل للمسئول والاعلام والوطن. مباحث مطار القاهرة.. وشرطة نيويورك ** أثناء دخولي صالة السفر بمطار نيويورك.. أدركت ان مطار القاهرة الدولي يطبق نفس الاجراءات الأمنية التي يطبقها الأمن الأمريكي في تفتيش الركاب والحقائب فكل راكب لابد ان يخلع حذاءه وحزامه ويكشف عما يحمله من أي قطعة معدنية لفحصها. وعندما ننظر الي بعض رجال الأمن في مطار نيويورك وتحركاتهم. .ونظرات عيونهم للمسافرين.. نتذكر رجال مباحث مطار القاهرة بقيادة اللواء عبدالناصر حامد.. والعميد محمد صلاح.. ولكن دون ان يشعر المسافرون برجال المباحث.. الا في حالات الاشتباه.. علي عكس كتيبة "المخبرين" عندنا الذين تدركهم العيون من أول نظرة.. ربما من ملابسهم أو أصواتهم. كلام أعجبني الانسان الذي لم يخطيء.. لم يجرب شيئاً جديداً. "البرت انشتاين"