كشفت لجان تطوير مناهج التربية والتعليم عن وجود فجوة كبيرة بين الوزارة التي تلجأ للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة وبين كليات التربية بالجامعات التي لا تزال تعتمد علي نظم التدريس القديمة والتي لم تعد تتناسب في إعداد معلمين قادرين علي تدريس المناهج الحديثة. أكد الخبراء علي ضرورة وجود تكامل وتعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات في تدريب الطلاب علي المناهج المطورة وعدم وجود تطوير بمناهج الكليات يحدث نوعاً من الازدواجية لن يؤدي إلي الهدف المنشود. طالب الخبراء بوزارة واحدة للتعليم والتعليم العالي مشيراً إلي ضرورة تدريب المعلمين علي الأساليب وطرق التدريس الحديثة وارسال البعثات ومراعاة ثقافة المجتمع المصري. قالت الدكتورة ماجدة مصطفي عميدة كلية التربية السابقة ان الهدف من المنهج هو مجموعة الخبرات التي يتلقاها التلميذ داخل وخارج المدرسة عن طريق مجموعة من المواد الدراسية والمنهج عبارة عن منظومة ورؤية علمية وتربوية أسعي لتحقيقها في تطوير المناهج في إطار الثقافة التي تكتمل بالأنشطة ودخول المعامل وورش العمل والرحلات فكل هذه الأشياء مرتبطة بتطوير المناهج. واشارت إلي ان تحديد مدة عمل اللجنة بثلاثة أشهر مضي منها شهر ونصف الشهر ولم تصل كليات التربية أي رسائل ايجابية فإصلاح التعليم يحتاج إلي الوقت والتمويل وتغيير ثقافة المجتمع وزيادة الدعم المالي وخطة علمية مدروسة فما يصلح للتدريس في أفضل دول العالم لا يصلح لتدريسه في مصر فهو لا يعبر عن شخصية المجتمع وآماله وثقافة المجتمع وتاريخه ورؤيته المستقبلية. معايير وأوضح دكتور صلاح عرفة أستاذ بكلية التربية جامعة حلوان ومدير مركز تطوير المناهج سابقاً انه لم يتم الإعلان عن المعايير العامة التي تعمل بها اللجنة ويجب ان يكون هناك دور للمعلم الذي يعمل في الحقل التعليمي يعاونهم الأكاديميون في عملية التطوير فالإطار العام للمنهج الدراسي في أي دولة هو عبارة عن الرأي العام والأدباء والفنانين يتم أخذ رأيهم في الهدف الرئيسي في المنهج الذي سيتم وضعه ويتم تحديده وتكوين الفكر العام للمنهج. وأشار إلي ان تطوير المناهج ليس هو الكتاب فقط ولكن يجب ان يشمل التطوير الإدارة والمعلم والمدرسة فالمدرسة حالياً تحولت إلي صراع علي الامتحان والدرجة فالعالم أينشتين يقول لا يمكن من صنع المشكلة ان يحل المشكلة فتم الإعلان عن انه سيتم أخذ المنهج السنغافوري في الرياضيات وهو ضخم جداً وإذا تم تلخيصه فسيفقد الهدف المرجو منه. المحتوي العلمي أوضح د.سامح ريحان عميد التربية بجنوب الوادي ان الرياضيات والعلوم لغة عالمية فالمحتوي العلمي موحد علي مستوي العالم حتي المرحلة الثانوية بدليل ان هناك مسابقة عالمية تسمي تيمز كل 5 سنوات ولابد ان يكون الطلاب علي نفس المنهج مشيراً إلي ان المشكلة في طريقة وكيفية تدريس هذا المحتوي العلمي والأساسيات لا يوجد عليها اختلافات بين الدول. اضاف ان السلبية الأخري هي ان طالب الثانوية العامة غير قادر علي توظيف المعلومة وهذه هي الحلقة المفقودة فلابد ان تتعاون الكليات مع التربية والتعليم لتحقيق الهدف المنشود أو ان يكون هناك وزارة واحدة للتعليم وإلي ان يحدث هذا لابد من تهيئة المناخ الملائم واعداد الطلاب وتدريب المعلمين. يشاركه الرأي د. سمير شاهين عميد هندسة القاهرة الأسبق بأن المناهج واحدة سواء في الهند أو سنغافورة ولكن طريقة التدريس هي المعضلة ونحن رغم علمنا بالعلاج الا اننا ندور في حلقة مفرغة ونبحث عن الحلول في المكان الخطأ فلابد ان يبحث المسئول عن الإصلاح الحقيقي وهي طريقة التفكير للطالب وتعويده علي الإبداع والابتكار ووجود معلم كفء قادر علي توصيل المعلومة. ازدواجية أكد د. حسن شحاتة أستاذ المناهج بتربية عين شمس اننا نستفيد من التجارب العالمية من منظور قومي يوجد ازدواجية كبيرة بين التعليم والتعليم العالي والحل وجود وزير واحد للتعليم مشيراً إلي ضرورة ان يؤسس التعليم ما قبل الجامعي علمياً للجامعات فما تتطلبه كلية الطب لابد ان يدرسه الطالب في الاحياء أي ان المخرجات التعليمية في التعليم ما قبل الجامعي تظل في التعليم الجامعي والعكس كما ان المناهج تصنع محلياً ولا تستورد. أشار إلي ضرورة وجود أقسام مثل التدريب وإدارة الوسائل التعليمية تابعة للتعليم العالي وان يكون هناك تعاون بين الوزارتين في وضع الامتحان بالثانوية العامة. من جانبه أكد د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم انه سيتم تدريس مناهج العلوم والرياضيات علي مدار العام الدراسي كاملاً - الفصلين الدراسيين - بدلاً من تدريسها في فصل دراسي واحد كما هو قائم حالياً. اضاف ان مناهج العلوم والرياضيات المصرية تقترب من نظيرتها في الدول الأجنبية بدرجات متفاوتة. فعلي سبيل المثال: يتشابه محتوي منهج الرياضيات التطبيقية المصري في المرحلة الثانوية بدرجة كبيرة مع نظيره في الدول الأجنبية محل المقارنة. ومن ناحية أخري لم يكن تشابه محتوي منهج الأحياء المصري في المرحلة الثانوية مع مناهج الدول المتقدمة محل المقارنة بنفس القدر. وبالنسبة لمناهج العلوم اكد ان لجنتي المرحلتين الابتدائية والإعدادية تبنتا تعريب المنهج البريطاني "Oxford" بما يتلاءم مع البيئة المصرية ورأت لجنة المرحلة الثانوية. تخصص الكيمياء. إعادة صياغة المحتوي في كتب الكيمياء بحيث تكون المعالجة أبسط ومرتبطة بحياة الطالب. بينما رأت لجنة المرحلة الثانوية. تخصص الفيزياء. تعديل مناهج الفيزياء الحالية مسترشدين بدرجة أساسية بالمنهجية المتبعة في منهج سنغافورة. ورأت لجنة المرحلة الثانوية. تخصص الأحياء. تبني السلسلة الكاملة للمنهج السنغافوري في الأحياء. أوضح ان ورشة مناهج الرياضيات اظهرت لجنة المرحلة الابتدائية تبني سلسلة مناهج سنغافورة بعد تكييف محتواها لتناسب البيئة المصرية وأوصت لجنة المرحلة الاعدادية بتعديل المناهج القائمة فيما يتعلق بطريقة العرض والأنشطة. واضافة بعض المفاهيم غير المتوافرة. بالاضافة لتوحيد الرموز الرياضية لتتوافق مع الرموز المستخدمة في مناهج الفيزياء ورأت لجنة المرحلة الثانوية. فرع الرياضيات التطبيقية. ان المناهج الحالية معروضة بطريقة متميزة تسير مع مصفوفة المعايير السنغافورية بينما رأت لجنة المرحلة الثانوية. فرع الرياضيات البحتة. تعديل المناهج القائمة في ضوء مناهج سنغافورة. مع الأخذ في الاعتبار نقاط القوة في المناهج المصرية ومناهج الدول الأجنبية الأخري.