فضائحنا أصبحت بجلاجل.. وفضائية وطول الليل..! والإعلامي وائل الابراشي اعترف بأن البرامج الإعلامية تحولت الي "دكاكين شتائم" وأن بعض الإعلاميين يلجأون إلي هذه الأساليب لتصفية حسابات مع بعضهم..! وفي اليوم الذي كان فيه الإبراشي يقول الحقيقة ويتبرأ من هذه الممارسات كانت البرامج مشتعلة بمعارك من النوع الثقيل المشين. فهناك معركة المستشار مرتضي منصور والإعلامي عمرو أديب والتي تصاعدت بعد محاولة مرتضي الحصول علي توقيعات النواب لإيقاف برنامج أديب علي الأوربت قبل يوم الاثنين القادم موعد إذاعة حلقة عمرو مع "ميدو" مدرب الزمالك السابق والتي قال عنها ميدو أنها حلقة للتاريخ. ورد عمرو بأنه سيخرج كل "سيديهات" مرتضي قائلاً أن لحمه مر ومعلناً تحديه لمرتضي قائلاً "تعالالي راجل لراجل وكسر الأستديو ووريني هتعمل إيه"..! *** وبينما كانت شرايين عمرو تكاد تنفجر وهو يتحدث عن مرتضي فإن معركة أخري كانت تدور رحاها بين النائب الإعلامي توفيق عكاشة والنائب الإعلامي سعيد حساسين..! فعكاشة المنهار نفسياً والذي يشعر أنه قد أخذوه لحماً ورموه عظماً والذي يعتقد أنه مفجر ثورة يريد أن يعامله الجميع باستثناء خاص وعلي أنه زعيم فوق العادة.. ولذلك يتخذ من المواقف ما يتجاوز حجمه ويتخطي حدوده. وعكاشة الذي تم طرده في جلسة للنواب قام بالتوقيع علي مذكرة المستشار مرتضي منصور لإيقاف برنامج عمرو أديب وانتقل الي الهجوم علي حساسين مالك قناة العاصمة ليسأله "فلوس القناة جبتها منين.. وانت معندكش شركات كبيرة ولا حاجة". ومضي عكاشة يهاجم العاملين في قناة حساسين بسبب اتهام أحد مذيعي القناة لأهالي دائرته بتهريب الدولارات خارج مصر..!! ومادام عكاشة عنده فضائية وحساسين عنده فضائية فحساسين ظهر علي الشاشة ليقول لعكاشة.. "عندك فضائية وبتغسل الكل.. زعلان ليه بقي"..! *** وصحيح عندك فضائية وبتغسل الكل.. زعلان ليه..؟ ده إحنا اللي لازم نزعل ونطق.. غسلوتنا وبهدلتونا وشتمتوا الشعب كله مراراً وتكراراً واسأتم لشكل ومكانة الإعلام المصري وأدخلتونا في معارك ومواجهات مع الجميع وعززتم من انقسام وفرقة المجتمع وحرضتم علي الفسق والفجور ودعمتم وأبرزتم الإلحاد والملحدين وهاجمتم كتب السنة والسيرة.. ودعوتم إلي مشاهدة الأفلام الإباحية والجنس قبل الزواج.. ناقص إيه تاني تعملوه وتقولوه.. الله يلعن الفضائيات.. واليوم الذي أصبح فيه الإعلام سداحاً مداحاً لكل من هب ودب وأصبح إعلامياً بفلوسه أو بعلاقاته وحفلاته وصلاته بالأجهزة. *** ويحدث كل هذا التهريج وهذه الفوضي في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الجمهورية وحده انقاذ البلاد التي تعاني أخطر أزماتها الاقتصادية. ويحدث هذا في الوقت الذي يحتاج فيه الرئيس السيسي إلي كل رجالات وعقلاء مصر لمساعدته بأفكار وابداعات من أجل طي صفحة الماضي والتقدم للأمام وإعادة بناء الأمة بروح الفريق في وطن تتاح فيه الفرص للجميع وتعود فيه مكانة وقيمة مصر. ويحدث هذا في الوقت الذي تخوض فيه مصر وقواتها المسلحة معركة ضد الإرهاب في سيناء يستشهد فيها العشرات من خيرة أجناد الأرض في مهمتهم القتالية من أجل الحفاظ علي قطعة غالية من الوطن تتعرض للمؤامرات والأخطار. وبينما يتساقط الشهداء وتزداد التضحيات فإن تجار الكلام في الفضائيات يزدادون ثراء وتنتعش جيوبهم وتنتفخ أوداجهم وتزداد معاركهم الخاصة للسيطرة والنفوذ.. ويتاجرون بالفضيلة والشرف والوطنية لخداع ملايين البسطاء ولإرهاب من يقترب منهم ومن عزبهم الخاصة. *** ومادام الوضع كذلك.. فلم يعد غريباً أن يصف أحد أصحاب الفضائيات نفسه بأنه "أسد" ومنافسه "كلب"..! وليس في ذلك ما يدعو للدهشة. فقد أصبحت فعلاً "دكاكين شتائم" وكل واحد وشطارته ولسانه..! ولأن من آمن العقاب اساء الأدب فإن العقاب لم يكن صارماً ضد كل من تجاوز من قبل وخرج يسب ويلعن في الجميع دون حساب أو لفت نظر. ولأننا في كل الأمور نكيل بمكيالين فنقبل الشتائم عندما تتفق مع مصالحنا وندينها عندما تتعارض معنا. فإن الإدانة لا قيمة لها بعد ذلك. فالتجاوز قد أصبح مباحاً.. والشرف مستباحاً وأعراض الناس تنتهك علناً في الفضائيات والجاني يهرب بجريمته لأن هناك ¢خيار وفاقوس¢.. وهناك "سوبر" وعادة.. وهناك ضياع لبوصلة التوجه والتوجيه. والناس في هذا أصابها اليأس والقرف.. الناس تروي حكاياتهم وشتائمهم بسخرية واستهزاء.. والناس قد فقدت ثقتها في الإعلام كله.. ونحن أيضاً قد فقدنا ثقتنا في أنفسنا وفي امكانية أن يكون هناك من يقرأ ويسمع ويهتم لأن كل هذا المشهد العبثي قد تناولناه مراراً وتكراراً قبل أن يحدث وقلنا أنه سيؤدي الي الضياع والفوضي ولم يكن هناك من يهتم ولم يكن هناك من يبادر ويحاول اصلاح السفينة.. ولم يكن هناك من يتابع بالتحليل والتوجيه لأن المستشارين الذين يجب أن يقدموا المشورة والمساعدة انشغلوا بقضايا أخري ونسوا أو تناسوا أن الإعلام هو أم القضايا الآن.. واصلاح الإعلام هو البداية لإصلاح المجتمع وعودة الدولة.