تحولت مناسباتنا جميعها إلي مجرد سلوك استهلاكي يتناقض تماما مع المعني الحقيقي لأي مناسبة.. بل ويفتقد هذا المعني.. ونحن نحتفل هذا الأسبوع ¢بعيد الحب¢ امتلأت الأسواق التجارية بكم كبير وضخم من الهدايا والدباديب الملونة باللون الأحمر.. ورغم ارتفاع أسعارها تكالب عليها المستهلكون من جميع الأعمار وقد يكون أغلبها بضائع مستوردة.. أو مهربة لأننا تحولنا إلي مجتمع استهلاكي لديه الرغبة في الشراء فقط وتكاسلنا عن العمل والانتاج.. وبالتالي أضرت هذه السلوكيات بالاقتصاد المصري. وبدأ الناس يتعاملون مع هذه المناسبات من خلال المظاهر فقط عن طريق الاهتمام بشراء مثل هذه الهدايا التي تنتشر دون النظر والالتفاف إلي المعني الحقيقي لهذه الكلمة وهي.. عيد الحب. لأن المعني الحقيقي لها اختفي هذه الأيام وحل مكانه المظهر الكاذب الذي يبتعد كثيرا عن معني الحب. هل ما يحكم العلاقات بين الناس وبعضها الآن سواء.. بين الأسرة أو العائلة أو زملاء العمل أو الجيران.. أو حتي من يطلقون علي أنفسهم المحبين ما يسمي ¢بالحب¢.. لا توجد مثل هذه المشاعر السامية الآن.. بل تحولت إلي حب الذات.. والأنانية وإعلاء المصلحة الشخصية التي تحكم جميع العلاقات واكتفينا في هذه المناسبة بالجري وراء المظاهر عن طريق شراء دبة ملونة بالأحمر وامتلأت الأسواق بأنواع مختلفة ومتطورة ومبتكرة من هذه الهدايا المستوردة والتي لم تصنع داخل مصانعنا المحلية.. لأننا فقدنا أيضا حب العمل والانتاج. وإذا تعمقنا هذه الكلمة جيدا نجد أن ما يحدث حولنا ليس هو الحب ولكن طغت علي العلاقات الاجتماعية المظاهر من ناحية.. والمصالح الخاصة من جانب آخر. ولكن الحب.. بعيد تماما عن المصالح.. أيا كان هذا الحب فهو يسمو فوق كل هذه المظاهر.. الحب هو عطاء بلا حدود.. وبدون مقابل في أي نوع من أنواع الحب وهي كثيرة.. فهناك حب العمل.. هل يوجد حاليا من يجب العمل ويسعي للانتاج ومحاولة الابتكار والتجديد في عمله.. ما وصل إليه انتاجنا لا يؤكد هذا المعني والدليل أن معظم البضائع الموجودة في الأسواق مستوردة من الخارج.. وهذا هو السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي نمر بها. كما أن العلاقات بين الأسرة الواحدة أصبحت تحكمها المصالح.. وبين العائلة الواحدة.. افتقدت هذا المعني الجميل.. والعلاقة بين الأصدقاء لا يحكمها إلا المنفعة. ليتنا نتخلي عن هذه المظاهر الكاذبة.. المزيفة.. ليتنا نحب العمل من أجل حل جميع مشاكلنا الاقتصادية التي ترتبط كلها بنقص الإنتاج ورداءته.. وهناك من يعرف الحب بأنه ليس عاطفة ووجداناً فقط إنما هو طاقة.. وانتاج.. كما أن هناك من يفسره.. بأنه فضيلة الفضائل به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج.. وهناك من يري الحب الحقيقي أن تتجرد من أنانيتك وأن ترد عمن تحب كلمات السوء في غيابه وأن تحمل عنه ما لا يستطيع حمله من متاعب الحياة.