أنا شابة جميلة في الثلاثين من عمري نشأت في أسرة ثرية. ومتدينة. وكنا نعيش في بيت ¢ عيلة ¢ يجمع أبي وأعمامي الثلاثة. وكان عمري وابناء أعمامي متقاربا جداً. فنشأنا معاً منذ الصغر. كما نشأت بيني وبين أحد أبناء عمي قصة حب كبيرة. وكان والدي وعمي الأكبر يريدان أن أتزوج ابن عمي الذي يكبرني بعامين ويعمل مهندساً بإحدي شركات المقاولات الكبري. لكن لن اخفي عليك سراً أنه يشترك معي منذ الصغر في الكثير من الطباع والصفات وكان دائماً الاهل يرون أن هذا التوافق نابعاً من حبنا لبعضنا البعض. في حين اننا كما ذكرت نشأنا في بيت. وبيئة. وظروف واحدة خلقت بيننا رباطا من الحب. والصداقة والتفاهم لا يتخيله أحد. وسريعاً وبعد تخرجي في الجامعة. وحصولي علي بكالوريوس الصيدلة تقدم ابن عمي لخطبتي. وبطبيعة الحال كانت الأمور تسير هادئة ومرنة وقمنا بتأسيس بيت الزوجية في أقل من 6 أشهر. وقبل زواجنا بعدة شهور. كنت أتردد علي خطيبي في عمله كثيراً. لأن النجار الذي يعد لنا أثاث شقتنا قريب من مقر الشركة التي يعمل بها. وشاء القدر في مرة من ذات المرات وأثناء زيارة مفاجأة له كنت أقف في انتظار ¢الاسانسير¢ واذ به ينزل وبصحبته إحدي زميلاته وأصوات ضحكاتهما يتصل إلي السماء. لكن الكارثة يا سيدتي أنه كان يمسك يدها واليد الأخري علي كتفها وكأنهما عاشقان يتبادلان عبارات الحب. لا أخفي عليك ان من فرط حبي له وغيرتي عليه شعرت وكأن الحياة أسودت أمام عيني. ورأيت أن ما وجدتهما عليه خيانة لا أستحقها. وهنا لم أفرق مابين خيانة المشاعر وخيانة الجسد لأنهما عندي سيان. وأخذ الجرح يمزقني. فكيف يفعل بي ذلك. وانا لم اقصر في شيء وكنت حبيبته وكان هو لي كل الحياة. وكان يقول دائماً لجميع اقاربنا واصدقائنا انني حبه الوحيد وبانه لن يحب غيري ولن يجد مثلي وبانه يتمناني باسرع وقت ان اكون زوجته. ففي هذه اللحظة المأساوية التي تفوق تحمل أي امرأة تحب وتعيش فيما يعرف بحب العمر كان شريط ذكرياتنا معاً يدور أمام عيني سريعاً. وكانت كلماته المعسولة بالحب والغرام ترن في أذني. وحينها تأكدت علي قدر خبراتي في الحياة أنه كان يستغفلني. ولم يكتف بحبي حتي ظل يبحث عن علاقات أخري كان هذا الموقف المؤسف الشرارة الأولي لسلسلة مشاكل بيني وبينه. تفاقمت وتعقدت علي أثرها الأمور عندما تدخلت الاسرتان. وتحول الحب الصادق الجميل إلي مأساة. خاصة اننا كنا علي وشك إنهاء كل ترتيبات زواجنا كما سبق وذكرت. حاول الجميع إصلاح الموقف. وإعادة المياه إلي مجاريها. لكن للأسف فشلت في أن أتقبل هذا. ولم أمنحه فرصة ثانية لان يبرر لي ما فعله كما كان يريد جميع من تدخل لحل المشكلة. فلم أعد أطيقه أو أتخيل أنني سأصدقه بعد هذا اليوم الذي بصرني الله فيه بأن هذا الحب كان وهماً كبيراً. وفي المقابل كان خطيبي متمسكاً بي لأبعد الحدود. وحاول بكل الطرق أن يقنعني أن لا أعطي للامور أكبر من حجمها. لأن الصدفة فقط لعبت دوراً لاراهما في هذا الوضع وفي النهاية كبريائي لم يسمح لي بأن أكمل. ولأن استمرار أي علاقة زوجية يجب أن تبني علي الثقة التي فقدت بينا مبكراً. فكيف كان لي أن أستعيدها مرة أخري. ظللنا علي هذا الحال شهرا يلي الأخر. وتأجل الزفاف عدة مرات أملاً في العودة لكن دون جدوي. وبعد عدة أشهر دخلنا في طريق مسدود. وانتهي الأمر وانتهت قصة الحب الجميلة. وحاولت طوال أكثر من عام أنا ألملم جراحي.. ويعلم الله كم كنت أتمزق وأتألم لانني لم اصدق أن تكون هذه هي النهاية وعندما. ولأن دوام الحال من المحال تقدم لخطبتي زميل لي كنا ندرس معاً بالجامعة وكان يعرف حكايتي من بدايتها. فلم أتردد في الموافقة عليه وبالفعل تزوجنا. وطويت صفحة الماضي. لكن ابن عمي ¢خطيبي السابق¢ لم يفقد الأمل وظل يحاول الاتصال بي لكي اسامحه وأعود اليه رغم زواجي من غيره. وكنت ياسيدتي اخفي علي الجميع هذه الاتصالات حتي لا أثير المشاكل بلا داعي. لكن للاسف يبدو ان المشاكل تقف لي بالمرصاد. لأن زوجي اكتشف هذا الامر ووقعت بين يديه احدي هذه الرسائل التي كان يرسلها لي خطيبي السابق عبر ¢الواتس آب¢. ومن حينها وأنا في خلافات ومشكلات لا حصر لها. وكلما تحدثت إلي زوجي أنني طويت هذه الصفحة تماماً ولا يمكن أن أقوم بأي فعل يسئ له كزوج أو يغضب الله لكنه رافض تماماً أي كلام حاولت ارضيه بشتي الطرق لكن دون جدوي. مر أكثر من اربعة وانا في كرب شديد وكأنني أشرب من نفس الكأس التي شرب منها خطيبي السابق الذي ظل يطلب مني العفو والسماح ولم استجب. والآن زوجي يظلمني واطلب منه السماح ولم يتفهمني لا أدري ماذا أفعل وأحتاج إلي مساعدتكم. ** عزيزتي صاحبة هذه الرسالة أعانك الله علي ما انت فيه. فأقدر جيداً حجم الجرح الذي تسبب فيه خطيبك السابق في اللحظة التي شاء القدر أن تريه وفي أحضان امرأة أخري. فلايمكن لأي أمرأة تحب كل هذا الحب كما ذكرتي في رسالتك أن تتصور حياتها في وجود امرأة أخري تشغل قلب حبيبها أو علي الأقل باله أو حتي لو في علاقة عابرة. بطبيعة الحال وجود امرأة أخري في حياة الحبيب يخلق داخل الحبيبة رغبة عميقة في الانتقام منه حتي لو بالتفكير في الانفصال عنه نهائياً. وهذا ما حدث معك بالفعل. ودعيني اتفق معك أن خيانة المشاعر أو الجسد كلاهما قاس بالتأكيد والأولي تقود للثانية بطبيعة الحال. فالأصل في الحياة الزوجية الإخلاص والوفاء والثقة وللاسف تقتل تلك المعاني السامية حال دخول الشك قلب أحد الطرفين. وهذا سينقلنا لازمتك الحالية مع زوجك الذي له كل الحق في ان يغضب ولم يتفهم أن خطيبك السابق الذي عشتي معه قصة حب طويلة بدأت منذ الصغر مازال علي اتصال بك وهنا أري أن وسائل الاتصال الحديثة نقمة علي الإنسان وضررها أكبر من نفعها وللاسف تسببت في انهيار العديد والعديد من الزيجات لاتفه الاسباب. فأي زوج يا أختي الكريمة لا يقبل علي كرامته هذا. وكان سيفعل مثلما فعل زوجك بالضبط وربما أكثر. لكن زوجك هذا ذو معدن أصيل لأنه غار عليك وعلي كرامته كزوج وعلي عرضه وشرفه لكن لم يفجر في غضبه بدليل أنك مازلت في بيته وهذا يعني انه لم يشك للحظة في اخلاقك. وهنا عليك أن تعي قدر هذا الإنسان الذي عرف عنك وعن حبك السابق كل شيء ورغم ذلك تمسك بك. ووثق فيك إلي أبعد الحدود. نعم أعلم أن هذه الرسائل التي تلقيتها من خطيبك السابق واردة لكن كان يجب أن تغلقي الباب تماماً وتغيري أرقام هواتفك القديمة. لأننا في مجتمع يلقي بالعبء الأكبر في مثل هذه القضايا علي المرأة. وذلك لعظم مكانتها وقدرها ودورها في بناء أسرتها. لأن شك الرجل في زوجته لا قدر الله يهدم كيان الأسرة بالكامل وقد يحدث خللا في نسيج الثقة مما يدخل الأسرة بالكامل في مشاكل كبري. وهنا أنصحك بالتعقل والتروي والصبر علي الحالة التي اصبح عليها زوجك حتي لو طالت. ولا مانع أن تدخلي والدك ووالده في الصلح بينكما. ولا يجب أبداً أن تربطي بين عدم غفرانك لخطيبك السابق فعلته وبين رد فعل زوج واستيائه وغيرته عليكي وعلي نفسه. ودعيني هنا أوجه كلمتي لزوجك الكريم يا أخي العزيز أشعر بك وبغيرتك علي زوجتك وبيتك لكن الله يحب الستر والمغفرة وهو الذي أمر بأن تبقي الحياة الزوجية واذكرك بقوله تعالي ¢ إن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم¢. وأعلم أن من أكبر نجاحات الشيطان أن يفرق بين قلبي الزوجين. ويكبر أخطاء كل واحد في نفس الآخر. فهذا خطأ وارد ولسنا معصومين منه لكن أعلم انك واثق جيداً أن زوجتك تحبك وتخلص لك وحريصة علي كرامتك وعرضك وشرفك وسوف تسامحها وتعطيها فرصة لاصلاح هذا الخطأ الذي اري انها ليس لها ذنب فيه.